Post: #1
Title: موتوا أحسنلكم !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 10-07-2018, 05:44 PM
Parent: #0
05:44 PM October, 07 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *حاجة رقية عانت كثيراً مع بناتها..
*عانت - أولاً - من بورتهن ؛ فهي لديها خمسٌ من البنات...ولا أولاد..
*ورغم حسنها البادي فإن بناتها (طلعن) لوالدهن..
*ولا واحدة بالغلط (لقطت) من جمالها شيئاً...ولكن (البركة) في الطباع الجميلة..
*والطباع هذه كانت سبباً في زواجهن أخيراً...بعد طلوع الروح..
*روح والدتهن التي أمرضها (حال) بناتها...و(هد) حيلها كثرة العمل في البيت..
*فبناتها ذوات أخلاق حسنة...ولكن إحباط (البورة) ثبط همتهن..
*وخالهن - الوحيد - كان دائم الإشفاق على شقيقته قبل أن يغترب بعقد عمل..
*وكاد أن يلغي اغترابه ذاك خشية أن تموت من ورائه..
*فصحتها أخذت تتدهور سريعاً...وهي ليس لها من يرعاها - مباشرة - سواه..
*وتحت تأثير إلحاحها سافر...وبعد شهرين تزوجت الكبرى..
*ثم تتابعت الزيجات ؛ حتى إذا انقضى العام كانت كل واحدة في بيت (عدلها)..
*ومع كل زيجة يبعث الخال رسائل تنضح فرحاً...ودمعاً..
*وبعد أن اطمأن على رقية - والبنات - انصرف اهتمامه إلى نفسه... وعمله..
*ثم انقطعت رسائله زمناً...عاد بعدها في إجازة ليتزوج هو..
*وعندما دخل على أخته وجدها على سرير المرض...وبجوارها طفل يبكي..
*فسألها بدءاً عن صحتها ؛ مشفقاً...ثم عن الولد ؛ متحيراً..
*فأجابت بأسى لم تستطع إخفاءه (ده مهند ولد سكينة بنتي...مسكينة طلقوها)..
*وقبل أن يفق الخال من دهشته ظهرت طفلة تحمل لعبة..
*ولم تنتظر رقية سؤاله المتوقع الثاني فبادرت (ودي آلاء بنت هند...تطلقت برضو)..
*ثم توالى ظهور الأطفال تباعاً...وأمهاتهن عند الجيران..
*فما كان من الخال إلا أن قال لرقية بغضب (أقول لك حاجة؟... أحسنلك الموت)..
*وحكاية بلدتنا الطويلة هذه كان لا بد منها لشرح غضبنا نحن..
*فقد فرحنا - كفرح رقية - لقرار التقشف الذي سيخلصنا من وجوه (عاملة زحمة)..
*وخرجت وجوه بالفعل...مثل خروج بنات رقية من البيت..
*خرجت من الباب...ثم ما لبثت - قبل أن نهنأ بفرحنا - أن عادت من الشباك..
*عادت بالتبعات ذاتها...وأكثر ؛ تماماً كعودة المطلقات بعيالهن..
*وعدد من عادوا هؤلاء خمسة...بعدد بنات رقية ؛ وهم الذين أُبعدوا أنفسهم..
*فقط تم تعديل اللافتات...من وزارات إلى مجالس عليا..
*ورجع كلٌّ منهم متأبطاً المخصصات ذاتها...كما تأبطت كل بنت لرقية طفلها..
*وتحضرني هنا طرفة المخبول للعصفورة (يعني عملتِ شنو؟!)..
*فقد دخلت من باب غرفته وخرجت من نافذتها..
*وهؤلاء خرجوا من باب الوزارة وعادوا من شباكها...ونحن المخبولون ننظر..
*فيا أبناء شعبي : أقولكم حاجة؟...أحسنلكم الموت !!!.
assayha
|
|