اليمن صرخة في ضمير القوات السودانية

اليمن صرخة في ضمير القوات السودانية


07-22-2018, 09:49 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1532292585&rn=1


Post: #1
Title: اليمن صرخة في ضمير القوات السودانية
Author: السر جميل
Date: 07-22-2018, 09:49 PM
Parent: #0

09:49 PM July, 22 2018

سودانيز اون لاين
السر جميل-
مكتبتى
رابط مختصر

اليمن صرخة في ضمير القوات السودانية

بقلم: السر جميل

المشاهد التى تنقلها إلينا القنوات الفصائية على مدار الساعة، عن الموت في اليمن، تصيب المرء بالذهول وألم بالغ لما وصلت أوضاعهم المأساوية، والحقيقة الصادمة هل أصبحت الشعوب العربية والإسلامية كلمغناطيس ؟! تتأثر لحظات عند عرض هذه المشاهد ثم تعود كما كانت عليه من حياة طبيعية بعد إنتهاء الخبر؟ رغم فظاعة المشهد الدموي ومئات الأرواح التى تفارقنا الحياة في ثوانٍ معدودة ! 

يَنتابُ بعض الناس شعور بعدم المبالاة لهذه المأساة الإنسانية، فى حين يربطها البعض بالعقيدة، وعلامة تثبت حقيقة إيمان الفرد وإنتِمائِهِ لهذا الدين، ودليلهم على ذلك:  "مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى" والواقع كم من الأعضاء والإجساد فى اليمن أشتكت وماتت حتى.

ولم تحرك ساكن لدى معظم العرب ! في بلد وصف بالعروبة الأصيلة، والسعادة وشعب تبلغ نسبة المسلمين فيه حوالي 99،98% من إجمالي السكان، الذى إنتشر الإسلام فيه بسرعة البرق، في بداية الدعوة حينما أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم، علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل إلى اليمن لدعوة أهلة، فكانت إستجابتهم إلى دعوتهما دون تردد أو مقاومة، ويكفي المسلمين اليوم فخرا إن منها أويس القرني.

ونتسأل ما ذنب المواطنين العزل من النساء والأطفال والشيوخ، أن يعيشون تحت حطام المنازل وأمطار الرصاص وصواعق الصواريخ وبريق الرشاشات ونيران المدافع ؟ ويفقدون أرواحهم بكل بساطة في حرب نفوذ سياسي، لا ناقة لهم فيها ولا جمل! أليس هولاء بمسلمون ؟ أين أنتم من "من قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا..."

ماهو الحق الذى بموجبه يتم به قتل اليمنيون؟ هل هناك تفويض من الشعوب العربية والإسلامية على قتل الشعب اليمني ؟ إن كانت تلك الشعوب أصلا تملك حق التفويض في قتل الآخرين ! ولكن قيمة الإنسان عظيمة رعاها الإسلام وحرص على حفظها، وجعلها من أهم مقاصد الشريعة الضرورية، التى تأمر بكل ما فيه مصلحة النفس الواحدة، وتنهى عن كل ما فيه ضررها.

أما حرمة قتل المسلم تأخذ من حديث: "يا أسامة، أقتلته بعد ما قال: لا إله إلا الله؟! " قال: قلت: يا رسول الله، إنما كان متعوذًا، قال: فقال: "أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟!" قال: فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم. مع العلم هولاء العزل من الشعب اليمني ليسوا بمحاربين أطفال وفيهم حتى الرضيع في حجور أمهاتهم.

إن سلمنا بحقيقة الحوثيون إنهم أشرار وإرهابيون كم تمثل نسبتهم من الشعب اليمني ؟ هى فقط 5% بما يعادل  500 ألف على أعلى التقديرات؟ لماذا يأخذ بجريرتهم  بقية اليمنيون !  وماهو الخطر الحقيقي الذى يمثلونه على الأماكن المقدسة بالمملكة العربية السعودية ؟ ضرب الكعبة المشرفة وهدم المسجد النبوي الشريف ؟

أعتقد إن كان هذا هو هدف الحوثيون فإن شعوب العالم الإسلامي لن تتواني لحظة في الدفاع عن هذه المقدسات، دون الإشارة من أى جهة سياسية أو إنتظار إغاثة من أئمة الحرمين ! هذا خط موشح بلون الدماء الحمراء بالنسبة لكل المسلمين في بقاع العالم. وحتى وإن تقاعس المسلمون عن الدفاع عن مقدساتهم، فإن للكعبة رب يحميها.

ولكن الحقيقة المؤلمة هى منذ إندلاع الصراع في اليمن في مارس/ آذار عام 2015 وثق مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان مقتل نحو 6 آلاف مدني وإصابة أكثر من 9 آلاف بجراح. وفى ذلك تنفق المملكة العربية السعودية نحو 175 مليون دولار شهريا فقط على الضربات الجوية بحسب تقرير بثته قناة العربية في 2 أبريل/ نيسان 2015.

بينما جاء في دراسة نشرتها مؤخراً جامعة هارفارد الأمريكية، أشارت فيها إلى أن تكلفة الحرب تصل إلى 200 مليون دولار في اليوم الواحد. ولكن وفي أرقام بعيدة عن تقديرات القناة وهارفاد، قالت مجلة فوربس الأمريكية، بعد 6 أشهر من اندلاع الحرب، إن تكلفة الأشهر الستة بلغت نحو 725 مليار دولار، أي إن التكلفة الشهرية تصل لـ 120 مليار دولار.

ونحن لسنا بصدد إيجاد مقاربة فى ظل تضارب هذه الأرقام عن الإنفاق الشهري للعمليات العسكرية أو التكلفة الإجمالية للحرب حتى الآن. ولكن الحقيقة هناك مليارات من الدولارات تنفق، أولى بها أطفال اليمن الذين يعانون من سوء التغذية، والسل، والفشل الكلوي والكوليرا، وعلاج الجرحي من المدنيين الأبرياء، وتوفير الأدوية المنقذة للحياة والتى يقدر المحتاجون إليها بأكثر من 13 مليون يمني.


هذا بالإضافة إلى إحتياجاتهم الأساسية من مياه الشرب ؟! هل تصدق أيها القاريء الكريم إن أكثر من 11 مليون يمني بحاجة ماسة الآن للماء ! وفق تقديرات الأمم المتحدة. وإن الآثار المرتبة على هذه الحرب من دمار لهذا الوطن الجريح تفوق تصور أى متابع، إذ إن التقديرات اليمنية الرسمية الأولية تقول: من المتوقع أن تبلغ الكلفة الإجمالية لإعادة الإعمار قرابة 100 مليار دولار .

نحن نثمن دور المملكة العربية السعودية فى تقديم حزمة من المساعدات المالية، تقسم ما بين تلبية إحتياجات الحكومة اليمنية، واليمنيين المقيمين داخل المملكة، ودعم سعر الصرف، والمتضررين من الحرب الذين نالوا أقل نصيب من تلك المساعدات بقيمة لا تتعدى 850 مليون دولار. و السؤال الذى يطرح نفسه بقوة هل يكون لأى دعم مهما بلغ من المليارات من الدولارات ذو قيمة في ظل إستمرار قتل الأبرياء من المواطنين ؟

وما هى قيمة مليون دولار لأم يمنية فقدت طفلها ؟ وماذا تعني عملية مجانية لأب فقد أحد أطرافه ؟ وما فائدة بناء منزل لأسرة فقدت أطفالها ؟ وما هى الفرحة التى تعم الشعب اليمني بعد الأعمار المزعوم ؟ كم من أسرة فقدت أب ؟ وكم من أسرة فقدت أم ؟ وكم من أسرة فقدت طفل ؟ الرجاء الوحيد الآن هو -أوقفوا هذه الحرب- أيها العرب. إنه نداء مع صرخات الأمهات، ودموع الآباء، وقلوب الأطفال الجريحة والأسر المكلومة.