ونسات مأساويه .. !! - - بقلم هيثم الفضل

ونسات مأساويه .. !! - - بقلم هيثم الفضل


08-13-2018, 05:36 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1534135010&rn=0


Post: #1
Title: ونسات مأساويه .. !! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 08-13-2018, 05:36 AM

05:36 AM August, 12 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

وقد أصبحت المأساة السائدة الآن مظلةً للتلاقي والتوادُد الإجتماعي ، كنا نتجاذب أطراف الحديث ومعي نفرٌ من زملاء المأساة إبان إصطفافنا في طابور الخبز بأحد المخابز ، تحدثنا عن عن ما آل إليه حال البلاد والعباد ، وعن الفساد الذي إستشرى وضرب بأطنابه القاصي والداني من آمالنا وأحلامنا ، وكذلك لم ننس التطرُّق للحديث عن كرامتنا المهدرة ووقتنا الضائع في الإنتقال من صفٍ إلى آخر إبتداءاً بالوقود ومروراً بالخبز ، ونهايةً بالبنوك ولا ندري غداً في أيي صفٍ سنكون ، ثم تداولنا حالة الهلع العام الذي أصاب الناس وجعل من الإخوة الأشقاء خصوماً في المحاكم وإنهيار أسطورة (أخو الأخوان) و(عشا البايتات) بفعل ما أصاب البلاد والناس من فقر وقلة حيلة ، وطبعاً لم ننس التطرُّق أيضاً إلى حالة الدِعة واللامبالاة التي أصابت الناس ، فلا ردود أفعال منهم واضحة تجاه ما يجري من تقتيرٍ في العيش ولا إحتجاج ، مع تأميننا التام على أن نسبة الوعي الجماهيري في تزايد مضطرد بسبب إنتشار وسائط النشر الإلكتروني ونقلها للمعرفة السياسية والإقتصادية بإستمرار وسرعة فائقة ، تارةً تحت جُنحة الإشاعات المحضة ، وتارةً أخرى عبر باب النزاهة والأمانة المطلقة ، إستغربنا ونحن بعضُ هذا المجتمع وجزءاً لا يتجزأ منه سكوت الناس أمام ما يعانون من ويلات يومية تبدأ بالركض خلف الحصول على وسيلة إنتقال في أغلب الأحيان لا يلتزم سائقيها بالتعرفة الرسمية ، ثم اللهث في ساحات البنوك للحصول على المال الذي هو حلالك ونتاج عرقك وجهدك (هذا بالطبع إن كنت ممن يملكون حساباً في بنك من بنوكنا الآيلة للسقوط) ، ونهاية بالمحاولات المستميته من أجل (التكيَّف) مع حالة الغلاء المستشري والتي أصبحت حركتها بالساعات ، فما تشتريه الصباح قد يتضاعف سعره مساءاً ، ولا مسائلة من حكومتنا اللاهثة وراء مصالحها و(أوهامها) الإستعلائية ، لأولئك الذين يخرِّبون بيوت الناس وينغِّصون حياتهم هماً ، بما يمارسونه من طمع وجشع تجاري ، ثم أطلعني أحد المُصطفين بعض الصور والفيديوهات لكميات هائلة من المياه التي إنتجها الخريف في منحدرات وخيران كردفان وهي تضجُ بما يشبه الشلالات من المياه العذبة المنسابة في أرض خصبة وواعده بالعطاء ، ليسألني بعدها كيف نجوع ونصطفُ للخبز ونشكو غلاء الخضروات واللحوم في بلادٍ هذا خريفها في أكثر أقاليمها صحراويةً وجفافا ؟ ، كان ردي عليه والله لو فطن أحدنا إلى مشروع الإستزراع في خريف كردفان وفي تلك الأراضي التي لا تدري عنها الدولة شيئاً على المستوى التخطيطي والإداري والفني ، لوجدت أرتالاً من المؤسسات الضريبية والجبائية و(الوهمية) قد أحاطت بك في زمن قياسي لا أظنه سيتعدى اليوم أو اليومين ، أتدرون لماذا ، لأن حكومة المؤتمر الوطني قد أبدعت وتميَّزت في إختلاق وإدارة الجبايات وربما لو تم تنظيم مسابقة عالمية في الموضوع ستفوز بلا منافس بالمرتبة الأولى ، فلا غرو يا أخي لو فقد الإنسان السوداني الرغبة في الإبداع والتخطيط والإنتاج ، لأنه يعلم بما لا يدع مجالاً للشك أن الدولة (السعرانة) ستقاسمه جهده وعرقه ، ولتعلم يا زميل المأساة أن جمارك الخرطوم تربح في السيارات المستوردة إلى السودان أضعافاً مضاعفة عن ما تربحه فيها المصانع التي صنعتها .