آمال حول إستقرار (حالة) الكارثة !! - - بقلم هيثم الفضل

آمال حول إستقرار (حالة) الكارثة !! - - بقلم هيثم الفضل


11-29-2018, 05:27 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1543465658&rn=1


Post: #1
Title: آمال حول إستقرار (حالة) الكارثة !! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 11-29-2018, 05:27 AM
Parent: #0

04:27 AM November, 28 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة




في الوقت الذي تتأكَّد فيه يوماً بعد يوم ، نظرية سلاح (الإلهاء) الإستراتيجي الذي تتبَّناه حكومة المؤتمر الوطني في مواجهة هذا الشعب المغلوب على أمره منعاً لإلتفاته إلى قضاياه الأساسية والمصيرية ، والتي كان آخرها ما يتم تداوله عبر الصحافة ووسائط النشر الإلكتروني عن مدى إستعداد الحكومة للتطبيع مع إسرائيل أو فتح نوافذ لعلاقات مستمرة وجادة مع دولة الكيان الصهيوني ، للحد الذي جعل أحد النافذين يتبرَّع عن منظومة الدولة في وجهها التنظيمي وليس المؤسسي بتصريح يفيد نفي إعتزام الحكومة للدخول في مفاوضات أو بروتوكولات تتعلَّق بالتطبيع مع دولة إسرائيل ، كان ذلك حسب وجهة نظري الشخصية واحدة من البرامج والمخططات الإخبارية والإعلامية المنوط بها إلهاء وتشتيت الفكر الجماعي الحُر لعامة الشعب من المنتمين إلى فئة (الغُبُش) ، أولئك الذين تتسم حياتهم طالما كانوا خارج دائرة التلوُّث الإنتمائي والنفعي للفئة النافذة بالبؤس والفقر وإنعدام الحيلة أمام ضروريات الحياة وبديهياتها ، فالواقع الإقتصادي الكارثي الذي يرفض منتسبو حكومة الفشل المتواصل والمتسارع تسميتهُ (إنهياراً) ، يُشير إلى أن فئة محدودي الدخل من الموظفين والعمال الذين يعتمدون في عيشهم على نظام الراتب ، هُم الفئة الأكثر قُرباً من حافة الهلاك الحتمي إما بالجوع أو المرض أو الإرتباك النفسي المُفضي إلى حياة أشبه بالموت وربما كان الموت أفضل منها ، والواقع الملموس يقول أن كل أصحاب المهن الحُرة من حرفيين وتجار وأصحاب خدمات أياً كان حجم أعمالهم صغيراً أو كبيراً ، رغم ما يعانون إلا أنهم قادرون بصورةٍ أو أخرى على (مُجاراة) واقع هذا التدهور المُريع في شكل ومضمون الإقتصاد السوداني الذي لا يكاد يستقر على حال مثلهُ مثل سعر الصرف الأجنبي ، فضلاً عن مسيرة حركة الإزدياد المتواتر والمنتظم لأسعار السلع الضرورية يوماً بعد يوم وربما ساعة بعد ساعة على نفس المنوال ، وبذلك فإن أصحاب المهن الحُرة أياً كان حجم مداخليهم المُتحصَّل عليها ، يقومون كل يوم أو كل ساعة بتعديل أجورهم حسب التكلفة المتغيَّرة لمتطلبات الحياة اليومية ، أما أصحاب الدخول المحدودة والثابتة فليس لهم غير الوقوف مكتوفي الأيدي أمام هذا الطوفان ، أما ما يتشدَّق به أصحاب الأيدي الغارقة في الماء البارد من ما أسموه حزم حماية الفئات الضعيفة أو الأكثر فقراً عبر برامج التمويل الأصغر والزواجات الجماعية وأكذوبة ما يُسمى بصندوق الضمان الصحي وديوان الزكاة وصندوق الضمان الإجتماعي ، ستظل دوماً شعارات فضفاضة وفارغة من محتواها ولا تخدم إلا السلطة وأصحابها عبر تسخيرها كخطاب إعلامي ودعائي ومهرجاني لا يُغني ولا يُسمِن من جوع ، إن تحديد الدولة لسقف أدنى للأجور لا يمكن أن يحقِّق فعاليته في مساندة البسطاء لتحمُّل بعض صعاب الحياة اليومية ، ما لم يسبق ذلك تصوّراً واضحاً وفعَّالاً في أمر إستتباب ثبات وإستقرار (حالة) الكارثة التي يتجدَّد لهيبها يوماً بعض يوم في مسارات حركة الإقتصاد والسوق. أما علاجها الجذري فلنتركه وفق مقولة (يحِّلها الحلَّا بله).