أخلاقيات الحُكم ! بقلم أيمن الصادق

06:36 PM September, 14 2018

سودانيز اون لاين
أيمن الصادق-sudan
مكتبتى
رابط مختصر

نصف الكوب

[email protected]



كثير من الأشياء نتحدث فيها من غير أن نأصلها ، أو دون التعمق في تفاصيلها ، ومن فرط تسليمنا للحياة العبثية ( هذه ) أضحينا نتعامل مع الأمور من زوايا مرئية فقط ، و نركن للراهن ( الأمر الواقع ) ونجتهد في توفيق أوضاعنا معه والتعامل وفق متطلباته بعيدآ عن ما الذي يمكن أن يكون عليه الحال ، أو ما هو الأصل فيها ؟! ... حتى كدنا أن ننسى معنى الحياة الصحيحة الطبيعية ، فهي جوهر الإنسانية ، وأصل الوجود ( العيش بكرامة ) وهو حق إنساني أصيل ومنحة لايجب أن يصادرها أحد ؛ لأنه لا قيمة لحياة الإنسان إلا بها ، وبها تحيا الأوطان .
ومسألة الحياة الصحيحة هذه برأيي تشمل كل مناحي الحياة مع إستصحاب ضرورة أن نولي عناية خاصة لموضوع مهم وهو المساهمة في ان تكون الكيانات التي ينتمي إليها الفرد ( أو يعتقد فيها ) تكون معبرة عنه ، مع الشعور بالرضاء لكونه مشارك فيها ، وهذه الكيانات يجب أن تعمل بتجانس أو كعمل الفريق الواحد – من غير تشتيتها وكسر شوكتها - لتجتمع في الوطن الكبير والذي يجب أن يكون فوق الجميع ؛ وعندها يبقى أهمية التوافق على مسألة الحُكم ، والحكومة .
ومعلوم أن الحكومة هي عبارة عن مجموعة مؤسسات ( سياسية وتنفيذية ) تحكمها اللوائح والقوانين ؛ والتي تم سَنها إستنادآ على الدستور ( المتوافق عليه ) ، والذي يجب إحترامه بدءً من رأس الحكومة أو النظام ( أي نظام الحكم ) .
ونظام الحكم هذا أيضآ يُحدث جدلآ وحراكآ منذ عقود في كثير من الدول ؛ وكله سعيآ في تحقيق أنظمة ديمقراطية تؤمن بالتعددية ، والدولة المدنية ، وصون الحقوق والحريات ... مع ضرورة إيمانها بمبدأ التداول السلمي للسلطة ، والذي يجب أن لا تتم مواجهته بأي من الإجراءات ( أو الحِيَل ) التي من شأنها أن تقود الى إطالة فترة حُكم أو تكريس السلطة والعمل على الإحتفاظ بها ( في دائرة مغلقة ) لهو أمر ينسف معنى التداول السلمي للسلطة والذي لا يلتقي مع أساليب المكر والخداع ( غير الأخلاقية ) .
وكما أنني أؤمن أن للحكم أخلاقيات يجب أن يُعمل بها ، ويُعمل عليها لتتوارث الأجيال أوطان متماسكة ، وليس أحزاب توريث ... أحزاب ترث الأوطان ، وتفسد الممارسة السياسية ، وتشرذم الكيانات ، كما أن من أهم صفات الحاكم المحب لوطنه ؛ هي أن يكون مستعدآ للتضحية من أجله وأجل شعبه ، وليس بالنظر لتلك الأشياء ( فقط ) التي يمكن أن يُضحي بها من أجل حكمه ... فالمواقف فقط هي التي ستبقى ، وكل شئ هالك ؛ إلا وجه الله العلي القدير .