يسألونك عن الشورى ..!! بقلم عبدالباقي الظافر

يسألونك عن الشورى ..!! بقلم عبدالباقي الظافر


08-09-2018, 01:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1533819233&rn=0


Post: #1
Title: يسألونك عن الشورى ..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 08-09-2018, 01:53 PM

01:53 PM August, 09 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


لم يكن الدكتور عصام البشير يدرك أهمية المكالمة الهاتفية التي لم يرد عليها.. الشيخ البشير كان منهمكًا في سلسلة اجتماعات خلال زيارته للكويت.. لاحقًا أدرك المفتي أن مكتبه بالخرطوم استقبل خبر إعفائه عن مهامه رئيسًا لمجمع الفقه الإسلامي السوداني .. حاول الرجل أن يستوعب سبب الغضب الرسمي الذي لم ينتظر عودته للخرطوم.. كان الدكتور عصام واحدًا من الذين طالبوا هيئة الشورى بعدم التعجل في تسمية مرشح رئاسي.

تنعقد اليوم هيئة شورى الوطني بعد عمليات جراحية شملت بعض مفاصل الحزب الحاكم.. حسب جدول الشورى من المفترض أن تناقش تقارير الأداء.. لكن بند أشياء أخرى سيحمل الكثير من المفاجآت.. إخوة عصام البشير أدركوا الدرس جيدًا لهذا سيلتزمون الصمت النبيل ويؤيدون الحكومة فيما قالت وفيما ستقول.

هب أن أحدهم حسب توقعاتنا رفع بنانه طالبًا فرصة تقييم الأداء بشكل حقيقي.. هل أحوالنا الآن أفضل من قبل خمس سنوات.. من حسن الحظ أن التقييم لا يحتاج إلى إحصاءات دقيقة.. كل واحد من المشاركين قد شاهد صفوف السيارات التي تنتظر الوقود..غير قليل من المجتمعين يدركون جيدا أن ليس بإمكانهم سحب أموالهم من البنوك.. وربما سمع بعضهم أن فقدان الأمن وصل مرحلة اغتصاب الحرائر على قارعة الطرق.

سيتحدث أحدهم عن الإنجاز التاريخي في صناعة سلام جنوب السودان.. لكن الواقع يقول إن البلد الذي نبحث عن استقراره كان جزءًا من وطننا الكبير.. بفعل السياسات الخرقاء هرب أهل الجنوب يبحثون عن وطن آخر.. لكن أين نحن من السلام الذي نزرعه في أرض الجيران.. كم عدد الحركات المسلحة التي تهدد بحمل السلاح إن لم نوافق على دعم مرشح رئاسي معين.. أين يقيم آخر رئيس وزراء منتخب.. كم عدد القرارات الأممية التي وقعت على أم رأسنا بسبب عدم احترامنا للإنسان السوداني.

في تقديري إن كانت الشورى صادقة وحقيقية لنصحت حكامنا بضرورة التنحي العاجل ورد الأمانة لأهلها.. كل ما وعدت به الثورة الظافرة بات هباءً منثورا.. منذ تسع سنوات والإنقاذ تأكل من رصيدها السابق.. كل الشعارات تحولت إلى واقع بائس.. ارتفعت الأسعار وانحطت مقادير الإنسان.. لكن المشكلة أن جموع الإسلاميين دخلوا في نوبة تنويم مغنطيسي.. يحسبون أن الاحوال على ما يرام.. وأن الشعب يرفل في النعم .

بصراحة.. دعونا نتنبأ بمصير من يطرح مثل هذه الأسئلة الموضوعية من داخل هيئة الشورى.. لن نجد رجلا رشيدًا.. كل القوم في حالة إنكار حتى يأتي الطوفان.


assayha