لماذا أزهد في السلطة... بقلم د.أمل الكردفاني

لماذا أزهد في السلطة... بقلم د.أمل الكردفاني


10-08-2018, 09:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1539029447&rn=2


Post: #1
Title: لماذا أزهد في السلطة... بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 10-08-2018, 09:10 PM
Parent: #0

09:10 PM October, 08 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر






لا يوجد شعوب تحب السلطة كالشعب السوداني ، وفي كل دول افريقيا والدول العربية والدول التعبانة البائسة ذات الشعوب المقهورة ؛ يتصارع الجميع حول السلطة ؛ في حين تزهد شعوب أخرى أكثر تحضرا في السلطة حتى لا تكاد لتجد من يشتريها لو عرضت في مزاد علني ، ولي عهد بريطانيا زهد في السلطة من أجل حبيبة امريكية سابقا ، ملوك واباطرة تنازلو عن ملكهم ، وزراء يستقيلون امام اول خطأ غير مقصود يقع فيه الآخرون وليسوا هم أنفسهم.
فما الفرق بين تلك الشعوب البائسة وهذه الشعوب الزاهدة؟..
في الواقع الفرق يكمن في شيء واحد ، هو أن تلك الشعوب قادرة على الانتاج تحت منظومة قانونية وادارية واقتصادية ثابتة ومحترمة. في دولة كالسودان يتفوق الأمي الجاهل على العالم اذا اصبح برلمانيا ، يتفوق عسكري لا يملك سوى عقل عنيف على من يملك عقلا منتجا لنظريات وفلسفات... الشعب واغلبيته جاهل وأمي يحترم الدبابير التي يضعها البصمجي على اسبليطته أكثر من احترام استاذ جامعي ، لأنه شعب يعتمد على القهر الهابط من أعلى قمة الهرم لاسفله. الوزراء الذين تم تعيينهم لمجرد حملهم السلاح او لعلاقاتهم الشخصية او حتى قدرتهم على التملق انتجت دولة منهارة مع ذلك لا يزال الشعب الذي يفتقد للمنظومة المؤسسية (المتناسقة قانونيا واداريا وسياسيا) ، لا زال يعيش في العصر الجيوراسيكي ، عصر صراع الأنياب والمخالب وليس صراع العقول.
لقد اعلن الكثير من الواهمين رغبتهم في خوض انتخابات 2020 ؛ في الحقيقة هذا مبلغهم من الفهم ؛ وهذا مبلغهم من البحث عن شهرة في بلد لا يشتهر فيها رجل السلطة الا باللصوصية . لا زالت عقلية الشعب تحترم المظهر ، حتى لو كان ذلك ليس أكثر من قشرة بطيخ متليفة من الداخل. فلماذا يطلب هؤلاء الدخول في انتخابات هم اول من يعلم بنتائجها. الحقيقة هم لا يرغبون في تحقيق نتيجة ولكن في وضع انفسهم داخل بندول الفرص المتأرجح ، فرص ان يتم تعيينهم بعد ذلك في بعض المناصب ، او وضع ترشيحهم كاضافة للسيرة الذاتية ، ومنهم أيضا الحمقى المتهافتون.
فلنفترض مثلا أنني خيرت بين أكون رئيسا لدولة بائسة كالسودان أم مواطنا بدولة أوروبية لفضلت الأخير. فشخصيا لا املك نزعة عدوانية او تسلطية كما انني ازهد في المال ، وفوق هذا أمتلك من الممكن المعرفي ما يعينني على أن اكون منتجا واكثر فائدة للبشرية ، أما نزعة السلطة فسنجد انها نزعة تتأسس على سيكولوجيا القهر. لاحظ كيف تتوفر بشدة في خفير منزل أكثر من صاحب المنزل نفسه. لاحظ كيف أن مدير مؤسسة غالبا ما يعين رئيس عمال متسلط له القدرة على ضبط نشاط العمال ولو ترك ذلك لهذا المدير فغالبا سيفشل. فنزعة التسلط هي نزعة جاهلة تتناسب عكسيا مع الوعي وطرديا مع الجهل.وكلما افتقر الانسان للقدرة على الابداع كلما استبدل النزعة التسلطية بذلك الفقر. لذلك عندما تريد حكومة قمعية ان تقمع المواطنين فإنها تأتي بشرذمة من قاع المجتمع لا مستقبل لهم من الجهلاء وتمنحهم سلطة الاكراه والعنف. وهذا هو أقصى ما لم يكن يدر في خلد أحد هؤلاء من قبل. هنا يجتمع الجهل بالنزعة التسلطية فنرى ونشاهد قمة الدموية والعنف. وعندما ترغب اجهزة المخابرات استخدام وسائل تعذيب فإنها تسعى الى امثال هؤلاء الشرذمة الجاهلة لأنها الفئة الوحيدة التي لا تجد لنفسها قيمة الا في اشباع نزعتها التسلطية.
في رائعة جورج أورويل الخالدة (مزرعة الحيوان) ، قامت الخنازير بتربية جراء في مكان منعزل عن باقي الحيوانات ، واستخدمتها بعد ذلك ككلاب لحراسة سلطتها. في الواقع لقد ابدع جورج اورويل حين استخدم الخنازير والكلاب لوصف اصحاب النزعة التسلطية. فالخنازير كائنات نجسة متعالية وفارغة المضمون. والكلاب كائنات نجسة تتبع من يطعمها وتحميه بكل وفاء. وهذه هي المواصفات اللائقة فعلا بالراغبين في السلطة في دولنا الكئيبة البائسة هذه.
إن من يملك القدرة على الانتاج المعرفي لا يمكن أن يسعى أبدا الى السلطة ، لأن السلطة في دول منهارة هي في الواقع أداة للتفوق عبر قهر الآخرين. لذلك فهي سلطة جاهلة ولا تمد بظلها الا عبر خيانة الدولة نفسها وخيانة الشعب وخيانة الأمانة وخيانة الأخلاق.
يمكن أن يسأل أي واحد منا نفسه: هل تعلم من هو وزير الدفاع في الصومال؟ إن اغلبنا لن يعرف ، والسبب أن الصومال دولة انهارت وفشلت ؛ مع ذلك فوزير الدفاع الصومالي يشعر وكأنه ملك في الصومال. وهذا هو حالنا هنا أيضا. حيث يكتفي النازعون نحو التسلط بالحدود الاقليمية ليمارسوا عمليات القهر والإذلال ليرفع الناس اليهم أبصارهم. وهم انفسهم -أي اصحاب السلطة هؤلاء- هم الخاضعون الذليلون لحكومات الدول الأخرى قريبها أو بعيدها. ولذلك فمن المدهش ان يبحث شخص واع عن سلطة القهر التي لا تختلف بين كونها سلطة وزير أو خفير . في دولة منهارة...تتذيل قوائم العالم في كل شيء جيد وتترأس قوائم العالم في كل ماهو فاسد وقبيح...
وآخر حديثنا هو أن ندعوا الله أن يخرجنا من هذه القرية البائسة بلا عودة ... وان يجعل لنا من لدنه وليا ويجعل لنا من لدنه نصيرا.

Post: #2
Title: Re: لماذا أزهد في السلطة... بقلم د.أمل الكردفان
Author: wadalf7al
Date: 10-09-2018, 02:07 AM
Parent: #1

مقال تخذيلي كما قال كتاب التخذيل..يعني إنت يا دكتور لا تعتقد في ظل وجود الدولة الفاشلة هناك يوجد محبون لاوطانهم ويريدون أن يعملون بصدق لرفعتها والنهوض بها ؟؟؟ إذاً كيف نهضت أوروبا بعد عصور الظلام ؟؟؟ وكيف نهضت نمور الشرق في كوريا وسنغافورة؟؟ كيف نهض العرب في التاريخ الاسلامي بعد كل ذلك التخلف و وأد النساء؟؟ كل ذلك كان بعزيمة الرجال وجهد النساء.. أنا أقول العكس تماما السودان ملئ بالاخيار الوطنين مافي شك في ذلك..فمافي داعي للتخذيل يا دكتور..أنت تزهد في السلطة هذا شانك ونحن نحترم ذلك ..هناك اخرون يريدون السلطة ليقوموا بخدمة الناس والعمل علي تغير الواقع المرير..بالعكس أن اري أن حكم السودان ليس صعباً..توافق سياسي..حب للوطن..العمل على التنمية والانتاج..العمل علي أن يسود القانون وفق الدستور..علاقات خارجية مبنية علي التعاون المشترك..معادلة بسيطة جداً..أية شغل زي ده ح يكون أحسن من عفن الكيزان..أرجوك خليك متفائل ودع التخذيل..أنا أتمني من الرئيس السوداني القادم أن يقول (( أنا أتشرف أن أحكم بلد كالسودان او أنا اتشرف لانكم أتحتم لي الفرصه لكي نعمل سوياً لتطوير بلد وشعب عظيم زي ده))