في ذكرى إنتفاضة سبتمبر 2013 بقلم أحمد الملك

في ذكرى إنتفاضة سبتمبر 2013 بقلم أحمد الملك


09-03-2018, 04:48 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1535989690&rn=1


Post: #1
Title: في ذكرى إنتفاضة سبتمبر 2013 بقلم أحمد الملك
Author: أحمد الملك
Date: 09-03-2018, 04:48 PM
Parent: #0

04:48 PM September, 03 2018

سودانيز اون لاين
أحمد الملك-هولندا
مكتبتى
رابط مختصر



تمر ذكرى إنتفاضة سبتمبر 2013 التي إغتال فيها النظام المجرم بدم بارد
المئات من شباب وطننا ، الذين خرجوا للشارع، ضد الظلم والاستبداد، فتية
آمنوا بقضيتهم وخاطروا بحياتهم من أجل شعبنا وطموحه المشروع للحرية
والكرامة.

الشهيد هزّاع ورفاقه تظاهروا طلبا لحقوق شعبنا المسلوبة، تخلى النظام عن
مسئولياته تجاه شعبه في توفير لقمة الخبز وحبة الدواء والمدرسة للفقراء،
فكان رد النظام الداعشي على طلاّب الحقوق: إطلاق الرصاص على رؤوسهم.
القتل العمد لشباب هم كل مستقبل وطننا وكل آمال أسرهم المكلومة، في
مستقبل أفضل.

نظام الانقاذ كان أول نظام في العالم يتبنى الفكر الداعشي يصل الى
السلطة، كان ذلك واضحا منذ اللحظة الاولى لاستيلائهم على السلطة، فقد
أباحوا دم كل من يقف في طريقهم، حتى من إختار مواجهتهم بالطرق السلمية.
نظرتهم الى شعبنا كانت تنطوي دائما على الكثير من التعالي والاحتقار، فكل
من هو خارج تنظيمهم الشيطاني: خارج من الملة، دمه وماله وعرضه مباح.

ذلك يفسر إستباحة العصابة الشيطانية لوطننا، أرضه وأهله، مؤسساته
ومشاريعه وثرواته، كل شئ تحوّل الى غنيمة في مشروع التمكين الدماري. وكل
من حاول الوقوف في طريقهم، مسحوه من على وجه الأرض .

رداء الدين يستخدم فقط للارهاب. أفرغوا الدين من كل عوامل الرحمة، لدرجة
أن يصرّح أحد كلابهم المسعورة، أنّ الحرب على الفقر لن تكون سوى حربا على
الله! فالمسئول عن الفقر الاول في نظرهم هو الله، هو الذي يوزع الارزاق،
وما على الفقراء سوى الصبر! أما الذين نهبوا الوطن وثرواته ويعيشون في
النعيم، فهذه ليست سرقة في نظرهم، هذه ليست أمانة يأمرهم الله بأن يؤدوها
الى اهلها، هي عطية الله، والله هو المعطي، هو الرازق! ومن لم يعطه الله
فلا يجدر به لوم الحكومة!! فالحكومة قانعة بالرزق الذي يهبط عليها من
السماء، فلم لا يرض الفقراء بالفقر المفروض عليهم ايضا من نفس السماء!

ذلك غيض من فيض سيول الاحتقار والاذلال التي واجهها شعبنا على يد هذه
العصابة المجرمة التي لا تعرف دينا أو خلقا، وكل ما استطاعت إنجازه طوال
فترة استئثارها بالسلطة هو شن الحرب على مواطني هذا البلد المنكوب،
واغراقهم في الفقر والجوع وأحياء نار العصبية ودولة القبيلة. والغريب أنّ
من يطلق النار بقصد القتل على رؤوس شبابنا، يجد الجرأة ليصم كل معارض
بالعمالة والخيانة، وهل هناك من خيانة أعظم ممن يرتكب القتل العمد في حق
شباب وطننا الانقياء الشرفاء، الذين لم تتلوث أياديهم بالمال الحرام أو
دم الابرياء، ولم يخرجهم للتظاهر ضد القتلة، سوى إنحيازهم لضمائرهم
النقية ولحقوق شعبهم المظلوم.

التحية للشهيد هزاع والشهيدة سارة ورفاقهم الابطال الاماجد، يظلون أحياء
في ضمير شعبنا، و دمائهم الطاهرة لن تذهب هدرا وسيدفع الطاغية ونظامه
المجرم الثمن وإن طال بهم عهد الفسوق والتجبر والظلم والفساد.