مهمة صعبة في جوبا..!! بقلم عبد الباقي الظافر

مهمة صعبة في جوبا..!! بقلم عبد الباقي الظافر


09-04-2018, 02:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1536066385&rn=0


Post: #1
Title: مهمة صعبة في جوبا..!! بقلم عبد الباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 09-04-2018, 02:06 PM

02:06 PM September, 04 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


لم يكن سبقاً صحفياً يسيراً حينما تحصلت الزميلة السوداني الغراء على بعض تكاليف جولات مفاوضات جنوب السودان والتي تعقد بالخرطوم وبرعاية كاملة الدسم من الحكومة السودانية.. نحو عشرين مليار جنيه سوداني تم إنفاقها على تسعين من الخصوم المتنافرين.. الرقم الكبير اقتصر على واجب الإقامة والضيافة وربما لم يشمل تذاكر السفر .. رغم ظروفنا التي ليس أسوأ منها إلا أحوال الجار الجنب والذي هدته الحروب إلا أن المبلغ ليس كبيراً مقارنة بالهدف الأسمى.

يبدو أن الخرطوم تقفز بحماس فيما وراء خطوط العرض بجنوب السودان.. لم تكتف بلادنا بدور الوسيط من داخل مبادرة إيقاد.. بل مضت إلى حراسة النفط الجنوبي بالتنسيق مع حكومة جوبا.. وربما نجد بعض المنطق في هذه الخطوات باعتبار أن الزيت يمثل مصالح حيوية متداخلة بين البلدين.. لكن وزير الخارجية لا وزير الدفاع أعلن ان السودان سيبذل قصارى جهده في إعادة تنظيم جيش جنوب السودان.

بالرغم أن الدبلوماسيين يمارسون أعلى درجات الحذر حين الإعلان عن موقف سياسي، إلا أن السفير الدرديري استخدم بفظاظة عبارة الإشراف على تنظيم الجيش الوطني في جنوب ما بعد السلام.. هنا كانت تكفي الاشارة لتقديم كل المساعدات الممكنة للمواطن الشقيق في جنوب السودان.. ربما يكون السؤال عن مغزى الحذر في الحديث عن الشأن العسكري.. كلمة الإشراف تفترض أن الكتوف ليست متساوية بين الجانبين.. لكن الأهم من ذلك أن مهمة العون العسكري ليست بتلك البساطة في تضاريس جنوب السودان السياسية والتي تكثر فيها المستنقعات والمطبات .

صحيح أن السودان يمتاز بإلمام كبير بالخارطة الجنوبية.. السبب أننا كنا بلدًا واحدًا قبل أن يتآمر عليه الساسة ويشقوه إلى بلدين تجمعهما المعاناة وقلة الحيلة.. لكن في التاريخ المشترك تكمن العقدة.. من شدة الالتحام التاريخي هنالك فرقتان في الجيش الشعبي تشاركان في التمرد في جنوبي النيل الأزرق وكردفان.. بل هنالك ماضٍ محفوف بالذكريات الأليمة بين أطراف الحرب الأهلية.. لهذا ليس من اليسير تجاوز كل ذلك والسماح للسودان بالعزف المنفرد في تلك الأصقاع.

في تقديري يحتاج السودان أن يمد أطرافه في الجنوب بحذر شديد.. اللعبة الدولية المحكومة بقواعد ثابتة لن تسمح للخرطوم بحرية التجوال في تلك المنطقة الإستراتيجية.. حتى دور الموفق الذي منح للسودان جاء بسبب الفشل والإحساس بعقدة الضمير الغربي.. لهذا مطلوب من السودان أن يغلف كل أدواره في الجنوب بأوراق منظومة الإيقاد.. كل المخاطبات تندرج تحت ترويسة المنظمة الإقليمية المتخصصة في التنمية وتسوية النزاعات

بصراحة.. من المهم أن يعرف بلدنا هامش حرية الحركة المتاح له دوليًا.. وألا يتعجل قطف الثمار في معركة سلام الجنوب.. حتى إن وصل الأمر إلى الجلوس وراء الكواليس واتمام الصفقات في نيروبي أو أديس أبابا.. سلام الجنوب يجب أن يكون هدفًا إستراتيجيًا للسودان في كل الأحوال وبكل الحسابات.




assayha