لعبة الدمقرطة بقلم د.أمل الكردفاني

لعبة الدمقرطة بقلم د.أمل الكردفاني


10-21-2018, 01:40 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1540082445&rn=0


Post: #1
Title: لعبة الدمقرطة بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 10-21-2018, 01:40 AM

01:40 AM October, 20 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





من استطاع اأن يجيد هيكلة انظمة ديموقراطية على واجهة ليبرالية مثل أوروبا والولايات المتحدة الامريكية؟.
هيكلة انظمة ديموقراطية هو فاعل ومفعول به. عندما نقول فعل فنعني (الدمقرطة) ، اي خلق شكل ديموقراطي متكامل وفي نفس الوقت محمي بأدوات تمسكه من السقوط في الهشاشة الديموقراطية التي تخلق (إن كانت بلا ممسك لها) سيولة سياسية ومن ثم عدم استقرار سياسي وربما حرب اهلية او انفلاتا امنيا أو عودة دكتاتورية بدعم شعبي يرى فيها الخلاص.
من يحفظ للغرب هياكله الديموقراطية من ثغرات الديموقراطية على هذا النحو السلس ، حيث تبقى خطوط حمراء أمام اقدام جميع القوى السياسية لا يجوز لهم تخطيها. من يلزمهم بذلك؟
لقد أدت هشاشة الديموقراطية غير المستندة إلى سيطرة مركزية الى وصول هتلر الى السلطة ، وإلى فشل الديموقراطيات نتيجة السيولة السياسية وصعود أو عودة العسكر في امريكا اللاتينية وافريقيا مرة أخرى الى سدة الحكم. دعنا لا نهمل محاولات مقاربة بين النظام الغربي وبين نظم أخرى أهمها إيران ، حيث مركز السيطرة مكشوف للعلن مما يفقد هذا النظام جزءا ليس باليسير من الموثوقية وإن من ناحية أدبية على الأقل.
لماذا لم تستطع القوى اليمينية المتطرفة في الدول الغربية أن تنقلب على السلطة ، لدرجة ان اوروبا مثلا تحولت أغلب دولها الى دول شديدة النعومة كالسويد وفنلندا واليونان وايطاليا وسويسرا وغيرهما. قبل أشهر فقط رفض السويسريون زيادة حصة وزارة الدفاع من أجل التسلح وشراء أسطول طائرات مقاتلة. لقد قال وزير الدفاع ساخرا من نفسه: لن أستقيل لهذه الهزيمة فحياتي كلها كانت هزائم. دول أخرى مرتبطة بالولايات المتحدة تعاني الآن من تفشي النعومة الأمنية والسياسية فيها كاليابان وكوريا الجنوبية رغم المخاطر المحدقة بهما. يابان الكاميكازي صارت يابان الفاشون ، والتكنولوجيا الرقمية ، والألعاب والروبوتات.
أمريكا أحاطت بجميع هؤلاء ومنحتهم تلك السيطرة المركزية على الديموقراطية ولكنها سلبتهم الخشونة على مسرح الصراع الدولي. دول كبريطانيا وفرنسا والمانيا تجتهد لعلان استقلاليتهم بين الفينة والأخرى ولكن بحذر لأنها تدرك أن أي محاولة للخروج عن فلك الحماية الأمريكية قد يفضي الى كارثة. لقد كانت أمريكا دائما هي اللاعب المهاجم الذي يتم ادخاله الى ميدان الحرب ليسجل الأهداف القاتلة في شباك العدو في الزمن الاضافي. أوروبا بغير امريكا مثل امرأة حسناء في شارع مظلم.
أمريكا أيضا لها مصالحها لابقاء أوروبا متمتعة باستقرارها الديموقراطي ، لأنها حلف عريض ومحيط بالجمهورية الروسية ، كما انهم جميعا يطرحون نفس القيم أمام نفس الاعداء كمبررات أخلاقية للامبريالية الجديدة ، فضلا عن التاريخ المشترك. أوروبا وامريكا كالخرتيت والعصفور الذي يقف فوق ظهره فينظف جسد الخرتيت من العوالق ويتغذى هو منها في نفس الوقت.
المحور المقابل أي محور الدول التي فشلت في خلق هيكل ديموقراطي محمي مركزيا تحالفت هي أيضا ، الصين روسيا إيران ، وقريبا تركيا بعد سيطرة الاسلامين الشاملة على تركيا.
لكن الشاذ جدا هو وضع الكثير من الأنظمة العربية التي لم تفشل فقط في رسم هيكل ديموقراطي محمي مركزيا حتى بعد الثورات الشعبية الأخيرة ، بل أنها ليست قادرة حتى على إدارة نفسها عبر دكتاتوريات مستنيرة. بل ولا الاستقرار تحت احتكار القوة. ولذلك فهي دول فاقدة للبوصلة فيما يتعلق بخطط وسياسات التحالفات. إنها تريد ان تحمي نفسها من أمريكا وفي نفس الوقت أن ترضي امريكا ، ثم تستفيد من أنظمة دكتاتورية بواجهة دموقراطية كالصين وروسيا. لان هذه الدول الاخيرة تقبل بأي نوع من الانظمة التي تتشابه معها وإن لم تبلغ صورتها الأساسية.
فلنلاحظ التحالفات الروسية ، هي في الواقع تحالفات بائسة جدا إن استثنينا تحالفها مع الصين جزئيا. روسيا تجمع دولا ضعيفة وفقيرة من حولها. دولا مهددة دائما بالانهيار. فروسيا إذن تقامر بالحصين المريضة. وفي نفس الوقت فحرب الغرب ضدها مركزة جدا ومنهجية الى ابعد الحدود بما ينبؤ بالنتيجة الأخيرة.

Post: #2
Title: Re: لعبة الدمقرطة بقلم د.أمل الكردفاني
Author: علاء خيراوى
Date: 10-21-2018, 10:52 AM
Parent: #1

ومن يحمي النظام الامريكى الديمقراطى نفسه من السقوط في الهشاشة الديموقراطية ؟
وتحياتى و احترامى لك