مرَّت بسلام .. !! - - بقلم هيثم الفضل

مرَّت بسلام .. !! - - بقلم هيثم الفضل


11-06-2018, 05:34 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1541478869&rn=0


Post: #1
Title: مرَّت بسلام .. !! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 11-06-2018, 05:34 AM

04:34 AM November, 05 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة


بعد أن مرَّت أحداث المرض المُسمى بالكنكشة الذي ضرب مدينة كسلا على ما يبدو (بسلام) ، والسلام هنا ليس المقصود منه سلامة المواطنين الذين أصابهم المرض وذاقوا المرارات البدنية والنفسية ، لأنهم شأنهم شأن كل الموضوعات المتعلَّقة بأهمية الإنسان السوداني من وجهة نظر حكومة المؤتمر الوطني يُعتبرون بكل بساطة في ذيل قائمة الإهتمامات وآخرالمُستهدفات ، لكن السلامة المعنية في مرور هذه الكارثة دون (عواقب) تخُص المسئولين في ولاية كسلا بدءاً بالوالي ونهايةً بأصغر موظف في دائرة رسمية لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالموضوع ، كنا نتوقع أن تظهر الحقائق والدلائل التي تشير إلى أن هذه الدولة لم يزل فيها بصيص من مؤسسية يكمن من خلالها أن يُحاسب المسئولين المقصَّرين تجاه واجباتهم وإلتزاماتهم وعلى أقل تقدير حين يكون محل الإخلال كارثة تمس حياة الإنسان وعافيته مثل التي حدثت في كسلا ، ولكن على ما يبدو أن هذا ديدن الحكومة في مجال تأكيد حيادية النظر للقضايا وفصلها من منظور التأثير التنظيمي والسياسي والتحالفي ، وتوجيهها نحو مؤسسية الدولة المفقودة بفقدان عناصر الحكم الأمثل على الوقائع والملابسات و التي تأتي في مقدمتها العدالة والمساواة والحيادية وإعمال القانون على الجميع ، أما قائمة القضايا المسكوت عن مآلاتها وما صارت إليه نهاياتها فهي كثيرة ولا يتسع المجال لذكرها ، ولكن عبر حصرها ومراجعتها يتضح للمتابعين أن شبح التمكين السياسي والإداري والإقتصادي سيظل غولاً ماثلاً يُزهق روح العدالة ويُهدِّد أمن وحياة البسطاء والكادحين بالفقر الإذلال والحرمان من الحقوق الأساسية ، وفي هذا السياق كيف يستغرب المُطلَّعين على ما يحدث في هذه البلاد من خرابٍ ودمار متواتر وعلى مدار الساعة ، من إزدياد نسبة المرضى المتردَّدين على المستشفيات الحكومية من عامة الناس وبسطائهم ، وإنتشار الكثير من الأمراض الغريبة على بلادنا مثل ما حدث في كسلا ويحدث الآن في مدينة ربك في أوساط الطالبات ، إذا كان مستوى دخل الأسرة السودانية العادية لا يكفي لتوفير أبسط ما يمكن أن يعتبره العلماء والمختصين وجبة غذائية متكاملة ، أو ما يفعله الفقر بمعناه العام في البيئة الصحية المحيطة بالغلابة والبسطاء ، ثم ذلك الفشل المريع للحكومة في مجال إصحاح البيئة الحضرية و السيطرة على مشكلة النفايات المنزلية والصناعية ، فضلاً عن الإنهيار الفني والخدمي الذي أصاب القطاع الصحي ومؤسساته وغلاء الدواء ، أليس كل ذلك يُعتبر بِنية أساسية لصناعة الأمراض وتوطينها وإنتشارها في أوساط العامة من أبناء هذا الشعب الصابر ، ووفقاً لوجودهم في كبسولة مغلَّقة قوامها الترف والإنكباب على المصالح الخاصة سيظل مسئولي حكومة المؤتمر الوطني المعنيين بحال المواطن ومشكلاته وقضاياه في منأى عن دائرة المعاناة اليومية ، بل ربما كانوا من فرط إنفصامهم عن هذا الواقع المرير يرون الناس بعين الرضا من باب أنَّ ما نحن فيه سوءِ حال أكثر مما نستحق ، اللهم لا إعتراض على أمرك.