مولانا هارون .. يضيء لنفسه في حوار مقفول !. بقلم خالد الإعيسر

مولانا هارون .. يضيء لنفسه في حوار مقفول !. بقلم خالد الإعيسر


10-30-2018, 03:55 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1540911348&rn=0


Post: #1
Title: مولانا هارون .. يضيء لنفسه في حوار مقفول !. بقلم خالد الإعيسر
Author: خالد الأعيسر
Date: 10-30-2018, 03:55 PM

03:55 PM October, 30 2018

سودانيز اون لاين
خالد الأعيسر-UK
مكتبتى
رابط مختصر





أخي والي ولاية شمال كردفان مولانا أحمد هارون، لو أراد فعلاً أن يعرف حجم الهوة التي يعيشها مع المواطن الكردفاني، ومدى العزلة الكبيرة التي تؤطر لبرنامجه السياسي والاقتصادي والخدمي في الولاية، وعدم قناعة الناس في السودان كله بما ظل يردده من شعارات حول النفير والنهضة في ولاية شمال كردفان؛ لو أراد أن يعرف كل ذلك عليه -فقط- أن يراجع تعليقات الجمهور في الفيسبوك ومنصات التواصل الإجتماعي، تعقيبا على حواره التلفزيوني "برنامج حوار مفتوح"، الذي بثته قناة النيل الأزرق مساء أمس.
مولانا هارون سيجد سيلاً جارفاً من التعليقات السلبية التي تقدح في خلاصات تجربته بولاية شمال كردفان، وهذا ينم عن قياس رأي عام حقيقي لتفاعلات المتلقين المحايدين، وإحساسهم تجاه مجهوداته، وهذا بدوره من الممكن ان يسهم مستقبلاً في استشراف أفكار تمكِّنه من اتخاذ القرارات الصحيحة، وتلبية حاجة المجتمع المستهدف، وايضا التعامل مع المشكلات المتوقعة، ثم تصحيح الرؤية حيال القضايا التي تهم الناس.
في تقديري -المتواضع- الحوار نفسه أضعفته كثيراً الاستماتة في الدفاع عن المشروعات الفاشلة، وتمثلت الضربة القاضية في الدفاع عن الخطوة الانتحارية التي قام بها مولانا هارون باتخاذه قرار نزع سواقي بارا، الذي يصنف بالخطوة -غير المدروسة- التي رسمت صورة سلبية للحد البعيد، وأضرت بنجاحاته السابقة، وتجلت في ردوده المضطربة وملامح وجهه في هذا الحوار التلفزيوني، مما يؤكد انه أستمع لرأي بعض المقربين ولم يتقيد في تلك الخطوة بخطط علمية وهندسية وأساسيات وقيم المسؤولية التي فرصها الدين والقانون من اجل الحفاظ على حقوق الناس ومصالحهم وعرق المزارعين، الامر الذي وضعه في موضع القاضي الذي ظلم الناس في حقوقهم القانونية وأملاكهم الشرعية التي توارثوها أبا عن جد، فأصبح حديثه مجافيا للواقع والمنطق والشرع، والأرجح أن هذه الأسباب مجتمعة دفعته لان يختار لهذا الحوار مع قناة النيل الازرق ان يكون مسجلا، ومعلبا جامدا، وأشبه بخطبة يوم الجمعة، حيث لا تعليق ولا أسئلة صعبة، ولا تفاعل، حتى ينأى بنفسه عن مرمى النيران، ومأزق المواجهة مع الجمهور الكردفاني الذي مل الوعود المتكررة، والشعارات البراقة، والخطب الرنانة، وكره العطش، والجبايات القهرية التي لم تظهر إلا في ملامح الدستوريين.
وهنا أذكر مولانا هارون بما قاله سيدنا عمر بن الخطاب "رضي الله عنه"، في سياق الاهتمام بحقوق الرعية حيث ضرب أروع الأمثلة في مراقبة تعاليم الله تعالى، والخشية منه، وهذا ما جعله يقوم بحق الرعية على أكمل وجه، ويهتم بأمر المسلمين أيما اهتمام، حتى روي عنه انه كان دائماً يقول: (إنّي والله لأكون كالسراج، يحرق نفسه ويضيء للناس).
أما أنا والأمانة لله، أرى صديقي هارون وكأنما يقلب تلك المقولة، في حواره التلفزيوني "المقفول"، ولسانه حاله يقول: (إنّي والله لأكون كالسراج، أحرق سكان كردفان لاضيء لنفسي).
يا هارون.. بالله عليك اتبع الحق ورسخ قيم العدالة التي لطالما تعتز بدراستها وانت تردد للناس دوما معرفتك بأصول قوانينها.
يا هارون.. يقيننا انه لا قانون في نزع حقوق الناس عنوة وبما يخالف قرارات المحاكم السودانية نفسها التي جرمت فعلتك فيما يلي سواقي بارا، التي نزعت بعضها ترهيبا، والبعض الآخر بتشريعات والتفافات لا علاقة لها بالقانون من قريب أو بعيد.
يا هارون.. إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكّر قدرة الله عليك، وتذكر أيضا ان كلمة نفير نفسها في القاموس الكردفاني تستدعي احساس الناس بروح المشاركة والفعل الجماعي المقبول وليس قهر الناس وفرض الرسوم والجبايات باستخدام عصا النفوذ والقوة والترهيب.
يا هارون.. أخيرا وليس آخرا، بالله عليك تجنب دعوة المزارعين المظلومين في بارا، ودعوة المظلومين مستجابة عند الله وقد جاء في حديث رسولنا الكريم محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه حث على الغرس والزراعة حتى في اشد المواقف واصعبها فقال: "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليفعل".
بالله عليك حاول أن تزرع ولا تدمر.
والله من وراء القصد!.