من صنع انقلاب الجبهة ..!! بقلم عبد الباقي الظافر

من صنع انقلاب الجبهة ..!! بقلم عبد الباقي الظافر


08-13-2018, 02:16 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1534166193&rn=0


Post: #1
Title: من صنع انقلاب الجبهة ..!! بقلم عبد الباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 08-13-2018, 02:16 PM

02:16 PM August, 13 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


قبل أسابيع ارتفع صوت العميد صلاح كرار فوق المعتاد حينما كان يتحدث في برنامج الميدان الشرقي بقناة أم درمان.. نبرة الغضب جاءت حينما تحدث عضو المجلس العسكري في حكومة الإنقاذ عن دور العسكريين في صناعة انقلاب يونيو ٨٩.. كرار كان يحسب أن المدنيين اكتفوا بالتخطيط وكان بإمكان العسكر أن يدفعوا الثمن وحدهم في حال فشل الانقلاب.. بل استعاد الجنرال مسلسل محاكمة مدبري انقلاب مايو بعيد الانتفاضة لتقريب الصورة.. العدالة تجاوزت المدنيين واكتفت بحبس أعضاء مجلس قيادة ثورة مايو .

يخطيء الذين يظنون أن انقلاب الإنقاذ صنعته المجموعة العسكرية المحدودة.. بل أن بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة تم استدعاؤهم من منازلهم في صباح الانقلاب.. قبيل الانقلاب بنحو عامين تمكنت الجبهة الاسلامية من تجنيد عدد من أبناء القادة في مدخل الجندية.. خطة الانقلاب من الألف الى الياء وضعت بأيدٍ مدنية وترك للجناح العسكري جزء من التنفيذ.. في يوم الانقلاب كان الراحل خالد بكداش يفوج الدراجات البخارية المزودة بالرجال والعتاد لاحتلال الجسور وتمتين الحراسات.

لم يكن بإمكان العميد عمر حسن قائد الانقلاب الوقوف على التفاصيل بسبب أنه تحت رقابة رجال المخابرات منذ أن نشرت مجلة الدستور نية الرجل تنفيذ انقلاب عسكري.. لهذا تأخر وصول العميد البشير للخرطوم حتى قبل ٧٢ ساعة من ساعة الصفر..عمر سليمان، رئيس مجلس الولايات الحالي، كان العنصر المدني الذي تولى عملية إخلاء قائد الانقلاب من كادوقلي للخرطوم بواسطة عربة نصف نقل.. الأستاذ عِوَض جادين كان المخرج الذي أخرج البيان الأول من مباني منظمة الدعوة الإسلامية بعد أن كتب السيناريو الشيخ الترابي.

خطة الجبهة الإسلامية في الانقلاب كانت معقدة وتحتوي على سيناريوهات بديلة.. شارك العميد الزبير محمد صالح في انقلاب المايويين والذي أحبط من قبل الحكومة بعد أن سرب رجال الجبهة معلوماته.. كان ذاك الفشل كفيل بتخدير حكومة الإمام الصادق وفي ذات الوقت بث الرعب في المغامرين.. انقلاب يونيو كان السيناريو الثاني ويعقبه ثالث في حالة الفشل.. من دقة التخطيط أن المهندس محمود شريف قام بفصل إذاعة مدني حتى لا تستخدم كبديل إعلامي إن حدثت مقاومة عنيفة.

في تقديري أن هنالك من يحاول التقليل من دور المدنيين في موسم التمكين السياسي.. بعض الأقلام حسبت أن الجبهة وجدت انقلابًا جاهزًا فاعتلت سنامه ظهر تلك الجمعة.. لكن الحقيقة غير ذلك.. هذا الانقلاب صنعته الجبهة منذ أن نظمت الخلايا النائمة في القوات المسلحة والتي أدت قسم الولاء لشيخ حسن.. حتى تشكيل مجلس الانقلاب كانت بصمة الجبهة فيه واضحة.. هذا التبيان لا يعني أن الانقلاب كان عملًا طيبًا بل هو أكبر خطأ استراتيجي ترتكبه الحركة الإسلامية منذ تأسيسها.

بصراحة.. لم تتمكن أي مجموعة عسكرية صرفة في إنجاح انقلاب عسكري في تاريخ السودان.. لو لا مجهودات عوَض الجاز وإخوته من المشرفين على التنظيم العسكري لفشلت الإنقاذ مثل ما فشل خالد الكد في صناعة انقلاب.. الكد عبر خمسة ضباط صف ودبابة ظن أنه يمكن أن يصنع التغيير.

assayha