إستقصوا مصالحكُم .. !! بقلم هيثم الفضل

إستقصوا مصالحكُم .. !! بقلم هيثم الفضل


10-07-2018, 09:40 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1538901646&rn=0


Post: #1
Title: إستقصوا مصالحكُم .. !! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 10-07-2018, 09:40 AM

09:40 AM October, 07 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

صحيفة الجريدة

سفينة بَـــوْح –



لا يدهشني أبداً أن تصب تصريحات مسئولي ونواب حزب المؤتمر الوطني في كل الإتجاهات التي تُبريء ذمة الحكومة من ما أصاب البلاد والعباد من كوارث والتي أصبحت حتى في تحليلات المختصين من سياسيين وإقتصاديين (علامات إبهام) غير قابلة للتفسير والتحليل ، وذلك ببساطة لأن مسارات البلاد الإستراتيجية أصبحت لا تنبع من مؤسسية الدولة بقدر ما هي نابعة من شخصنة وهيمنة النافذين ، وأنا لا أندهش من مُداراتهم للحقائق لأنهم ببساطة أصحاب المنفعة الحقيقية من إستمرار هذا المهزلة ولأنهم هم من يطبخون (الكيكة) ويقسِّمونها بما يرضي تطلعاتهم و(طموحاتهم) ، ولكن ما يدهشني ويُثير أعصابي في ذات الوقت بعض المنتمين إلى أحزاب المنفعة والإسترزاق على حساب الشعب السوداني وآلامه وأحزانه المتواترة ، وهم على ذيل قائمة المستفيدين من ما يتم (غرفهُ) بلا وجه حق من ثروات وإمكانيات البلاد ، حين يتنَّطعون ويتحدثون عن مشكلاتنا السياسية والإقتصادية بأسوأ ما يمكن أن يتحدث به منسوبي الحزب الحاكم ، أقول ما أقول وقد تناولت أجهزة الإعلام الرسمية وغير الرسمية ، فضلاً عن وسائط النشر الإلكتروني تصريحات للنائبة البرلمانية عن الحزب الإتحادي الديموقراطي ، السيدة نور الوسيلة مفادها أن الغلاء المستشري في البلاد له أوجُه إيجابية من ضمنها أنه قلَّل تدفُّق الأجانب إلى البلاد ، وكأن كافة الوسائل المُتاحة للسلطات المختصة في أمر ضبط وجود الأجانب في السودان أصبحت حبر على ورق ولا جدوى منها ، بالمستوى الذي يجعل حكومة المؤتمر الوطني وشركائها من أحزاب الغفلة السياسية والخيانة الوطنية (يُفسحون) لغول الغلاء المجال ليستشري ويتمدَّد في أوساط المجتمع السوداني ، حتى (يكسب الوطن) ميزة إضمحلال عدد الأجانب في أراضيه ، بالله عليكم وقبل كل شيء أنظروا إلى إنصرافية أعضاء البرلمان وضحالة أفقهم التحليلي لما تعانيه البلاد وما يعانيه شعبها المنكوب ببرلمانييه قبل كل شيء ، من قال أن وجود الأجانب في البلاد من حيث المبدأ يُعتبر مؤشِّراً سلبياً يستوجب التفادي ، في بعض البلدان يعتبر وجود الأجانب ستثماراً لفائدة الناتج الوطني الإجمالي وعنصراً فعَّالاً لتحريك السوق الداخلي ، فضلاً عن مواضيع أخرى متعلِّقة بإنتقال الخبرات وتنشيط التعاون والتبادل الدولي بين السودان وسائر دول العالم وأقاليمه التي تربطه بها إتفاقيات في شتى المناحي ، وإذا إفترضنا أن الوجود الأجنبي في السودان وبغض النظر عن تصنيفاته وأسبابه هو من المشكلات أو الظواهر السلبية التي يجب علينا تلافيها ، ما رأي السيدة نور الوسيلة في ما تتناوله وسائل الإعلام منذ أعوام عن سهولة ويسر حصول الأجانب على الجنسية السودانية ، وتكالب الكثير من اللاجئين إلى السودان لا لشيء سوى حصولهم على الجنسية السودانية ومن ثم جواز السفر ، ألا ترى السيدة النائبة أرتال الأجانب المتواجدين في الشارع السوداني والذين لا تحطيء عين حصيف تأثيرهم وحضورهم الطاغي في شتى مناحي الحياة السودانية ، يا هؤلاء دعوا الغلاء والفقر والهموم والمرض واليأس وقلة الحيلة والإحباط لمن كُتب لهم عبئاً مُثخناً بالجراح من عامة أبناء هذا الشعب الصامد ، وإلتفتوا إلى ما جئتم من أجله (وإستقصوا مصالحكم) وترقَّبوا أمراً من الله كان مقضياً ، وإن غداً لناظره قريب.