النبي خاشقجي بقلم د.أمل الكردفاني

النبي خاشقجي بقلم د.أمل الكردفاني


10-23-2018, 02:22 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1540300958&rn=0


Post: #1
Title: النبي خاشقجي بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 10-23-2018, 02:22 PM

02:22 PM October, 23 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر






قنوات فضائية مناهضة للملكة اشبعتنا كل ثلاث دقائق بخبر عن خاشقجي... تطبيق نبض اشتعل بضخ هائل من قنوات الجزيرة والعالم الايرانية ثم تبتعهم قناة روسيا. تحول خاشقجي بين عشية وضحاها الى النبي خاشقجي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. المواطن السعودي صار تركيا وقطريا وروسيا وايرانيا ، فهذه الدول (شديدة النزعة للديمواقرطية والتحررية) أخذت تتباكى في اعلامها على رسول الديموقراطية والحرية وحقوق الانسان. اربع دول لا تتمتع بأقل القليل من النزوع للديموقراطية ولا للحرية صارت مولهة مدلهة بالديموقراطية والحرية ، روسيا التي اغتالت عميلها في لندن بل والتي لها تاريخ طويل في الاغتيالات واعتقال المناوئين السياسيين صارت تتداول أخبار خاشقجي التي تنقلها عن الجزيرة. ايران التي تعدم كل يوم العشرات من السنة فقط لأنهم اصحاب حقوق مغتصبة تتباكى في قناتها على الحرية ، أليس هذا مذهلا.
اسرائيل طيلة سنوات وجودها الفجائي استمرأة عمليات الاغتيال العلني. المخابرات البريطانية اغتالت ديانا وما خفي أعظم. القوات الاوروبية والامريكية قتلت الملايين في العراق وسوريا والصومال ، ولكن مواطنها خاشقجي عليه السلام لا مزايدة عليه. فجأة اصبح خاشقجي المسيح الموعود ومخلص البشرية فتلوثت اسماعنا يوميا بالشائعات والاكاذيب والدبلجات المزيفة وتصريحات كونجرس لم تنقلها الا تلك القنوات وربما الكونجرس الأمريكي نفسه مندهش من تقصي كل تصريحات اعضائه بهذا الكم الذي لم يشهده من قبل حتى إبان الغزوات الامريكية على الشعوب العربية والاسلامية وقتلهم للمدنيين الابرياء بقنابل الفسفور والقنابل الانشطارية وكل عمليات التعذيب بأبو غريب وجوانتنامو وسجن البوكا. لم تقم لا قناة الجزيرة ولا العالم ولا تلفزيون العرب الفارسية بنقل تصريحات اعضاء الكونجرس.
أعتقد أن مراسلي هذه القنوات يذهبون للعضو وهو يتثاءب مستيقظا من نومه ببجامته ثم يضعون في جيبه مليون دولار ويطلبون منه تصريحا ولو مقتضبا. ينظر عضو الكونجرس الى المراسل الذي يبدو له أحمقا ثم يقبض الشيك ويضعه في جيبه قائلا بكل ثقة:
(امريكا لن تقبل عزاء في خاشقجي..وعلى السعودية ان تحمل كفنها).
يفرح المراسل...ثم يدبج مانشيت عريض يتم لوكه كالعلكة لمدة اربعة ايام في القنوات الفارسية. وهكذا يتم انفاق ملايين الدولارت على التفاهات.
حقيقة لم أفهم من هو خاشقجي الذي تثار حوله كل تلك الزوبعة فدخلت الى اليوتيوب واستمعت الى لقاءات قليلة تمت معه ووجدته شخصا عاديا جدا بل ويدافع باستماتة عن النظام السعودي. تتبعت كل الاخبار والمقالات التي نشرت باسمه في الصحف فوجدتها كلها تتمحور حول تمجيد النظام السعودي. لذلك ، حتى وهو يتحدث عن الدموقراطية كان يدافع عن موقف النظام السعودي. ويبدو أنه كان يجيد امساك العصا من المنتصف والتوازن وقوفا على حبل السيرك. لكن لا أكثر من هذا ولا أقل.
الشيء غير المفهوم هو تحويله الى قديس ، Saint Khashoggi .
يبدو لي أن ضرب صيجان الطبول صار مزعجا أكثر مما يجب.