Post: #1
Title: ضاعت !!! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 07-18-2018, 02:20 PM
02:20 PM July, 18 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
*كانت ود نوباوي تغلي كالمرجل..
*وتحديداً محيط مسجد السيد عبد الرحمن... نهار تلكم الجمعة..
*وتداعى الأنصار... والأحباب... والأشياع... والأتباع ؛ من كل حدب ينسلون..
*فقد سرى بينهم (شيءٌ) سريان الماء في العروق الظمأى..
*وكانت عروقهم بالفعل ظامئة - سياسياً - لأي شيء يبعث فيهم روح الأمل..
*لم يكن الشيء هذا خبراً... رغم إن الخبر كان موجوداً..
*وإنما هو محض شعور انتقلت عدواه من أحدهم إلى الآخر... دونما تفسير منطقي..
*أما الخبر فلم يكن يعلم به سوى ثلاثة... فضلاً عن الصادق..
*وكاتب هذه السطور علم به بعد أن لم يعد (يفرق) ؛ العلم من الجهل..
*ولكن الشعور ذاك كاد يبلغ عنده مرحلة اليقين..
*وأحد العالمين هؤلاء بدا كفارس يتشوق للمبارزة الأولى في ساحة الوغى..
*إنه الأمير نقد الله الذي ظهر في حلة (على الله) أنيقة..
*وكان صاحب هذه الزاوية واحداً ممن حظوا منه بمصافحة صامتة... (ناطقة)..
*وجاءت اللحظة الحاسمة حين اعتلى المهدي المنبر..
*وفضاء ساحة المسجد الخارجية يمور بغبار زحام كأنه من بقايا معركة كرري..
*وتكلم الصادق المهدي ؛ وتكلم... وتكلم... وتكلم..
*وعقب كل كلمة يلامس هتاف (الله أكبر ولله الحمد) أقطار السماوات..
*وانتهى الكلام... دون أن يقول الصادق شيئاً..
*أو دون أن يقول (الشيء) الذي طال انتظار الحشود له طوال زمن الخطبة..
*بل - على العكس من ذلك - قال (شيئاً) محبطاً..
*طالب الأنصار... والأحباب... والأشياع... والأتباع..... بأن ينصرفوا بهدوء..
*وضاعت الكلمة المنتظرة رغم حديثه عن ضياع السودان..
*ولكن لم تكن الكلمة هذه وحدها التي ضاعت... وإنما (كلمة سر) أخرى..
*فالشيء كان في حقيقته شيئين... يشكلان شيئاً واحداً..
*أحدهما معنيٌّ به جماهير الأنصار والأمة (هنا)... والثاني جهة أخرى (هناك)..
*الأول يسبق الثاني... ويمهد له... ويهديه ذرائعه..
*والثاني يضحى وليداً شرعياً للأول... ووسيلة لغاية شرعية... هي استرداد الشرعية..
*ولسبب غير معلوم حتى الآن لم يحدث أيُّ من الشيئين..
*وربما هو غير معلوم حتى للثلاثة العالمين بهما ؛ عمر... ونقد الله... وعبد الرسول..
*أو على الأقل... لم يكن معلوماً لديهم في (حينه)..
*وقطعاً - وأجزم - ما كان النظام على علم بأيٍّ شيء... عن الشيئين..
*ولكن ربما كانت للصادق تقديراته الخاصة... في آخر لحظة..
*تقديرات تتعلق بالشيء الثاني... لا الأول..
*فالأول سهل... وتوافرت له أسبابه الموضوعية كافة..
*أما الثاني فيفتقر إلى توافر (ضمانات) العهود... والوعود... والمواثيق..
*ومن قبل... لم توف الجهة التي (هناك) بوعدها لوالد الصادق..
*ومن بعد... لم توف بوعدها لصهر الصادق..
*فكان أن أكثر الصادق - في ذلكم اليوم - من عبارة (البلاد ضاعت)..
*ولكن فرصة الشيئين أيضاً (ضاعت !!!).
assayha
|
|