رئيس الوزراء الجديد(معتز موسى):هل يستطيع إصلاح الدمار الذى لحق بمؤسسات الدولة؟

رئيس الوزراء الجديد(معتز موسى):هل يستطيع إصلاح الدمار الذى لحق بمؤسسات الدولة؟


10-12-2018, 10:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1539379617&rn=0


Post: #1
Title: رئيس الوزراء الجديد(معتز موسى):هل يستطيع إصلاح الدمار الذى لحق بمؤسسات الدولة؟
Author: يوسف الطيب محمد توم
Date: 10-12-2018, 10:26 PM

10:26 PM October, 12 2018

سودانيز اون لاين
يوسف الطيب محمد توم-
مكتبتى
رابط مختصر

بسم الله
الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى:(وَعَنَتِ الْوُجُوهُ
لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا)الأية 111سورة
طه
عن عائشة رضي الله عنها قالت سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - يَقُولُ فِى بَيْتِى هَذَا « اللَّهُمَّ مَنْ وَلِىَ مِنْ
أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ
وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ ».
- رواه مسلم
بالرغم من قيام الرئيس البشير بتعيين السيد/معتز موسى كرئيس
للوزراء،وتفاؤل بعض المواطنين بتغييرالأوضاع عامةً إلى الأحسن وخاصةً
الاقتصادية منها (إنّ من الصفات النبيلة والخصال الحميدة التي حبا الله
بها نبيه الكريم ورسوله العظيم صفة التفاؤل، إذ كان صلى الله عليه وسلم
متفائلاً في كل أموره وأحواله، في حلِّه وترحاله)إلا أن هذا لا يعنى أن
رئيس الوزراء الجديد يمكنه القيام بإيجاد حلول فورية وناجعة لمشاكل
السودان الكبيرة والكثيرة والمعقدة،مالم يتخذ الرئيس البشير مزيداً من
القرارات الحاسمة فيما يتعلق بالفساد الذى إستشرى في السودان بصورةٍ
كثيفةٍ ،لم نعهدها في كل نظم الحكم السابقة في السودان،وكما ماهو معلوم
لكل أهل السودان فإن كل الذين ثبتت عليهم تُهم الفساد وتمت محاكمتهم
وإدانتهم ،أو الذين قاموا بتسويات عن طريق التحلل أو الذين مازالوا قيد
التحري كل هولاء يتبعون للحركة الإسلامية والحزب الحاكم والمتربعان على
سدة الحكم منذ عام 1989م وحتى يوم الناس هذا، بدون وجه حق،فالإجراءات
القانونية الخاصة بما يسمونهم بالقطط السمان،بطيئة للغاية ،بالنظر
لمتطلبات المواطن الضرورية من خبزٍ ودواء وتعليم،فهولاء الذين قاموا
بسرقة المال العام وحرموا السواد الأعظم من أهل السودان من إيجاد أبسط
مقومات المعيشة ،فإضطر عدد كبير من الشباب إلى الهجرة غير المأمونة فمنهم
من مات في الصحراء والفيافى ومنهم من غرق في عرض البحر المتوسط من أجل
تغيير واقعه وواقع أسرته للأفضل،وأهل السلطة.يعيشون حياةً مخملية ،لا
يشعرون بجوع أو عطش،ويتعالجون في أكبر المشافى العالمية ،وكذلك يعلمون
اولادهم في أعرق الجامعات العالمية ،ولو كان هنالك إنجازات بالداخل لصالح
المواطن المغلوب على أمره لقلنا يستحقون كل هذه الإمتيازات،ولكنهم للأسف
الشديد ،وبعد اكثر من ربع قرن من الحكم المطلق لم يتمكنوا من وضع خطط
محكمة لإدارة الدولة ،بصورةٍ تمكن المواطن من الحصول على متطلباته
الحياتية بصورةٍ سهلة وميسرة،فاليوم نجد أن المواطن يكابد عدة مشاكل
ومنها على سبيل المثال لا الحصر:(أزمة المواصلات،أزمة الوقود،أزمة
الخبز،أزمة الدواء،وأزمة التعليم وهلمجرا)وكل هذه المشاكل التى تواجه
المواطن يومياً،مقدورٌ على حلها ،لأن السودان مازال بخيراته الوفيرة من
زراعة وثروة حيوانية وذهب ومعادن أخرى إذا وجدت الضمير الحى وإذا وضع
الشخص المناسب في المكان المناسب،بعيداً عن الولاء الحزبى أو الإنتماء
للقبيلة،وإذا طبق القانون بصورةٍ صحيحة وبحزم على كل من مد يده إلى المال
العام،سواء كان عن طريق إستغلال السلطة بتهريب الذهب او أى معدن أخر أو
الإختلاس ،أى بمعنى لا بد من سيادة حكم القانون وقيام دولة المؤسسات عن
طريق دستور يرتضيه كل اهل السودان وقيام إنتخابات حرة ونزيهة لكل مستويات
الحكم في السودان،فرئيس الوزراء الجديد ،يواجه صعوبات جمة بدءاً
بالعراقيل التى يضعها أصحاب المصالح والذين قطعاً يتبعون للحزب
الحاكم،فهولاء يمثلون الدولة العميقة،والتى لا يمكن القضاء على نفوذهم
الضار بمصالح الشعب السودانى إلا بإرادة سياسية قوية ،أو قرارات رئاسية
يصدرها الرئيس البشير بكل شجاعة من أجل إبعاد هولاء الفاسدين عن المواقع
المرموقة التى يتولونها،سواء كانوا في الحزب أو مؤسسات الدولة،وبكل صدق
يعتبر السيد/معتز موسى،هو الفرصة الأخيرة للرئيس البشير،لإصلاح مؤسسات
الدولة،فكل المؤشرات تقول ان تعيين هذا الرجل في منصب كبير مثل هذا،يدل
على أن الرئيس البشير قد طوى صفحة قدامى شيوخ الحركة الاسلامية من غير
رجعة،كما أنه أصبح لا يثق في معظمهم ،والدليل على ذلك أن معتز موسى من
أسرة الرئيس البشير،ولكن يزداد تفاؤل السواد الأعظم من أهل السودان،إذا
أعلن الرئيس البشير بأنه سوف لن يترشح في إنتخابات 2018م،وحدد خليفته
،وبدلاً من قيام الانتخابات ذات النتيجة المعلومة مسبقاً ،وهدر ملايين
الجنيهات فيها،ان يقوم سيادته بالعمل على لم شمل أهل السودان،وذلك بوقف
الحرب والتوصل لإتفاقية سلام مع كل الحركات المتمردة،وصياغة ميثاق شرف
بواسطة كل الكيانات السياسية السلمية والمسلحة،والتوصل إلى حل ناجع
للسؤال الذى ارق مضاجع أهل السودان منذ الإستقلال وإلى تاريخ اليوم:كيف
يُحكم السودان؟
وماذلك على الله بعزيز
د/يوسف الطيب محمدتوم
المحامى-الخرطوم