الصحافيون المتأسلمون وسايكولوجية الكلب البوليسي بقلم د.أمل الكردفاني

الصحافيون المتأسلمون وسايكولوجية الكلب البوليسي بقلم د.أمل الكردفاني


11-08-2018, 11:46 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1541717190&rn=0


Post: #1
Title: الصحافيون المتأسلمون وسايكولوجية الكلب البوليسي بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 11-08-2018, 11:46 PM

10:46 PM November, 08 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





ذلك الصحفي الذي يحاول أن يصنع من فسيخه المتعفن شربات ، وتحويل الصحافة إلى قصة بوليسية ركيكة اللغة بليدة الحبكة ساذجة الطرح. وذاك الذي يحاول أن يضع رأسه الفارغة كالطبل مع رؤوس كبار العلماء فيشتم ما شاء له شتمهم ويسيء لمن يريد من الكبار لكي يشار إليه ببعض سناهم ، الكائن الأجوف ، الذي قفز الى مهنة الصحافة والإعلام في عهد اتضاع المناخ الثقافي والمعرفي وتسنم إدارات كان العمالقة هيابين من الطواف حول تخوم كعبتها.
في عهد المتأسلمين انهار القلم الصحفي ونبتت قنان السفه على ذؤابات الريشة وانغدق مداد العفونة على الورق وتعطلت البلاغة من تزيين الحروف والجمل وسقطت الصحافة قبل سقوط الدولة. حين تسنم مآذنها المصابون بالبارانويا وجنون الإرتياب والشعور بالمؤامرة على السلطة التي أطالت الأقزام في صدورهم الضيقة. فكانوا بعد أن لم يكونوا من قبل شيئا.
في عهد المتأسلمين لصوص المال العام ؛ سقطت البلد في أسانة الشخصيات القشرية ، التي تم تلميع اسمائها دون أن نرى تحت اسمائهم إلا القحالة والقفر المفاهيمي. والكائن الأجوف يخشى على نفسه من قرع الأصبع أن ينكسر وما يحيطه إلا سلطة ؛ كالمنتهب الذي ينهب نهبة يرفع فيها إليه الناس أبصارهم.
في عهد السقوط سقطت الصحافة تحت مخالب ذوي سايكولوجية الكلاب البوليسية. الذين ينعقون بما لا يعقلون ، فهم لا يكادون يفقهون قولا يتسقطون كبوات المحصنين الغافلين من جهة وليتملقوا بها أولياء نعمتهم من جهة أخرى.
وفي زمن السقوط هذا ، أمسك كل صاحب روح سوداء ودماغ جوفاء بالقلم يتقيأ روح الجاسوس في كلماته ، رعبا وفزعا من فقدان الشوكة. لكن المبدأ هو أنه لا يصح إلا الصحيح. فاليوم نشاهد شامتين -رغم جراحنا كضحايا لهم- نتاج حكم الغوغاء والرجرجة والدهماء من فقراء الوعي والمعرفة والضمير. فبأيدي كوادرهم الجاهلة هدموا حكمهم وسلطتهم التي ما بلغوها بعلم بل بالسطو والدسيسة ، وبمعاولهم التي تقطر بالخبث المشوب بالظلام هدموا السقف فوق روؤسهم. فهم اليوم كالمتلبس بالجن ، يتهافتون تهافت الممسوس على السحرة ، فلا خرج ما فيه ولا نال إلا السخط من السماء.
هانت الصحافة فاستأسدت فيها الصيصان ، ورتعت في محرابها الكلاب والخنازير ، كما هو الحال في كل ركن ومقام وشاهد. وهم إثر ذاك يحتاطون بأربال السنتهم وتحميهم الموالاة عن قرعهم وردعهم وردهم إلى صحيح أحجامهم المتورمة بالمرض... فصالوا وجالوا كصولة الضبع عند غياب قسورة.
هانت الصحافة وبئست ، كما هان العلم وهان العلماء وهانت الكلمة وهان القلم وهانت الرجولة وهان الكبرياء وهانت الأخلاق والقيم السمحة. فما بسطوا إلا أيد تصف قيأهم المقرف على وجوه الخلق بلا أخلاق. وإذا أراد الله بقرية هلاكا أوكل لها فساقها وجهالها فكانوا لها مرجعا.