حصاد آمن قديم بقلم د.أنورشمبال

10:12 PM October, 16 2018

سودانيز اون لاين
أنور شمبال-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

أحداث ومؤشرات

الحمد لله الذي جعل خريف هذا العام 2018م، الأفضل مقارنة بالأعوام الثلاثين الماضية، من حيث كمية الأمطار، وتوزيعها، والفترة الزمنية، حيث إنها ما زالت تهطل في ولايات السودان المختلفة، بما فيها شبه الصحراوية. ومن حكمته تعالى أن الخريف جاء بعد ضغط معيشي قاهر على المواطن، بل أطل شبح المجاعة على بعض المناطق، وغلاء طاحن في الاسعار المحاصيل الغذائية ليس بمقدور الكثيرين شرائها، الأمر الذي حفز المواطن الاقبال إلى الزراعة بدون أي تردد، وخرجوا من المدن للزراعة.

ومن نعمه تبارك وتعالى كان الموسم الزراعي المطري ناجحاً لكل المحاصيل، ومن غير آفات مزعجة، ونحمده تعالى بخروج فقراء الأرياف من الضائقة المعيشية التي كانوا يكابدونها على الأقل من حيث توفر الغلال والزيوت مما انتجوه من مزارعهم وبأيدهم، والتحية لكل مزارع عمر الأرض اليباب بتوكله، وانتج بكده واجتهادة، وصار من أصحاب اليد العليا، والتي زكاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله (اليد العليا خير من اليد السفلى، وفي كلً خير).

وتحية خاصة جداً للنازحين بمدن دارفور، وجنوب كردفان، والنيل الأزرق الذين خرجوا من معسكراتهم، وقهروا المستحيل وزرعوا وانتجوا بكدهم وسعيهم، أو شاركوا في العملية الزراعية، والتحية لكل مزارع تقليدي صاحب الطورية والمحاريث التي تجرها الحيوانات، الذين ما زالوا ينتجون (70%) من المحصولات السودانية والطبيعية (من غير كيماويات) بميزتها المطلوبة عالمياً، رغم التمييز الحكومي الذي تجده الزراعة الآلية والمروية من حيث التمويل، والاهتمام بقضاياها.

نتمنى أن تصدق الحكومة في قولها هذه المرة وتحفظ الأمن، وتحفظ حقوق المزارع التقليدي، حتي يتم حصاد إنتاجه من غير أن يفقد سنبلة واحدة مما أنتجه كما قال عثمان كبر نائب رئيس الجمهورية، في احتفاءٍ بعمليات حصاد الزراعة الآلية بالقضارف، ومد فترة الحصاد في دارفور وكردفان حيث الانتاج الجيد. فما أعلنه رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية معتز موسى بشأن الموسم الزراعي الصيفي المنتهي، والشتوي المقبل قول متقدم جداً، ويتفق مع أشواق المزارعين، ويبقى التحدي في تحويل ما قيل إلى الحقول، ويكون حصاد آمن ويسهم في الاستقرار الاجتماعي وعودة لحمة المجتمع.

[email protected]