Post: #1
Title: عدوى !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 09-18-2018, 01:49 PM
01:49 PM September, 18 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر نمهد لكلمتنا هذه بحكاية من الوالد..
*فوالدي - عليه الرحمة - قال إنه نُقل إلى شندي في بداية حياته العملية..
*وطُلب منه الانتظار ريثما يتم توفير بيت له..
*وقيل له أن ثمة منزلاً جميلاً - ذا حديقة غناء - بيد إنه (مسكون)..
*وسبب (لعنته) أن ضابطين قتلا نفسيهما فيه بالرصاص..
*ومنذ ذلك الوقت باتت أصوات طلقات الذخيرة تدوي بين جنباته ليلاً..
*ولم يجرؤ أحد على السكن فيه رغم مغرياته...وشجيراته..
*فطلب الوالد منحه المنزل غير عابئ بتوسلات الإشفاق...من تلقاء الزملاء..
*ولبث فيه من عمره سنين...لم يصادف خلالها (شبحاً)..
*أما أصوات الرصاص - ليلاً - فلم تكن سوى اصطفاق النوافذ بفعل الريح..
*وكل القصة بدأت بعقل (غير محصن)...ثم انداحت..
*وفي كلمة سابقة - قبل أيام - أشرت إلى ضرورة تحصين العقول بجرعات منطق..
*وتحدثت عن عدوى نفسية...لا تقل خطراً عن الفيروسية..
*واستشهدت بأمثلة عدة...منها حادثة مدرسة (السرايا) - دنقلا - قبل سنوات..
*وكذلك حادثة إصابة طالبات - جماعياً - بالزائدة الدودية..
*ثم حادثة الضحك الهستيري الجماعي - بمصر - دون سبب..
*فدائماً ما تبدأ العدوى بعقل واحد (ضعيف المناعة) حيال المرعبات... والخرافات..
*ثم تنتقل إلى عقول متشابهة...بنسب مناعة متفاوتة..
*وتكثر مثل هذه العقول في المجتمعات التي تكثر فيها ظاهرة الإيمان بالخوارق..
*وكذلك ظاهرة تقديس الشيوخ...والفراعين..
*وسلاطين في كتابه قال إن المهدي فُتن به الناس كشيخ دين - ذي كرامات - أولاً..
*ثم قدسوه - من بعد ذلك - كقائد سياسي خارق...ومنقذ..
*وبدأت (عدوى) الافتتان - ثم التقديس - ببسطاء...ثم انتقلت لعلماء ؛ أقل بساطةً..
*وعقب كلمتي هذه بيومين وقعت حادثة طالبات ربك..
*فقد انتقلت عدوى الإغماء - دونما سبب - من طالبة (مذعورة) واحدة إلى الأخريات..
*ولو كانت عقولهن محصنة بقليل منطق وعلم نفس لما أُغمي عليهن..
*ولا أدري سبب حجب مادتي (التحصين) هاتين عن مدارسنا..
*فليس بالرياضيات وحدها ينمو العقل ؛ ولا الجغرافيا...ولا التاريخ...ولا الكيمياء..
*بل لابد من مبادئ الفلسفة...وأساسيات علم النفس..
*وقبل أعوام هاتفني ليلاً سكرتير تحرير صحيفة كنت أعمل بها...مذعوراً..
*وسبب الذعر كلمةٌ لي قال إن فيها تجاوزاً لخط أحمر..
*ثم هاتفني بعده مدير التحرير ليعيد على مسامعي الكلام ذاته..
*فعلمت أن عدوى الرعب انتقلت من عقل...إلى ثانٍ...إلى ثالث؛ بلا (منطق)..
*وخبطات نوافذ بيت مهجور قد يسمعها عقلٌ دويَّ رصاص..
*فتجزم عقولٌ بأن (البيت مسكون) !!
assayha.
|
|