حكومة الخرطوم في.. بيت الطاعة الاستراتيجي! بقلم محمد لطيف

حكومة الخرطوم في.. بيت الطاعة الاستراتيجي! بقلم محمد لطيف


07-29-2018, 06:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1532884806&rn=0


Post: #1
Title: حكومة الخرطوم في.. بيت الطاعة الاستراتيجي! بقلم محمد لطيف
Author: محمد لطيف
Date: 07-29-2018, 06:20 PM

06:20 PM July, 29 2018

سودانيز اون لاين
محمد لطيف-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


كنت ولازلت أحاول التأكيد على أن الحوار الاستراتيجي الذي كانت قد دعت له ونظمته وأشرفت على إدارته مستشارية الأمن القومي مطلع العام 2011 كان أجدى نفعاً وأكثر إحاطة بالشأن السياسي مقارنة الحوار الوطني الذي انطلق بعد ذلك بنحو أربعة أعوام.. فمن ذلك الحوار الاستراتيجي تحضرني الآن ثلاث سمات أساسية.. الأولى أن كل الأحزاب السياسية الرئيسة كانت مشاركة في ذلك الحوار.. حتى الحزب الشيوعي السوداني كان رده حين دعا للمشاركة.. أنه سينتظر ليلمس مدى الجدية ليحدد موقفه بعد ذلك.. أما السمة الثانية فقد كانت التأكيد على هدف رئيسي واستراتيجي لذلك الحوار وهو.. الوصول إلى اتفاق حول الحد الأدنى من محددات الأمن القومي السوداني.. وهو الأمر الذي.. وللأسف.. يظل غائبا حتى اليوم.. أما السمة الثالثة فقد كانت تلك المحاضرات المكثفة وحلقات النقاش المتصلة التي كانت تشهدها قاعات مقر مستشارية الأمن القومي حول مفهوم الاستراتيجية نفسها ومفهوم الأمن القومي.. ومكونات ذلك الأمن القومي ومقوماته.. من مفهوم استراتيجي.. كل ذلك قبل أن يبدأ الحوار.. فالواقع أن ذلك الحوار قد وئد قبل أن يبدأ.. أما آخر الملامح فقد كانت موقف الحزب الحاكم من ذلك الحوار.. فاقرأ يا هداك الله من صحيفة الحزب الحاكم منسوباً لقيادي بالحزب الحاكم قوله في الثلاثين من أبريل العام 2011 (قال حزب المؤتمر الوطني إن مؤسساته أجرت تقييماً لأداء مستشارية الأمن القومي التي أعفى الرئيس السوداني عمر البشير الأسبوع الماضي مستشارها، صلاح “قوش”، وخلص إلى أنه لا ضرورة لوجودها لكن سيبقى منصب مستشار الأمن القومي).. وتنقل صحيفة (الرأي العام) عن أمين أمانة المنظمات بحزب المؤتمر الوطني ومدير جهاز المخابرات السابق، قطبي المهدي اتهامه لمستشارية الأمن القومي بأنها تجاوزت حدود التفويض الممنوح لها الأمر الذي جعل وضعها شاذاً).. ويعتقد البعض أن ثورة بعض رموز الحزب الحاكم على ذلك الحوار تؤكد أنه كان في الاتجاه الصحيح..!
ما يعنينا في كل هذه القصة التي أصبحت جزءاً من التاريخ.. غير المستفاد منه كعادتنا في السودان دوماً.. أن عراب ذلك الحراك الاستراتيجي كان هو الدكتور محمد حسين أبو صالح.. لا يزال البعض يخلط بين الدكتور محمد حسين أبو صالح وبين الدكتور حسين سليمان أبو صالح.. فالأول هو نجل الثاني.. وليس هو..! الشاهد أن رموز الأحزاب السياسية ممن مروا على محاضرات وجلسات المستشارية في ذلك الحين شهدوا للرجل بقدراته وعلو كعبه في الشأن الاستراتيجي.. ثم كان كل ذلك من نصيب حكومة ولاية الخرطوم.. حين اختارت أبو صالح مسؤولاً عن استراتيجيات الولاية.. وقد تبدى من شواهد عديدة ومشاهد عدة.. أن الرجل يحظى بدعم مباشر وقوي من والي الخرطوم شخصياً.. إذ جعله قيماً على أداء مختلف وزارات ووحدات ومؤسسات ولاية الخرطوم لتقويم مدى التزامها بالخطط الاستراتيجية الموضوعة لها.. يقال والعهدة على الراوي.. أن بعض النافذين في الولاية يسمونه الألفة.. ولا يخفون ضيقهم من التضييق الاستراتيجي.. يقال كذلك أن الخبير أبو صالح يعتقد أنه قدم كل ما عنده ولم يستبقِ شيئا لولاية الخرطوم.. ولكن للوالي رأي آخر.. لهذا ولأولئك.. فشيد بيت طاعة استراتيجي بمدينة الأبيض دفع إليه كل حكومته بمختلف مستوياتها ليتلقوا من جديد جرعات إضافية من أبو صالح قبل أن يحسم سؤاله الاستراتيجي.. هل يستمر وزيراً أم يتحول إلى خبير..؟!
غداً في التحليل السياسي:
حقوق السعوديين و.. شروط الحوثيين!

alyoumaltali