ابتسم واتصور مع اللحمة بقلم د.أمل الكردفاني

10:21 PM August, 22 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر

لم تمض ساعات فقط حتى كسرت التزامي باعتزال الكتابة..لكنني لن اكتب الشيء الكثير..انما هذا مجرد تعليق على صورة قيام الحزب الحاكم بتوزيع لحوم اشتراها من لحم المواطن ثم قدمها لذات المواطن كصدقة واجبر المواطن الفقير على أخذ صورة لتأكيد الذلة والمسكنة.
هذا الشيء اثار الناس -غالبا الطبقة البرجوازية المستقرة اقتصاديا والاكثر وطنية من غيرها حيث لا تقبل اهانة الوطن عبر اهانة المواطن باللحمة - هذه الطبقة التي تقوم هي نفسها بالتقاط سيلفي مع ما يقدمه لها النظام من صدقات وابتسامتها واسعة ؛ من استوزار وهبوط ناعم ومقاعد برلمانية ومساعدي الرئيس ، وسيارات برادو وقصور....الامر ليس مختلفا كثيرا .. فسواء كانت الصدقة لحمة ام شيئا آخر فالجميع يقبل أخذ صورة معها بابتسامة واسعة.
والحزب الحاكم عرف سيكولوجية الانسان السوداني جيدا ... لأن رموزه من نفس ذات هذا الانسان...
المهم قبل ان يبتسم الشعب للصورة عليه ان يتأكد من نظافة أسنانه وابيضاضها ... حتى تطلع الصورة حلوة.

( لم تمض ساعات فقط حتى كسرت التزامي باعتزال الكتابة )

أخونا الفاضل / أمل الكردفاني
التحيات لكم وكل عام وأنتم بخير
عجباً ثم عجباً من محاول يجتهد في إيجاد صورة هي من إيحاء السراب والوهم !! ،، فهو يظن أن الآخرين يبكون أسفاً على ذلك التوقف الذي يسبب حرمان الناس من الهواء والتنفس ،، يرسم لنفسه تواجداً في حقيقته يماثل السراب !!! ،، ولكن الحقيقة هي أن التوبة لا تبكي ولا تحزن الآخرين !! ،، كما أن الأوبة لا تبكي ولا تفرح الآخرين !! .

ثم لماذا تحاول أن تخدع نفسك حين تعلن التوبة والأوبة ؟؟؟،، والكل يدرك أن الخوض في القضايا الاجتماعية والسياسية لا يتقيد بشروط يتحكم في مشاعر وأحاسيس الآخرين باللوم والعتاب !! .. وفي نفس الوقت فإن ذلك الخوض في تلك القضايا في مرحلة من المراحل يصبح إدماناً ،، والجاهل عقلا وفكرا هوً من يوهم الذات بأنه سوف يتخلص عن ذلك الإدمان وهو عاجز لا يملك العزيمة ،، وحالك كحال المدمن للتدخين ،، طوال حياته يدعي التوقف والتوبة عن التدخين وهو ما زال يدخن طوال العمر حتى الممات !!!

ذلك أولاً أما ثانياً فمن العباطة ومن ضحالة العقل أن يعادي المرء الكافة والعامة والجماعة بحجج واهية لا معنى لها ،، وهي حجج العاجز الفاقد للحيلة الذي يريد أن يتحكم في مشاعر وأحاسيس وسلوكيات الآخرين !! ،، وأنت في أمرك هذا كأنك تطلب من الآخرين أن يبكوا حين تقول لهم أبكوا الآن وأن يضحكوا حين تقول لهم أضحكوا الآن !! ,, وإذا لم يبكوا أو يضحكوا بالقدر الذي يعجبك ويوافق مزاجك تهدد بالإضراب والتوقف !! ،، بالله عليكم ما هذه المحاولات الديكتاتورية العقيمة البليدة التي لا توافق العقل والمنطق ؟؟ وهي محاولات تجلب لك السخرية من الآخرين !!!! ،، وأنت بتلك المحاولات العاجزة تريد أن تعطي لنفسك حقا ليس من حقك !!!