عرمان يستجدي النظام ويقول أن أاالتسوية معه لا يستحق الإعتذار.. بقلم عبدالغني بريش فيوف

عرمان يستجدي النظام ويقول أن أاالتسوية معه لا يستحق الإعتذار.. بقلم عبدالغني بريش فيوف


10-18-2018, 00:26 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1539818809&rn=0


Post: #1
Title: عرمان يستجدي النظام ويقول أن أاالتسوية معه لا يستحق الإعتذار.. بقلم عبدالغني بريش فيوف
Author: عبدالغني بريش فيوف
Date: 10-18-2018, 00:26 AM

00:26 AM October, 17 2018

سودانيز اون لاين
عبدالغني بريش فيوف -USA
مكتبتى
رابط مختصر



كالعادة وليقول إنه موجود، كتب عرمان مقالا ركيكا نشر على مواقع التواصل الاجتماعي الثلاثاء 16/10/2018م في مشهد سياسي يستند ويرتكز على الأوهام والتناقضات، وخلف ستار المشهد، مسارات تخريبية تستهدف التغيير الحقيقي في السودان من أجل الاحتفاظ برئيس قاتل ظل قابعا على كرسيه منذ ثلاثين سنة، ومطلوب لدى الجنائية الدولية.
(((.. في مقال يوم الثلاثاء، قال عرمان أن "كل حرب يجب أن تكون نهاياتها سلام وحروب السودان الحالية أفضل طريقة لحلها هي عبر التسوية السياسية الشاملة والسلام العادل".
وتابع قائلا إن "البحث عن التسوية السياسية الشاملة والسلام العادل أمر لا يستحق الإعتذار لأحد، بل هو قضية استراتيجية من قضايانا، والتحدي الذي واجهنا دائماً هو كيفية تفادي الحلول الجزئية".
وأوضح أن الانقسام الحالي في الحركة الشعبية ـ شمال، كان لتمسكهم بالحل الشامل وعدم حصر القضية في المنطقتين، وزاد "في (15) جولة من التفاوض وثلاثة جولات غير رسمية تمسكنا بالحل الشامل".
واعتبر عرمان أن كل من يشكك في مواقف الحركات المسلحة المنخرطة في اتصالات مباشرة أو إقليمية أو عبر وساطة الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي، جاهلا بطبيعة الحرب وطبيعة تلك الحركات ومصالح المدنيين في مناطقها.
وقال "من خلال تجربتي التي امتدت حتى إلى 31 عاماً فإن الصعود والهبوط في مسرح الكفاح المسلح أمر شهدناه وتعاملنا معه وعلى النظام ان لا يخطئ الحسابات فإن هنالك متغيرات داخلية وإقليمية يمكن أن تسهم في تصعيد رايات الكفاح المسلح، كما أن هنالك فرصة حقيقية وملموسة لإنهاء الحروب تسندها أيضا متغيرات داخلية وإقليمية".
وأفاد أن "الأفضل للسودانيين التسوية السياسية الشاملة والسلام العادل، ونحن لا نمل من طرق أبواب السلام العادل".
وقارن عرمان الواقع بالديناصور الذي انقرض لعدم قدرته على التكيف مع متغيرات المناخ رغم حجمه الجبار بينما استطاعت حيوانات أخرى أقل شأناً منه الاستمرار لقدرتها على التكيف.))))..
أعلاه، هي جزئيات من خربشات عرمان القلمية التي يحاول فيها تبرير عودته إلى الخرطوم وهو يظن أن السودانيين من الغباء بالمكان الذي يمكنهم تصديق أن التسوية السياسية الشاملة والسلام العادل التي ينادي بها عرمان يمكن أن تتحقق بوجود البشير ونظامه الشمولي الإقصائي..
مثل هذا التناقض في الأراء والمواقف الذي يقع فيه ياسر عرمان يضعه في صورة الانتهازي الإعتباطي، إذ كيف وصل الرجل إلى هنا بهذه السرعة -أي من النداء بسودان جديد وهيكلة الدولة السودانية لتسع الجميع، إلى القول إن "التسوية السياسية مع نظام المؤتمر الوطني لا يستحق الإعتذار والندم"أأ؟
ما الذي تغيّر في هذا السودان حتى يقول عرمان إن "الإنخراط في التسوية والسلام مع الحكومة السودانية لا يستحق الإعتذار"؟.
أقول لك عزيزي القارئ ما الذي تغيّر:
** عرمان الذي كان الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان شمال وممسكا بملف التفاوض مع الخرطوم لست سنوات، اليوم لم يكن كذلك، فقد جُرد الرجل من منصبه، لكن هذا القرار لم يعجبه، لينشق عن الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال ويكون تنظيما اسفيريا مهرجا من دون مكاتب وجمهور. والرجل إذن الآن ليس لديه أية أوراق سياسية ليناور بها كما كان يفعل سابقا ووجد نفسه أمام مأزق سياسي رهيب، ولم يكن له خيار سوى العودة إلى الخرطوم صاغرا يجرجر الهزيمة.
انه التناقض بصورته المتكاملة أن يصبح النظام في السودان رغم كل جرائمه السابقة -واللاحقة والتي لم تخطر على بال أحد بعد، مقبولا عند ياسر عرمان للتعايش معه، ولا نستغرب إذا قال عرمان بعد عودته إلى الخرطوم، إن التهم الموجهة لعمر البشير من قبل الجنائية الدولية بإرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور، تهم ملفقة، وأن سعادة الرئيس عمر البشير رمز السودان مستهدف، وأن السودان يتعرض لمؤامرة دولية لعروبته وإسلامه وعلى جميع أبناءه الوقوف خلف البشير للدفاع عن الوطن!.
قلنا مرارا وتكرارا، إذا أراد أي من دعاة المعارضة العودة إلى حضن حزب المؤتمر الوطني الشمولي، فليفعل دون ضجيج وعواء وصراخ وجعجعةأأ. أما سياسة الحجج الواهية والفارغة الضعيفة غير المفهومة المليئة بالتناقضات لدى ياسر عرمان التي تعدت فيها كل الاستخفاف بعقول السودانيين، كالكلام عن الحل الشامل، والكلام عن التغيرات الإقليمية والدولية، والكلام عن أنه لابد من التكيف مع متغيرات المناخ وغيره من الكلام الفطير، كتبرير للعودة إلى الخرطوم والارتماء في حضن نظام الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، فهي مجرد استهبال سياسي وتغبيش للوعي.
هذا النوع من السياسيين -أي زي نوع ناس عرمان، الذين نصبوا أنفسهم قادة على المجتمع السوداني المسكين في زمن الهراء والخزعبلات السياسية، مغرورون بأفكارهم ومشاريعهم الوهمية، فما هم في المحصّلة إلا مراهقون سياسيون، خاصة في هذا التوقيت وفي ظل الأوضاع المأساوية الاقتصادية والسياسية وولخ، التي تعيشها الشعوب السودانية قاطبة.
ياسر عرمان بمقاله الإستجدائي هذا، إنما يتصرّف من منطلق تغيير قواعد اللعبة بأسلوب جديد، ظانا أنه بذلك يخدم العامة، فلا ينفك يراهن على سراب سبقه إليه الكثيرون ممن امتهنوا السياسة طويلا، فخاب ظنّهم..
الثورة نحو التغيير الجذري المطلوب في السودان ماضية بمناضليها الحقيقيين الذين لا ينتظرون أجراً ولا يترصدون غنيمة أو سلطة. أما أشباه المناضلين الذين يناضلون لأنفسهم لا للغير، ولا يتورعون عن الإفصاح عن نزوعهم الانتهازية، وباحترافهم للتسول السياسي، وبإخضاع كل شيء لمعادلة ومنطق حسابات الربح والخسارة، ويريدون تحويل السياسة إلى نوع من المناورة، واعادة صياغة العلاقات النضالية والقيم إلى أشكال من التكتيكات الرخيصة، والى خدمة تحت الطلب، يرفعون الشعارات المتطرفة في العلن وهم في السر يساومون من أجل الثمن ويهادنون ويبيعون ويشترون، ويتخذون الشعارات الخطيرة سـتارا للمساومات الحقيرة عبر علاقات الإرتزاق.. فليس لهم مكان في صفوف الشعوب السودانية، لا هم ولا من يدعمهم.