آخر انبساط !! بقلم صلاح الدين عووضة

آخر انبساط !! بقلم صلاح الدين عووضة


07-31-2018, 02:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1533044091&rn=0


Post: #1
Title: آخر انبساط !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 07-31-2018, 02:34 PM

02:34 PM July, 31 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*أعجبتني كلمة للزميل عثمان ميرغني قبل أيام..

*قال إذا أردت أن تعرف تفاعل الحكومة مع أزماتنا فانظر لنشرة أخبارها..

*نشرة أخبار الحكومة... في تلفزيون الحكومة... المسمى القومي..

*وقبل ذلك بيوم كنت قد كتبت عن جلد الحكومة (البقري)... إزاء هذه الأزمات..

*ولكن كلمة الأستاذ عثمان أعجبتني أكثر من كلمتي..

*فنشرة أخبار التاسعة بمثابة مرآة عاكسة لنشاط الحكومة... واهتماماتها... و(أفراحها)..

*فهي دوماً في حالة بهجة لا تتناسب و(أحزان الناس)..

*حاولوا أن تشاهدوا النشرة حتى النهاية... واصبروا عليها كصبركم على الأزمات..

*ستجدون أن كل خبر فيها يبدأ كالآتي (لدى استقباله فلاناً بمكتبه)..

*وعلى كرسي وثير... في المكتب الفخيم... يجلس فلانٌ هذا كتلميذ أمام أستاذه..

*وهو في الغالب وزير... أو والٍ... أو مسؤول جهةٍ رفيعةٍ ما..

*وتبرز الكاميرا ابتسامات بطول - وعرض - مأساتنا... وأوجاعنا... وأحزاننا..

*ثم ينتقل المشهد إلى فلان أمام المنصة... والميكروفونات..

*فيتحدث - وهو فرحان - عن التوجيهات القيِّمة التي تلقاها من سيادته... بالداخل..

*ومن بعده يتكرر المشهد ذاته... والكلام ذاته... والانبساط ذاته..

*وهكذا إلى أن تنتهي نشرة الأخبار الرسمية - من التلفزيون الرسمي - بعد ساعة..

*وما يزيد من كآبة المشهد - والمنظر - أداء (المذيعات)..

*فهو أسوأ أداء... وأقبح قراءة... بين تلفزيونات العالم كافة ؛ على صعيد الأخبار..

*بينما سمة العصر الإعلامية البساطة... والسلاسة... وعدم التكلف..

*المهم إن حكومتنا مبسوطة جداً... والكاميرا لا تكذب..

*سيما إن تخللت النشرة مشاهد خارجية ترى القوم فيها يتمايلون طرباً... ورقصا..

*والمناسبة ؛ افتتاح مدرسة... أو مزرعة... أو مركز صحي..

*فالإنسان حين يكون مبسوطاً وسعيداً و(متنعماً) يعجبه أي شيء..

*وأحد مشاهد (الهجيج) كان بمناسبة تدشين مسلخ - أي سلخانة - بولاية غربية..

*هل رأيتم - بالغلط - مسؤولاً يتكلم عن أزماتنا وهو مبتئس؟!..

*إن داومتم على نشرات القومي إلى حين انتخابات (2020) فلن تروا وجهاً حزيناً..

*فالمنصب الرفيع أصلاً لا علاقة له بكم... ولا بمشاكلكم..

*هو نعمة شخصية تستوجب الذبائح... والولائم... والأفراح ؛ عند إعلانها (رئاسياً)..

*ثم الرقص على نغمة (ما إنت نعمة ومن الله جاتنا)..

*ومن ثم فإن (التوجيهات) التي تسمعونها في نشرة الأخبار لا صلة لها بكم..

*هي لا تعني سوى أن (الشريف مبسوط مني)..

*فلا عجب أن تنتهي التوجيهات بانتهاء نشرة الأخبار... والضحكات... والابتسامات..

*ورغم رتابة (لدى استقباله) أدعوكم لمشاهدة النشرة اليوم..

*فإن عجزتم عن فهم ما تقوله المذيعات - تكلفاً - فلن تعجزوا عن فهم كلام فلان..

*وأعني بفلان كل خارج من عند صاحب (التوجيه)..

*ثم تذكروا عنوان كلمتنا هذه !!!.



assayha