الأعمار بيد الله .. !! - بقلم هيثم الفضل

الأعمار بيد الله .. !! - بقلم هيثم الفضل


09-04-2018, 05:51 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1536036714&rn=0


Post: #1
Title: الأعمار بيد الله .. !! - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 09-04-2018, 05:51 AM

05:51 AM September, 03 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

لو قلنا لأصحاب الحل والعقد في حكومة المؤتمر الوطني التي رفعت يدها عن كل ما لا يتعلَّق بمصالح نافذيها ومسئوليها ومُطبِّليها وحصولهم على المزيد من الإمتيازات والعيش الرغيد ، أن عامة الناس من أهل البؤس والشقاء والفقر يموتون كل يوم ، بل وعلى مدار الساعة جراء تحوَّل سوق الإستطباب والدواء إلى بورصة محلية لا علاقة لها بالبُعد الإنساني لحالة المرضى وظروفهم الإقتصادية ، في حين أن المستشفيات الحكومية يُعتبر الولوج إليها بمثابة مراسم أولية لمفارقة الحياة دون شك ، بكل تأكيد سيكون ردهم (الأعمار بيد الله) ، وللحقيقة فإن المُتأمِّل لحالة تفاعل وإهتمام الحكومة بكل ما هو إنساني أو مُفضي إلى تمتُّع الناس بنوع من الأمان المادي والنفسي والصحي بما يمكن أن يرفع من فرص بقاءهم أحياء ، لوجدناه دائماً يميل إلى ترك الأمور محصورة في حد الصدفة والحظ الذي يمكن أن يُنجي صاحبه أو يذهب به إلى موتٍ مُحقَّق ، وفي ذلك حسب إعتقادي الشخصي فائدة قصوى لهذه الحكومة التي ربما أُرهقت من كثرة الناس وإزدحامهم في طرقاتهم التي يرتادونها بمركباتهم الفارهة ، فما الذي ستجنيه حكومة المؤتمر الوطني من الإلتفات إلى ما يحيق بالناس من موت زؤام جراء تردي الخدمات الصحية في المستشفيات الحكومية أو جراء الفقر وعدم المقدرة على الإستشفاء أو الحصول على الدواء ، لو كانت إستراتيجية الدولة تسعى في الإتجاه الصحيح الذي يجب أن تكون عليه والمتعلِّق بربط المُستقبل الكُلي لحركة التنمية وموجبات التغلُب على المشكلات التي تواجه البلاد والعباد عبر إهتمامها ببناء الكادر البشري ، وإعتبار الإنسان هو الثروة الحقيقية والأساسية التي لا يمكن بدونها تفعيل ودعم كل مخططات إستغلال ثروات البلاد الكامنة ، لما وصل حال البلاد إلى ما هو عليه الآن من تردي إقتصادي وأخلاقي وإداري وثقافي ، على حكومة المؤتمر الوطني أن تضع نصب أعينها في الأيام القادمات ما يمكن أن تُحدثة حالة الإنهيار والتصدع واليأس التي أصبحت تُحيط بالإنسان السوداني ، وليعلموا أن الوضع السائد الآن سيكون محيطاً حاضناً لآفات عدة أهمها إرتفاع وتطوَّر معدلات الجريمة ، والإنفلات الأمني الإجتماعي بشتى ما يمكن أن يودي إليه الفقر والجهل واليأس العام ، هذا فضلاً عن إرتفاع نسبة الفاقد التربوي وإنتشار الفساد في أركان الهيكل الإداري للدولة على مستوياته العليا والدنيا ، فالفساد والرشوة والمحسوبية والتلاعب بمصالح الناس والتعدي على الحقوق والأمانات هي في الحقيقة أمراض إجتماعية (مُعدية) ووبائيه ، حتى لا نعتبر أن مُجمل الفساد موجود في أعلى الهرم الإداري ، فالصغار أيضاً يتعلَّمون ويقتدون بما يحدث حولهم ، يزيد إحتمالات وقوعهم في مغبة ذلك ، سيادة الفقر والعجز وقلة الحيلة أمام غول الغلاء المستشري وهم مُصنَّفون تحت قائمة أصحاب الدخل المحدود ، إنقذوا المجتمع كلهُ ما آفة الفساد وجرثومته المُعدية بتطهير منابع إنتاجها .. ولنبدأ في ذلك بالكبار أو كما يحلو لهم (القِطط السمان) .