ما (براهُ) !! بقلم صلاح الدين عووضة

ما (براهُ) !! بقلم صلاح الدين عووضة


10-22-2018, 02:04 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1540213486&rn=0


Post: #1
Title: ما (براهُ) !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 10-22-2018, 02:04 PM

02:04 PM October, 22 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*ومفردة عنواننا هذا سودانية خالصة..

*وهي تعني (لوحده)... أو من تلقاء نفسه... أو - أحياناً - إنه ليس (على بعضه)..

*وقد ارتبطت بطرفة مصري ادعى معرفته ببلادنا..

*وطفق يذكر أسماء مدن قال إنه زارها؛ ومنها شندي... وعطبرة... وكسلا..

*فدهش من معه من السودانيين... وسألوه (وبراك ؟!)..

*فأجاب بلهجة الواثق من نفسه فوراً (أهو براك دي بالذات زرتها مرتين)..

*وهنالك مفردات أخرى تخصنا (برانا) أيضاً..

*ومنها (هسع) وتعني الآن... أو الحين... وهي اختصار للجملة المركبة (ها الساعة)..

*وكان يرددها الشوام أيضاً قبل استبدالها بـ(هللا)... أي ها اللحظة..

*أما مفردة براه بمعنى (مش على بعضه) فلكاتب هذه السطور معها طرفة كذلك..

*فقد استوقفته حكاية عدم وضع المهدي طعماً للسمك في صنارته..

*وذلك خلال إحدى حصص التاريخ... بالابتدائي..

*وفلسفة المهدي من ذلك (عدم خداع حتى السمك)..

*فسأل بكل براءة الأطفال - أو شقاوتهم - (وهل حصل اصطاد سمكة يا أستاذ؟!)..

*فانفجر الفصل ضحكاً وصخباً... والأستاذ غضباً..

*وضاحكٌ من هؤلاء صاح معتذراً للمدرس (معليش يا أستاذ... أصلو ما براهُ)..

*ولكني كنت (براي ونص وخمسة)... فهو كلام غير (منطقي)..

*ونأتي الآن إلى مفردة (براهُ) بمعنى وحده.... ولكن بصيغة الجمع (براهم)..

*وهي من أعراض محاولة إجابة عن سؤال طرق ذهني أمس..

*فقد تساءلت : لماذا صار هكذا إعلامنا؟... مرئياً كان أو مسموعاً أو مقروءاً؟!..

*فهو لم يعد يحظى بمقبولية.... ولا قبول..

*والدليل هذا التراجع الملحوظ - والموثق - في نسبة القراءة... والمشاهدة... والاستماع..

*فلا شاشاتنا مشاهدة... ولا إذاعاتنا مسموعة... ولا صحافتنا مقروءة..

*وصحفنا تحديداً يتم (ضبط) تراجعها - سنوياً - بأرقام لا تكذب... ولا تتجمل..

*والسبب هو عين الذي صرف الناس عن إذاعاتنا وشاشاتنا..

*فمن منكم يقدر على مشاهدة أخبار تلفزيوننا القومي... على وجه الخصوص؟!..

*فكلها تبدأ بعبارات لدى لقائه... ولدى استقباله... ولدى تشريفه..

*والذين يربط بينهم هذا القاسم المشترك (الأعسم) جميعهم ذوو انتماء واحد..

*بل حتى المذيع الذي يقرأ أخبارهم هذه هو منهم... وفيهم..

*والآن بعض من هم (منهم وفيهم) هؤلاء تمددوا في الصحافة المقروءة... و(تمكَّنوا)..

*وصارت أخبار الجرائد نسخة من نشرات القومي..

*وبقي التميز فقط في مجال الرأي ؛ أعمدةً... ومقالات..

*ولكن حتى هذا طغت عليه أقلام (الأغلبية الميكانيكية)... بأجندتها الخاصة..

*وأعني الخوض في قضايا لا يحس القارئ أنها تهمه..

*أو الكتابة عن أسماء - ومسميات - يشعر أنها غريبةٌ عنه... وهو غريب عنها..

*ويحس - من ثم - أن هؤلاء يعيشون في عالم يخصهم (براهم)..

*وفي المقابل ؛ هو بالنسبة لهم (ما براهُ !!!).








assayha