Post: #1
Title: خيباتنا !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 07-28-2018, 03:38 PM
03:38 PM July, 28 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر ما زالت تلازمني عادة القراءة بنهم..
*وهي عادة ترسخت في وجداني منذ الصغر..
*بل ترسخت بدواخل أغلب الذين شهدوا زمان حصة المطالعة..
*وربما أعيد قراءة كتاب للمرة الثانية... أو الثالثة... أو الرابعة... أو حتى الخامسة..
*فمتى ما وجدته أمامي أقرأه... ولا أبالي بقراءات سابقة له..
*ففي كل مرة أرى جانباً لم أنتبه له من قبل..
*والآن أقرأ كتاب إدوارد عطية للمرة الثالثة بعنوان (عربي يحكي قصته)..
*وقد ترجمه للعربية - بإبداع - زميلنا سيف الدين عبد الحميد..
*وعطية سوري أقام مع والديه بأم درمان... في سنوات الحرب العالمية الأولى..
*وكان والده طبيباً تحت إمرة الإنجليز... وقتذاك..
*وعمل هو نفسه معهم - عقب تخرجه في أكسفورد - موظفاً استخباراتياً بالخرطوم..
*ما استوقفني في كتاب عطية يتردد في ذهني كثيراً..
*لماذا يتفوق الغربيون علينا في مجال الحضارة... بينما نحن عالة عليهم؟!..
*فهم يخترعون... ويكتشفون... ويبتكرون؛ ونحن نستهلك..
*نستهلك فقط نتاج حضارتهم... ولا نجتهد إلا في (ترجمة) ما يصنعون..
*وهنا تتجلى عبقريتنا في النقاش... والكلام... والجدال..
*فهو المجال الوحيد الذي نبذ - وتصح مفردة نبز أيضاً - فيه الغربيين..
*وتنعقد (المؤتمرات) لترجمة أسماء الاختراعات..
*فهذا هاتف... وتلك قاطرة... وهذه شطيرة... وذاك مذياع..
*والترجمة الأخيرة هذه بالذات أتعبت (علماءنا) جداً..
*طيب؛ لماذا يكتشفون هم ونكتفي نحن بالدهشة... والترجمة... والاستهلاك؟..
*هل هم أذكياء؟...أم نحن أغبياء؟...أم هناك سر لا نعرفه؟..
*وأكاد أحس بجنوح عطية نحو تفسير هذا السر... لولا عقبة واحدة..
*فهو مسيحي... يكن كرهاً عظيماً للإسلام..
*أكاد أحس برغبته في أن يقول (المشكلة تكمن في هذا الدين)..
*ولكن الغربيين دينيون كذلك... مما جعله (يلف ويدور)..
*وربما لو كان بحث عن هذا السر في دغل السياسة الكثيف لوجده..
*فأديان السماء تحث على إعمال العقل... لا تحجيمه..
*وخصوصاً الإسلام الذي أعلى من شأن حجج المنطق...على حساب الغيبيات..
*وما ذاك إلا لأنه الدين الذي سيبقى... إلى يوم الدين..
*ولكن الذي يعمل على تحجيم العقل (الحر) هو الأنظمة (القابضة)..
*فهي لا تكتفي بقبض السلطة... والمال... و(الأرواح) وحسب..
*وإنما تسعى إلى القبض على العقول... أيضاً في سياق (ما أُريكم إلا ما أرى)..
*فيسهل عليها قبض عقولٍ مغيبة؛ تصوفاً... وتسلطاً... وجهلاً..
*وليس أدل على غيبوبتها - وغبائها - من تقبُّل (سرمدية) زعماء في الألفية الثالثة..
*ثم يمنيهم الأماني ذاتها التي في القرن الماضي... فيصدقون..
*وعطية يحكي عن قطارات بلادنا... وبواخرها... بحسبانها الأجمل في ذلكم الزمان..
*والآن قطاراتنا في قبح واقعنا... ولا بواخر..
*ويواصل العالم الحر (اكتشافاته) كل يوم... وأدمن أنا القراءة..
*ثم لا (أكتشف) سوى خيباتنا !!!.
assayha
|
|