هل يغدو ترامب أول رئيس يُعزل؟ بقلم د. ياسر محجوب الحسين

هل يغدو ترامب أول رئيس يُعزل؟ بقلم د. ياسر محجوب الحسين


08-25-2018, 05:52 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1535172740&rn=0


Post: #1
Title: هل يغدو ترامب أول رئيس يُعزل؟ بقلم د. ياسر محجوب الحسين
Author: د. ياسر محجوب الحسين
Date: 08-25-2018, 05:52 AM

05:52 AM August, 24 2018

سودانيز اون لاين
د. ياسر محجوب الحسين-UK
مكتبتى
رابط مختصر

أمواج ناعمة





يتعرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذه الأيام إلى عاصفة سياسية قد تعزله من منصبه. ورغم أن عزل الرئيس في الولايات المتحدة إجراء قانوني ودستوري لكنه لم يسبق أن عُزل أي رئيس أمريكي. وكان الرئيس آندرو جونسون عن الحزب الديمقراطي أول رئيس يُساءل في العام 1868 لكنه أنه نجا بصعوبة حين بُرئ بأغلبية صوت واحد فقط بعد مساءلته في مجلس الشيوخ إذ صوت ضده 35 مقابل 19، وكان عزله يتطلب 36 صوتا.
في ديسمبر 1998 بدأ مجلس النواب بأغلبيته الجمهورية، إجراءات لمحاكمة الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون بتهمتي الكذب على المحققين وعرقلة سير العدالة في فضيحة مونيكا لوينسكي المتدربة بالبيت الأبيض حينها. أيضا وبعد إجراء المحاكمة برئ كلينتون في مجلس الشيوخ (الكونغرس) رغم امتلاك الجمهوريين أغلبية 55 مقعدا من أصل 100، إذ أنهم كانوا بحاجة إلى 67 لإدانته بهدف عزله إذ يتطلب ذلك موافقة أغلبية الثلثين في المجلس.
في النموذج الثالث في فبراير 1974 كان الرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون "عقلانيا" حين فضل الاستقالة في أغسطس من العام نفسه بدل مواجهة المحاكمة والإدانة والعزل حين أوصت اللجنة القضائية بإحالته للمحاكمة بسبب فضيحة وووتر غيت الشهيرة. ويبدو أن ادانة كانت شبه حتمية بعد انقلاب أعضاء حزبه من الجمهوريين في مجلس الشيوخ عليه.
وينص الدستور الأمريكي على عزل الرئيس أو نائبه أو كبار موظفي الدولة بعد محاكمتهم وإدانتهم بتهم الرشوة أو الخيانة أو جنح وجنايات كبرى أخرى. وتبدأ عملية المساءلة من مجلس النواب الأمريكي، إذ يمكن لأعضائه أن يتقدموا بمشاريع قرارات لمساءلة الرئيس.
واليوم ترامب قاب قوسين أو أدنى من المساءلة في مجلس النواب إذ يستلزم ذلك موافقة أغلبية قليلة، وإن هبت رياح اجراءات المساءلة على غير ما تشتهي سفن ترامب فإنه من المحتمل أن تتوافر أغلبية الثلثين لاحقا في مجلس الشيوخ الذي يتولى محاكمة الرئيس في إجراء قد ينتهي بالتصويت على إدانته ومن ثمّ عزله. وتعتبر عملية العزل عملية سياسية أكثر من كونها قانونية، وحاليا يسيطر الحزب الجمهوري حزب ترامب، على مجلسى الشيوخ والنواب، لكن هناك انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر المقبل والتي ربما تؤدى إلى تغيير موازين القوى في مجلس الشيوخ، ومن ثم يصبح موقف ترامب حرجا. وقد أجمعت وسائل الإعلام الأمريكية على أن ترامب يعيش واحدة من أسوأ أيامه في الرئاسة.
واعترف مايكل كوهين محامي ترامب الشخصي السابق في المحكمة الأربعاء الماضي بأنه وبطلب من ترامب شخصيا دفع مبلغي 130 ألف دولار و150 ألف دولار لممثلة أفلام إباحية ونجمة لمجلة إباحية تقولان إنهما أقامتا علاقة قديمة مع ترامب لقاء التزامهما الصمت عن هذه العلاقة، وكان الهدف تفادي انتشار معلومات "كانت ستسيء إلى المرشح". وفي حال تأكد طلب ترامب فإنه يصبح شريكا في تهمة جنائية عقوبتها 5 سنوات سجن.
لكن ترامب اتهم محاميه بالتلفيق، وردّ المحامي باستعداده لتقديم معلومات جديدة للمحقق الخاص روبرت مولر الذي يحقق في تدخل روسيا المحتمل في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016. ولاحقا بدا ترامب مرتبكا جدا وهو يحذر من ان أسواق المال ستنهار في حال مجرد الشروع في إجراءات عزله من منصبه، وذلك بعد يومين من اعتراف محاميه السابق مايكل كوهين بارتكاب مخالفات في ما يتعلق بتمويل الحملة الانتخابية لترامب والتهرب الضريبي والمالي. وقال ترامب ان الجميع سيصبحون فقراء جدا، لأنه في غياب تفكيري سترون أرقاما لن تصدقوها، وأثنى على نفسه زاعما بأنه يقوم بعمل عظيم في البيت الأبيض.
ويبدو أن الخناق الذي بدا يضيق حول رقبة ترامب سيسفر عن الكثير المثير فقد أشار تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى تورط سعودي إماراتي في فضائح ترامب الانتخابية. وذكرت الصحيفة أن النجل الأكبر لدونالد ترامب التقى عام 2016 بممثل عن السعودية والامارات اللتين عرضتا على ترامب، المساعدة في الفوز بالانتخابات الرئاسية.