ثرواتنا كيف نحميها .. !! - - بقلم هيثم الفضل

ثرواتنا كيف نحميها .. !! - - بقلم هيثم الفضل


10-08-2018, 05:54 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1538974449&rn=0


Post: #1
Title: ثرواتنا كيف نحميها .. !! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 10-08-2018, 05:54 AM

05:54 AM October, 07 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة



على غرار ما أثبته السيد / رئيس الجمهورية قولاً وفعلاً في إحتفاءِ عام ، أن القطاع الطبي السوداني هو الأميَّز والأجود والأقل تكلفة والأجدر بثقة المواطن ، ثم أعقبه بدعوة للسودانيين للتراجع عن التكالب على العلاج بالخارج ، تمنيت لو أعمل سيادته ذات الحماس في دعم قطاعات وطنية أخرى نهشت أجسادها المنافسة الخارجية ، نسبةً لعدم وجود إستراتيجية سودانية واضحة في مجال توجيه ثقافة المستهلك السوداني لدعم مجموعة متمُيَّزة من المشاريع في مسيرتنا التنموية (على علاتها) ، فكثيرٌ من التوجهات والإستراتيجيات كان من الواجب أن يُخطَّط لها على نسق يتناسب مع ما هو مُتاح من إمكانيات وفرُص ، لكن وتبعاً لمنهج (الفوضى) العارمة التي ضربت أركان البلاد وهدَّدت مستقبل العباد ، بإسم التخبط تارةً ، وتارةً أخرى خلف سُتر الفساد السياسي والإداري ، وأحياناً بمحض سوء الإدارة وقلة التأهيل وإنعدام الكفاءة في عهد التمكين السياسي ، كثيرٌ من القطاعات الواعدة بالعطاء في بلادنا وما تحتويه من ثروات طبيعية وزراعية وبنى تحتيه مُشيَّدة منذ زمانٍ غابر ، لم توليها وزارة المالية ولا وزارة التجارة ولا حتى مؤسسات التخطيط التنموي العام أهميةً تُذكر أو حماية قانونية وإجرائية تقيها تبعات المنافسة الخارجية للسلع والخدمات والمراكز الإستثمارية الأجنبية ، ومن ضمن تلك الموارد التي تُركت في مهب الريح في عهد حكومة الإنقاذ بمراحلها المختلفة ، ما كان يُعدُ فيه السودان من الأوائل في العالم إنتاجاً كالقطن والصمغ العربي والسمسم وأنواع الذرة المختلفة أصبح هباءاً و كأن لم يكُن ، ثم أضف إلى ذلك ما أصاب القطاع الصناعي من دمار شامل جعله يقف مكتوف الأيدي لسنوات أمام ما يواجهه من منافسات السلع الأجنبية التي تُصرُ الدولة على فتح مجالات تسويقها وإستيرادها سعياً وراء الإستفادة من الجبايات الجمركية والإجرائية الأخرى ، أما الثروة الحيوانية فلم تزل لم تراوح مكانها من حيث تطوَّر أشكال تصديرها ومضاعفة عائداتها المادية لصالح المنتجين والناتج الوطني الإجمالي ، إذ لم يُخطّط أحد لتصديرها كلحوم بدلاً من إرسالها حيَّه والمخاطرة بإنتقال سلالاتها وإنتاجها خارجياً وسحب بساط تسويقها من السودان في غفلة من المسئولين الذين لا يرون أبعد من مرمى ما تخطو أرجلهم ، والآن إذا كان رئيس الجمهورية فخورٌ بالقطاع الصحي السوداني ومؤمن بإمكانياته على مستوى الكفاءة والخبرة والتأهيل ، عليه أن يولي إهتماماً خاصاً بما يستوجبه ذلك من إعادة بناء شاملة للبيئة الطبية والصحية في السودان ، والتي يُغني حالها عن السؤال ، وعلى جميع المستويات ، فهي تحتاج إلى تحديث في منظومتها الإدارية والفنية ، وتحتاج إلى ترميم وصيانة في هياكلها العمرانية ، فضلاً عن ما تحتاجه من معدات وأدوات ومعينات ، ثم لا ننسى ما يجب أن تقوم به الدولة تجاه حماية (ثرواتنا) من الكادر الطبي السوداني وإيجاد حلول لمشكلاته المادية والفنية والإدارية ، كل ذلك ربما أدى إلى تعميم التجربة الإيجابية التي خاضها السيد رئيس الجمهورية ، لتصبح سمةً عامة في كل المراكز والمستشفيات في السودان وفي كل بقعة من بقاعه ولو كانت بعيدة ونائية ، بغير ذلك لن تعود ثقة الناس في القطاع الطبي المحلي وسيظلون دوما سائرين في إتجاه إلتماس العلاج بالخارج.