من هم الدلاقين يا فاطمة شاش وراعي البقر ؟ بقلم كنان محمد الحسين

00:19 AM October, 09 2018

سودانيز اون لاين
كنان محمد الحسين-sudan
مكتبتى
رابط مختصر

عندما نطلب من احد أن يتصرف بصورة متحضرة ولا ينفعل او يخطئ في حق الاخرين نقول له ( خلي عندك روح رياضية) ، يعني الرياضة هي اساس التحضر والمحبة بين الجميع ، وقد شهدنا الكثير من المشكلات تم حلها بواسطة الرياضة ، واشهر قضية تم حلها بواسطة الرياضة هي الخلاف الامريكي الصيني الذي كان قد اثر على السلم العالمي وتقدم البشرية جمعاء ، فقد كانت البداية فريق تنس طاول امريكي زار الصين وقام بأداء بعض المباريات والتي اسهمت في ذوبان الجليد ، في العلاقات بين العملاقين. وبلاشك كانت خطوة رائعة ، وقد شهدنا الكثير من الدول العالم بينهما قطعية او خلافات سياسة أو اقتصادية ، الا انهما يلتقيان في المنافسات ، ويصافح اعضاء الفريقين بعضهما ، مما يسهم كثير من نشر السلام والأمن الدوليين.

لكن للأسف الشديد نحن في هذا الزمن نشهد دخول الكثير منن الدخلاء والمتطفلين في الوسط الرياضي ، وقد تسببوا في خلق الكثير من المشاكل والخلافات ، وسمعنا الكثير من الشتائم التي تجعلنا نتوارى خجلا. وقد رأينا كيف أن مستوى الكرة اصبحت متواضعا وحفاظا على مرارتنا و اعصابنا من الانفجار الا نشاهد المباريات او حتى نقرأ الاخبار عن الرياضة السودانية وبخاصة كرة القدم. وكما اصبحنا نسمع الكثير من الالفاظ غير اللائقة ومن الممكن أن تدخل في تصنيف الالفاظ البذيئة . من اناس يحسبون انهم من قيادات الحركة الرياضية.

وقد شاهدنا مبارياتنا الافريقية، ومستوى انديتنا ومنتخباتنا كيف كان مخجلا. ونسمع الكثير من الاسئلة لماذا اصبحتم هكذا. وهم لايدرون من السبب ، والسبب هو كما يقول الخبراء ، اذا اردت أن تحكم على شيء بالفناء والتدهور ضع على قمة الهرم اناسا غير مؤهلين ، وادعياء. وحتى الذين اصبحوا يحملون الدكتوراه نرأف على حالهم من هذه الشهادات التي منحت لهم دون وجه حق .

ونحن صغارا شاهدنا كيف كانت ادارة الاندية وبالذات الهلال والمريخ من اشخاص يتسمون بالكفاءة والادب والاحترام ، للمنافسين قبل انديتهم , وكيف كان لاعبوا الهلال والمريخ بعد نهاية المباراة يتناولون العشاء في مكان واحد ، ويتبادلون النكات والقفشات، والحال كان واحدا ، الفائز والمهزوم ، لا احد فيهم يشتم الاخر أو يسخر أو يطلق اي الفاظ جارحة ضد الآخر ، لكن نسمع الفاظ جارحة حتى من النساء ، للأسف الشديد ، وهناك من يدعم ذلك سواء بالسكوت أو عدم الاهتمام . وجماهير الكرة السودانية سواء كان الهلال أو المريخ اتوا من بيئة واحد ، ففي منزل تجد مشجع الهلال او المريخ. ليس هناك من هو افضل من الاخر.



والهلال اذا كان يفوز بالدوري بهذه الطريقة يا شاش ، لن يفوز ببطولة افريقيا او حتى بطولة اقليمية اخرى حتى يلج الجمل في سم الخياط ، والدليل على ذلك مبارياته في دوري المجموعات بالكونفدرالية حيث لعب ست مباريات ثلاثة منها في ملعبه لم يفز في واحد وجاء في مؤخرا الترتيب بالمجموعة المتواضعة. وشاهدنا الاداء المخجل الذي لايليق بدولة مؤسسة للاتحاد الافريقي . واذا كان الهدف من الفوز بالدوري تخدير الجمهور ، سيشاهد الجمهور المسكين الفريق في تصفيات بطولة الاندية الافريقية. والحساب ولد يا شاش.

والمؤامرة التي حيكت لإقصاء المريخ من دوري الابطال الموسم الماضي عندما فاز على الهلال ليست ببعيدة، لذلك فإن الاساليب غير المشروعة والملتوية في كرة القدم لن تفيد الهلال أو حتى كرة القدم السودانية . كما ان اضعاف المريخ هو اضعاف للهلال وللكرة السودانية ككل , والعمل على اقصاء معتصم جعفر واعادة الديناصور ، ليس لفشل معتصم او كفاءة الديناصور ، وهذا الديناصور هو السبب الرئيسي لتدمير الكرة السودانية ، فهو العلة الكبرى والمأساة الحقيقية للرياضة السودانية. ونحن لسنا مع معتصم جعفر أو ضد شداد ، لأن الكرة السودانية لم تشهد أي انجازات في عهد شداد الطويل ، غير المؤامرات والدسائس.

عفوا عزيز القارئ ، لم ارغب الخوض في ذلك ، لكن الحق يجب ان يقال .

( وحتى الذين أصبحوا يحملون الدكتوراه نرأف على حالهم من هذه الشهادات التي منحت لهم دون وجه حق .)

الأخ الفاضل / كنان محمد الحسين
التحيات لكم وللقراء
مداخلتي هنا ليست لها علاقة بموضوع المقال ، وسيرة الرياضة وأهل الرياضة بالنسبة لنا من إرهاصات الماضي حيث أيام الشباب التي ولت مع سنوات العمر ، وصدقني لو سألتني عن أية معلومة في الرياضة أو عن الأندية أو عن نجوم الرياضة ، أو عن أسماء الأندية الرياضية بالسودان وغير السودان فسوف تجدني من أجهل الناس في ذلك .

وفقط كنت أمر بمنبر الآراء الحرة مرور الكرام حين قرأت العنوان المثير : ( من هم الدلاقين يا فاطمة شاش ؟؟ ) ، وأثناء قراءة المقال أوقفتني تلك العبارة أعلاه . صدقني يا أخي الفاضل فإن تلك العبارة تحمل في طيها الكثير والكثير من الحقائق في عالم اليوم .. ومع الأسف الشديد فإن تسعون في المائة الذين يحملون تلك الشهادات ذات المسميات العليا يحملونها بغير وجه حق !! .. وصدقني يا أخي فإن الكثيرين من الذين يحملون لقب ( الدكتوراه ) في هذه الأيام هم أجهل من أطفال الابتدائية عند المواجهة والمقارعة ,, ونفس الشيء فإن كثيرين من الذين يحملون لقب ( البروف ) قد يتفوق عليهم سماسرة الأسواق في المحاجة والمقارعة .. وحتى في السجال الثقافي والمعرفي العامة ،، ومن المؤسف جداً أن يتصرف شخص يحمل شهادة( الدكتوراه ) أو يحمل لقب ( البروف ) ثم يكون ضحلاً في مستويات التكفير , ولا يحمل ذلك العمق الذي يجعله يستحق ذلك اللقب بالعلم والمعرفة وبالعطاء الذي يوافق المستويات العالية التي تفرق بينه وبين الإنسان العادي المتواضع التحصيل !!!

وشكراً على ذلك التلميح الذي وافق الرمية الصائبة عن حقيقة مخجلة في هذا الزمن .