Post: #1
Title: تقليص الوزارات قبلناه.. وين محاربة الفساد!! بقلم كمال الهِدي
Author: كمال الهدي
Date: 09-12-2018, 02:12 PM
02:12 PM September, 12 2018 سودانيز اون لاين كمال الهدي-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر تأمُلات
[email protected]
· صحيح أن خطوة تقليص أي حكومة بأي من بلدان الدنيا تعد مؤشراً لمساعي تخفيض الانفاق ومعالجة ( بعض) المشكلات الاقتصادية. · أما عندنا في السودن فالوضع جد مختلف. · قد يقول قائل " صفوا النية وأحسنوا الظن". · لكننا لن ( نصفي) النية حتى لا نكون سذجاً. · إذ من الممكن جداً أن يكون تقليص الحكومة مجرد إعلان وملهاة أخرى حالها حال إفساح الطريق للمئات من مطربي هذا الزمن الأغبر أو العزف على عاطفة ( الكورنجية ) وإيهامهم بأن الهلال والمريخ قادران على الظفر بالأميرة الأفريقية. · ربما تلجأ بعض الحكومات لتسويق وهم التقليص وخفض الإنفاق عبر مثل هذه الخطوات المعلنة. · لكن من الذي يضمن لشعب السودان المعذب بأن هناك ( في الخفاء) تجري أمور أخرى. · من الجائز، بل الأشبه بالمؤكد أن يهنأ الوزراء الذين ( خٌفضوا) بنفس المخصصات التي كانوا يتقاضونها وهم على رأس وظائفهم. · ( نصفي) النية كيف ونحن نسمع كل يوم بحملة للقضاء على الفساد ثم نشهد نهايتها قبل أن تبدأ جيداً؟! · ( نصفي) النية كيف ونحن نرى أصحاب الحظوة يزدادون ثراءً بالرغم من صفوف الخبز وانعدام وغلاء السلع الأساسية؟! · ( نصفي) النية كيف ( والخرمجة) لا تزال سيدة الموقف؟! · (نصفي) النية كيف والتصريحات العرجاء ( البلهاء) المستفزة تمطرنا من كل صوب وحدب، وكأن البلد صارت ملكاً لبعض عديمي الذوق واللباقة والمنافقين؟! · لا أرى شخصياً أي جديد يستحق حتى مجرد المناقشة في تخفيض عشر أو حتى عشرين وزارة. · فكل ما في الأمر أن الخطوة تأتي لشغل الناس وكسب الوقت. · ولا شك عندي أن بعض الأبواق وأصحاب الأقلام المأجورة والمتكسبين سوف يحرصون على تسويق هذا الوهم الجديد. · سنطالع ونسمع كل يوم حديثاً ممجوجاً عن جدية القيادة في حل مشاكل البلد الاقتصادية. · سيشنفون آذانكم بالكلام المعسول الموجه لإرضاء القائمين على الأمر. · فكل ما يشغلكم ويلهيكم ويضيع وقتكم يُسعد بدون شك من يتولون أمر العباد في هذا السودان المأزوم. · ولأن هؤلاء البعض (أصحاب الحناجر والأقلام المأجورة) في أتم الاستعداد دائماً لتسويق كل بضاعة كاسدة، فلن يتوانوا مطلقاً في الاسهاب تحليلاً وتنظيراً حول هذه الخطوة. · لكن واقع الأمور والعقل يقول ألا جديداً ينتظر من أي تعديل وزاري كثر أم قل عدد الوزارات الملغاة فيه. · طالما أن القيادة هي القيادة.. · وطالما أن ثلة من المفسدين لا تزال تُمسك بكل مفاتيح الاقتصاد.. · وطالما أن الاختيار لمناصب الحكومة الجديدة قائم على المحاباة.. · وطالما أن أعضاء فرق التضليل والتهليل لم يتغيروا، لا يمكن لعاقل أن يتوقع تغييراً. · السذج والبلهاء فقط من يصدقون أن تقليص عدد الوزارات سوف يحل الضائقة المعيشية التي أنهكت غالبية أفراد هذا الشعب. · فمشكلتنا تحتاج لثورة وتغيير جذري بدونه لن يتحقق أي شيء. · إن أرادت القيادة تغيير حياة الناس للأفضل فلتبدأ بمحاربة جادة للفساد. · نريد أن نرى أقرب الأقربين يساقون للمحاكم ويسألون عن ثرواتهم من أين وكيف اكتسبوها. · نتوق لأن نتابع موقفاً صارماً ضد كل من يتلاعبون بقوت الناس. · نتطلع ليوم يُحاسب فيه من يقصر في الأداء ويترقى من يجتهد في القيام بدوره بمسئولية وكفاءة. · نأمل في أن نرى وجوها جديدة تتولى المناصب الهامة استناداً على المؤهلات والخبرات والنزاهة وحب الوطن. · نود أن تكون هناك مشاركة حقيقية في كل ما يتعلق بهذا الوطن. · وبدون ذلك لن يحدث التغيير المطلوب. · فكفاكم ضحكاً على عقول الناس. · وليكف بعض المضللين وتجار الكلمة ويتقوا الله في أنفسهم. · فإن أرضت كلماتكم الكذوبة عنكم الحاكم اليوم، فسوف يغضب عنكم خالقكم وسترون ما لا يعجبكم في ذلك اليوم المشهود. · ولينصرف أفراد الشعب العاديين إلى هموهم الحقيقية بعيداً عن خزعبلات التغييرات الوزارية وصرف هذا أو ذاك، فجميعهم يتساوون في الفشل.
|
|