الشيكونغونيا لا تقتل ولا تسبب تشنجات بقلم د. ابومحمد ابوآمنة

09:20 PM September, 24 2018

سودانيز اون لاين
ابومحمد ابوآمنة-
مكتبتى
رابط مختصر

انتشرت في الاسابيع الاخيرة في مدينة كسلا حمي تسبب تشنجات وتؤدي الي وفاة المصابين بها بنسبة مرتفعة ووصفت في وسائل الاعلام بانها حمي الكنكشة وبانها حمي الشيكونغونيا القاتلة ذاتها.
الوباء له عدة اسابيع يحصد في حياة المواطنين وحول حياتهم الي جحيم ... تصوروا ... تصوروا .... حتي اللحظة لم تتكرم السلطة بتشخيص المرض.

هنا نهضت الشيكونغونيا وقالت انها لاتقتل ولا تسبب تشنجات وقالت شفوا غيرها.
هي فعلا لا تقتل ولا تسبب تشنجات.
فلابد من اخذ مسببات اخري في الحسبان.
الواقع ان نشرات هيئة الصحة العالمية ونشرات (سي دي سي ) – وهي اكبر منظمة حكومية في الولايات المتحدة وفي العالم لتشخيص الوبائيات ولرسم الخطوط للسيطرة عليها. تقول نشرات هذه المنظمات ان الشيكونغونيا لا تقتل ولا تسبب تشنجات, وان فعلت فهي مثل الحميات الاخري: كالتهاب المجاري البولية, اللوز والملاريا والالتهابات الرئوية.
نحن امام معضلة: فالموت يحصد امامنا عشرات الموتي يوميا حسب ما ينشر في النت, ويعرض الآلف للحمي ويسسب آلاما قاسية قلما يتحملها بشر, ويحول حياة الناس الي كدر ومعاناة وبؤس.
فاذا لم تكن الشيكونغونيا التي تفعل ذلك, فمن هو الفاعل الحقيقي يا تري؟؟
فماذا حل بناس كسلا يا ناس؟؟
ربما يكون هناك نوع آخر من الفيروسات هو الفاعل.
اهي حمي الضنك ؟
هذا اقرب احتمال. ففيروس الضنك وفيروس الشيكونغونيا يعيشان داخل نفس البعوضة ويصيبان نفس الانسان, الذي سيعاني من التهاب مزدوج.
فهل هذا سبب الوفيات المرتفعة؟
قد يكون السبب لا هذا ولا ذاك.
فماذا فعلت السلطة المسئولة لتشخيص الوباء؟ لماذا تجاهل الوضع الخطير؟
لتقضي السلطة الصحية علي الوباء- ايا كان - لابد ان تدفع الشعب للتعاون, وتقوم بتوعيته, وكيف يتفادي المرض, وكيف يتصرف ان لحق به. يجب ان تستغل الملصقات, والمنشورات, والاذاعة والتلفزيون, المحاضرات في الاندية, وفي المدارس, وفي الجوامع وفي المقابر.
الا ان السلطة لاسباب سياسية عودتنا عند حدوث كوارث, ان تدفن راسها في الرمال ولا تسأل عن الحاصل, الا بعد مرور العاصفة وقد دمرت ما دمرت وقتلت من قتلت ويتمت من يتمت.

ما هكذا تحارب الكوارث يا حكومة الانقاذ!
يجب توعية الشعب يا هؤلاء!
لكنها سياسة الافلاس والتمكين والتهميش.
ان كانت الحمي مقصورة علي كسلا اليوم, فهي غدا ستنتشر في مدن اخري, وتعم اجزاء واسعة من القطر, طالما وجدت اجواء مشابه, وفوق ذلك اهمال من المسئولين.
الوباء له عدة اسابيع يحصد في حياة المواطنين وقلب حياتهم الي جحيم ... تصوروا ... تصوروا .... حتي اللحظة لم تتكرم السلطة بتشخيص المرض.
والتشخيص المعملي لا يستغرق سوي سويعات.
المواطنون بوسائلهم المحدودة قالوا هي حمي الشيكونغونيا, فماذا تقول الحكومة بامكانياتها الاوسع؟
..................
هل يمكن القضاء علي الوباء الذي اقلق المواطنين في كل اطراف اولاية؟؟
نعم .. بالتاكيد .. فكونوا معنا.
https://www.cdc.gov/chikungunya/symptoms/index.html


د. ابومحمد ابوآمنة
طبيب بالمعاشjpg