Post: #1
Title: الأقصى !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 07-30-2018, 02:17 PM
Parent: #0
02:17 PM July, 30 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *في البداية نرجع قليلاً لأيام (الدستور)..
*ليس دستور السودان الذي يُوضع - في كل مرة - (تحفةً) جميلة على رف تاريخنا..
*ثم لا يُنفض عنه الغبار إلا حين توشك (الولاية) على الانقضاء..
*وذلك من أجل (مصلحة البلاد العليا)... ثم يُعاد إلى الرف... (زينة وعاجباني)..
*وإنما أعني دورية (الدستور) التي كنت رئيس تحريرها حيناً..
*كانت مجلةً أسبوعية... فجعلناها (الجريدة المجلة)... لتصدر يومياً في (16) صفحة..
*وسعرها كان ضعف سعر الصحيفة آنذاك..
*ورغم ذلك كان متوسط توزيعها اليومي نحو (2500) في العاصمة... دون الولايات..
*وكالعادة ؛ حُورب ناشرها محجوب عروة... فاحتجبت..
*وكان من بين أفراد طاقمها (الفنان) الرائع محمد الحلو... ويقيم بفرنسا الآن..
*كنا نعقد جلسة تفاكر يومية ؛ هو بريشته... وأنا بفكرتي..
*فيتمخض عن ذلك كاريكاتور ساخر... يحتل موقعه أعلى يسار الصفحة الأولى..
*ونهار يوم رأينا أن نجسد ظاهرة العرب الصوتية... رسماً..
*كان ضجيج الصوت - يومها - من القوة بحيث لفت انتباهنا إلى (البراميل الفارغة)..
*إلى الجعجعة التي لا نرى لها طحناً أبداً... على أرض فلسطين..
*إلى الصراخ الذي ينطلق بحده (الأقصى) - منذ سبعين - عاماً صوب (الأقصى)..
*ثم يتلاشى في الهواء حتى قبل أن يتجاوز حدود إسرائيل..
*فكانت الفكرة : عربي خلف منصة... عليها ميكرفونات... أمامه (سلك) الحدود..
*ومن وراء السلك الشائك يهودي... وعلى مقربة منه حمام..
*وتندلق من المنصة ورقة طويلة تتمدد... وتتلوى... وتتكور ؛ تحت قدمي اليهودي..
*واليهودي ينتظر بفارغ الصبر ؛ وبيده مقص..
*ثم يقطع جانباً من هذا (الأدب) الغزير ؛ ويتوجه به إلى (بيت الأدب)..
*وهذا (أقصى) ما يفعله العرب... تجاه القدس و(الأقصى)..
*والبارحة رأيت رسماً كاريكاتورياً ساخراً ذكَّرني برسمنا هذا... وأيام (الدستور)..
*فالعربي يقف أمام اليهودي فاغراً فاه للحد (الأقصى)..
*ويصيح بقضية (الأقصى) ؛ واليهودي يضع مسطرة على فمه يقيس بها اتساعه..
*ثم يقول له ساخراً : أهذا (أقصى) ما عندك ؟!..
*بل هو أقصى ما لدى العرب عموماً... سواءً حيال (الأقصى)... أو أي قضية أخرى..
*فقد اشتهروا بأدب الخطابة... الذي مصيره بيت أدب اليهود..
*يبددون وقتهم في الكلام ؛ بينما تبدده إسرائيل في العمل... والعلم..
*فهذه الدويلة تخصص للتعليم ما يعادل كل الذي تصرفه دول العرب على الأمن..
*فتأمين كراسي السلطة هو كل ما يهم الحكام العرب..
*أما التعليم فلا تصرف عليه إلا ما يساوي بضعاً في المئة من ميزانياتها..
*ولذلك تقول إسرائيل : العرب لا يقرؤون... فإن قرأوا لا يفهمون..
*ولكنهم يفهمون جيداً في (الأدب) الذي يجيدونه..
*أدب الصراخ بالصوت (الأقصى !!!).
assayha
|
|