صدمة وانفصام! (1) بقلم د.أنور شمبال

صدمة وانفصام! (1) بقلم د.أنور شمبال


10-08-2018, 05:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1539015811&rn=1


Post: #1
Title: صدمة وانفصام! (1) بقلم د.أنور شمبال
Author: أنور شمبال
Date: 10-08-2018, 05:23 PM
Parent: #0

05:23 PM October, 08 2018

سودانيز اون لاين
أنور شمبال-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





أحداث ومؤشرات

د.أنورشمبال



ظللت منذ بداية العام الجاري 2018م، أتابع وأرقب ممارسات وتصرفات وتصريحات قادة الحكومة، حول الشأن الاقتصادي، والمعيشي، من رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير والطاقم الاقتصادي، وما يوازيهم من طواقم في حزب المؤتمر الوطني صاحب الأغلبية، إلى أصغر مسئول إداري في أقصي محلية من محليات البلاد التي تجاوز عددها الـ(674) محلية، كما كنت لصيق بما يجري داخل الأسواق، كمتسوق، ومتابع للتغيرات والتقلبات المستمرة.

وكنت معايشاً للحياة اليومية، ومتابع عن قرب للأنشطة الابتكارية علمية، وثقافية، وفنية، ورياضية، وما يجري في المؤسسات الخدمية ومستوى خدماتها، وأعني هنا جميع الخدمات من صحة، وتعليم، ومياه، ونقل، ومواصلات، واتصالات، وإعلام، وإعلان، وتحصيل، وصيرفة، وخدمات مالية، وتأمين، واستشارية، وخدمات مكاتب الحكومة، وغيرها من الخدمات بمختلف أشكالها وأنواعها... والذي استنتجته أن هناك انفصام، أو عدم اتساق أوسمها علاقة مضطربة، أو علاقة (القط والفأر) بين الجهاز الحكومي والممارسة اليومية للمواطن والذي بات حقل تجارب.

الذين يستولون على السلطة يتعاملون مع المواطن كأنهم جاءوا إليه من كوكب آخر، ولا فرق بينهم وإدارة كتشنر بحسب سير التاريخ، أي أن الثقافة السياسية ما زالت مفصومة عن الثقافة الاجتماعية والاقتصادية، أي ما يفكر فيه السياسي لا يتسق مع فكر المواطن. وذلك هو أس الأزمة الاقتصادية التي نعيشها، وأن معالجتها يكمن في تكامل الثقافة السياسية والاجتماعية زالاقتصادية، والذي يسهل عملية الدمج والتعايش السلمي، ويحقق المساواة والعدالة الاجتماعية.

إن فشل السياسات الاقتصادية وخططها، يكمن في هذا السبب، وفي نفاد فكر وأفق من أمر باتخاذ الإجراءات الاقتصادية الأخيرة من لدن التحكم في سعر الصرف، بإنشاء آلية برئاسة المشير عمر البشير، ثم التضييق على الفُسّاد المحميين (القطط السمان) إلى برنامج الصدمة الذي انتهجه رئيس مجلس الوزراء، ووزير المالية معتز موسى، والذي أعطى (القطط السمان) أو ما سماهم بصناع السوق، فرصة تحديد سعر الصرف اليومي، ثم لم يلتزموا به، لأن البنوك ليست لديها النقود، وتتعامل بالحساب المصرفي والشيكات... ليعود معتز إلى سلاح التهديد الذي فشل استخدامه مرات ومرات ومن قمة السلطة... فمصير البرنامج باين من الشبه. ونواصل