إعلامنا والحواجز الوهمية .. !! بقلم هيثم الفضل

إعلامنا والحواجز الوهمية .. !! بقلم هيثم الفضل


09-16-2018, 08:41 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1537083706&rn=0


Post: #1
Title: إعلامنا والحواجز الوهمية .. !! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 09-16-2018, 08:41 AM

08:41 AM September, 16 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

صحيفة الجريدة
سفينة بَـــوْح –

إنحيازاً للحقيقة المحضة وإمعاناً في تقديس مبدأ الشفافية مع الذات ، وإعمالاً لمبدأ مواجهة الحقائق المُرة التي تُمثِّل طيفاً واسعاً من أشكال الثغرات التي يلِج إليها ضِعاف النفوس لإشعال نار الفتنة والقبلية ، بل والعنصرية بشكلها القبيح والمخيف في ذات الوقت ، أقول تنبيهاً لكل صاحب ضمير وطني يقِظ وذو علاقة مباشرة بالعمل الإعلامي ، سواء أن كان ذلك عبر الصحافة المقروءة أو عبر مؤسسات البث الإعلامي المرئي والمسموع أوالناشطون الإعلاميون في وسائط النشر الإلكتروني ، أن عدم الإلتفات إلى القضايا الإنسانية والكارثية التي تحيط بمجتمعنا القومي الكبير إلا عبر ما يتم فرضه بواسطة البديهيات أو المنطقيات مثل أن يكون الموقع الجغرافي للحدث قريباً من بؤرة المراكز الإعلامية أو أن تهتم الأجهزة الرسمية بالحدث أو حتى لمجرد توفُر مصادر موثوقة تبث المعلومات حول الحدث ، هو في الحقيقة خزيٌ كبير للإعلام السوداني وطعنٌ غائر في خاصرة الإعلام الوطني المتجرِّد من كل ما يمكن أن يتم تصنيفُه ولو جوراً وظلماً وبهتاناً بأنه نوع من التحيُّز والتعنصُر التلقائي للمكان والعرق والثقافة ، فالفاجعة الإنسانية التي حدثت الجمعة قبل الماضية في ولاية جنوب دارفور وبالتحديد بمحلية شرق جبل مره في قرية سمبلي والتي راح ضحيتها 21 شخصاً وأصيب فيها 29 آخرين هذا غير الخسائر في الممتلكات ، حيث إنهار جزء كبير من الجبل بسبب السيول والأمطار على القرية المنكوبة دون سابق إنذار ولا مقدمات ، وإذا كانت الدولة بقصد أو دون قصد لها من المسببات والمعوِّقات المعروفة وغير المعروفة التي تدفعها لعدم بذل الإهتمام الكافي بهذا الحدث المحزن بالقدر الذي يدفع بحركة الإعلام الرسمية والخاصة لتغطيته وإيفاءه حقه من الإهتمام الذي يعكس نزاهة الإعلام السوداني وإنحيازه غير المشروط لجراحات وآلام الإنسان السوداني في كل بقعة من بقاع أرضنا الطاهرة ، مما أدى إلى ظهور منشورات متكرِّرة عبر وسائط النشر الإلكتروني تدعو إلى رفع راية التعنصرالعرقي وتتهم الحكومة ومعها الإعلام على شتى مشاربه وإتجاهاته بالإنحياز وإنتهاج سياسة الكيل بمكيالين ، خصوصاً وأن هذه الحادثة تزامنت عبر فارق زمني قصير مع حادثة غرق أطفال المناصير والتي وجدت إهتماماً كبيراً على مستوى ردة الفعل الحكومية بالقدر الذي دفع بالسيد / رئيس الجمهورية لتقديم واجب العزاء بنفسه لأسُر الضحايا ، أما الإعلام الحكومي الرسمي وكذلك شبه الرسمي والخاص فقد أبدع وبالغ وأوفى في تغطية الحدث وإظهاره للمتلقين بالمظهر والحجم الذي يليق بأهميته ، ما وجب قوله في هذا المقام أن الإعلام بكافة مشاربه وإتجاهاته السياسية والثقافية مسئول مسئولية تاريخية عن بناء الثقة بين أبناء هذه الأمة الواحدة ومسئول أيضاً عن محاربة ومناهضة كل الأبواق التي تدعو للفتنة والفُرقة والتشتُّت ، فإن كان الفعل السياسي قد عجز عن تحقيق الوحدة الوطنية ودعم إيمان بعض الفرقاء بها ، فالإعلام النزيه والمُحايِّد والحصيف والحريص على إيجابية مدلولاته ومسؤلياته تجاه القضايا المصيرية ، لن يعفيه سجل التاريخ من تحمُّل إخفاقاته وتخلفهُ عن قيادة دفة التوجيه المعنوي الجماهيري تجاه التعاضد والإخاء والإيمان بوحدة الحقوق والواجبات والمصير الواحد ، خالص تعازينا وتضماننا مع أسر الضحايا في قرية سنبلي بمحلية شرق جبل مره .. اللهم وحِّد قلوبنا أجمعين من أجل بناء السودان.