الشعر كخطل مجازات بقلم أمل الكردفاني

02:02 PM October, 01 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر

الشعر استعارات وتشبيهات ، فلا شعر بغير ذلك. والاستعارات والتشبيهات تقع بين كميات غير متجانسة ووجه التعالق بينها خيالي محض ، فالقول: المرأة كالزهرة. تشبيه بين شيئين لا اتصال بينهما ، فلا المرأة زهرة ولا الزهرة مرأة ، ولا وجه الشبه (الجمال) متماثل ؛ فجمال المرأة ليس كجمال الزهرة . كما أننا نستطيع أن نعكس التشبيه فنقول: الزهرة كالمرأة. ولن يضيف ذلك شيئا للتناقض بين المشبه والمشبه به ووجه.
وقول فيروز مثلا: كبر البحر بحبك. لا معنى له ؛ فالحب لا علاقة له بالبحر ، وان كان وجه الشبه هو (الاتساع) ، فهذا لا يصدق في الصورتين ؛ فاتساع البحر حجمي وأما الحب فعاطفة لا حجم لها فإن قصد منها الشدة كالوله والتدله ؛ فهذا مختلف عن اتساع البحر. وكذا في سائر التشبيهات والاستعارات، فهي في الواقع لا قيمة لها لأن هناك احتمالان لا ثالث لهما:
فإما أن المشبه والمشبه به متماثلان وهنا لا قيمة للتشبيه. وأما الاحتمال الثاني فهو أن يختلف المشبه عن المشبه به وهنا يكون لكل منهما ذاتية مفارقة لبعضهما البعض فيكون وجهه الشبه بينهما صناعي ولا قيمة له. إلا أن التشبيه والاستعارة شاعا بين الناس عبر الشعر ، فنالا قيمتها عبر الشيوع لا عبر الحقيقة. وهذا خطل بين. فالشعر وهو معتمد لا محالة بهذين الوجهين هو بدوره خطل ، وتوهمات.
الشعر من وجهه كذلك ؛ فلا قيمة له ، وإن كان الشعر يعتمد فقط على القافية والوزن والحكمة ؛ وفقد عنصر التشبيه والاستعارة فقد شعريته ، فالحكمة لا تعني الشعر ولو غمرت في بحر القافية والوزن.
إننا لو جردنا الشعر من استعاراته وتشبيهاته فنحن كمن ينتف ريش العصفور (وهذا بدوره تشبيه) ، حيث يفقد قدرته على الطيران. ولذلك فإن كانت التشبيهات والاستعارات خطل فالشعر هو أيضا كذلك من هذه الوجهة.