موقف مؤلم عايشته في مطار القاهرة البر المبتور بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف

موقف مؤلم عايشته في مطار القاهرة البر المبتور بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف


07-16-2018, 08:33 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1531769609&rn=0


Post: #1
Title: موقف مؤلم عايشته في مطار القاهرة البر المبتور بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف
Author: بدور عبدالمنعم عبداللطيف
Date: 07-16-2018, 08:33 PM

08:33 PM July, 16 2018

سودانيز اون لاين
بدور عبدالمنعم عبداللطيف-UAE
مكتبتى
رابط مختصر


[email protected]

ترددتُّ كثيراً قبل أن أشرع في سرد تفاصيل ذلك الموقف المؤلم الذي استفزني وآلمني بل أوجع قلبي فأبكاني. على أنني في النهاية وصلت الى أن مشاركة القارئ قد تدفع عني ذلك الإحساس المميت الذي يساورني كلما استدعت ذاكرتي ذلك الموقف المؤلم، وذلك لإيماني الكامل بأن القارئ هو "قريب" للكاتب تربط بينهما أواصر تلك الحروف كما تربط أواصر الدم بين الأقرباء على أرض الواقع.

في ظهر يوم السبت الموافق للثاني عشر من شهر مايو كنت أنا وزوجي نغادر القاهرة إلى أبوظبي على متن طائرة الاتحاد.. وبعد أن أكملنا الإجراءات الروتينية العادية توجهنا إلى الطائرة.. كان هناك عدد من المسافرين يقفون امام باب الطائرة في انتظار الإذن بالدخول عندما جاء عامل المطار وهو يدفع أمامه كرسياً متحركاً يجلس عليه رجل مسن، واخذ مكانه مع الواقفين. وما هي سوى بضع دقائق حتى كان جميع الموجودين-بما فيهم أنا وزوجي- يسدون أنوفهم في حركة لا إرادية فيما كانت السيدة التي تقف بجانبي تفرغ ما بجوفها أمام سلم الطائرة ما حدا بالمضيفة إلى اصطحابها إلى الحمام داخل الطائرة.. لقد تغوط ذلك البائس على نفسه. ويبدو من قوة ة تلك الرائحة (رائحة "الإسهال") - والتي لم يفلح الحفاظ الذي يرتديه الرجل في الحد من شدتها- أن ذلك الفعل قد حدث "قبل" دخوله صالة المطار.

كان عامل المطار بمعاونة المضيفات يحاولون جهدهم نقل العجوز إلى كرسي صغير يَسهُل مروره عبر الممر في داخل الطائرة فيما الرجل يصرخ من الألم ويقول لهم إن "ضهره مكسور". وفي الحقيقة أن الرجل لم يجافي الحقيقة عند ما أعلن أن "ضهره مكسور". وهل "يكسر ضهرك" أكثر من أن يعرِّضك أبناؤك ومن يفترض أن يكونوا "ضهرك وسندك" إلى ذلك الموقف المذل والمهين لكرامتك وآدميتك.

في داخل الطائرة كان هناك أكثر من واحد من ركاب الدرجة السياحية - حيث يجلس الرجل - يطالبون بتغيير مقاعدهم لعجزهم عن احتمال الرائحة.. وأخيراً استقر الوضع بعد أن تم "شفط" الرائحة عن طريق جهاز قد خُصِّص لمثل تلك الحالات أو غيرها من الروائح أياً كان مصدرها أو نوعيتها.

قد ينبري من يقول بأن أبناء ذلك الرجل قد "قاموا بواجب البِر نحوه" بتسفيره إلى دولة يلاقي فيها كل أسباب الرفاهية والراحة. على أنني في تلك الحالة تحديداً أرى ان ذلك البِرّ هو في حقيقته بِرّ "ناقص" او بعبارة أخرى هو بِرّ "مبتور"، إذ كيف يتسنى لأولئك "البارين" السماح لوالدهم بالسفر دون مرافق وهو علي تلك الحالة الصحية والنفسية المتردية والتي بالتأكيد كانت تتطلب تأجيل سفره حتى يتعافى تماماً. وفيما كنت أنا والشيخ العجوز نتقاسم الجلوس في بطن ذلك الطائر الفولاذي يجوس بنا في فضاءات اللانهائية، وقعت عيناي على أمة من البشر يقفون امام لوحة سوداء- معلقة على جدار زمنٍ رديء أغبر- وقد كُتِب عليها.... "من القوة للهوة يا رب".

واستكمالاً لذلك "النوع" من البِرّ والذي أُصِرُّ على تسميته "البر المبتور"، أورد هنا مقطعاً من "اليوتيوب" يعرض مشهداً لشيخٍ في الثمانين من عمره جالساً على سرير فيما شخصٌ ينهال عليه ضرباً بعصى غليظة يستتبعها بلطمات وصفعات، والعجوز يحاول أن يدفع عن نفسه الأذى يبديه الضعيفتين ولكن دون جدوى.

ذلكم الشخص الذي كان يمارس تلك الفعلة النكراء هو عامل "بنغالي" قد استقدمه منذ أربعة أشهر رجل من جنسية عربية، وذلك للقيام على خدمة والده والنوم معه في نفس الغرفة لتلبية احتياجاته.. استقدم الرجل ذلك البنغالي وفي ظنه ان ذلك العمل يزكيه عند الله فيرتاح ضميره ويهدأ باله فهو قد برَّ والده ولم يزج به في دار المسنين كما يفعل البعض.

في تلك الفترة القصيرة كان الشيخ كثيراً ما يشكو لابنه ما يلقاه من أذىً على يد ذلك الوحش الآدمي، إلا أن الابن-سامحه الله- لم يُعِر شكوى والده اهتماماً وعزا الأمر كله إلى "أوهام وخيالات الشيخوخة".

ولما توالت شكاوى العجوز، قرر الابن "أخيراً" تركيب كاميرا في غرفة والده ليُوَاجَه بالحقيقة المرة. لقد ترك والده دون أن يدري أنه قد تركه فريسةً لذلك "الوحش" المريض يفرغ في جسده كل شحنات حقده وغضبه وعلله النفسية .. ترك الرجل والده برفقة الخادم دون أن يخطر بباله أن "يتفقده" في مرقده اثناء ساعات الليل الطويلة.

وإذا كان الخادم قد برر فعلته تلك بأنه أراد "إرغام" العجوز على النوم حتى "يكف عن ازعاجه"، فبماذا يبرر الابن عدم اهتمامه بشكوى والده بصرف النظر عن مصداقيتها أو عدمها؟ أولم يَدُر بخلد الابن أن والده في حال كان "كاذباً" في شكواه أنه ربما اختلق تلك الرواية حتى يفوز "بِطلّة" من ابنه تخفف عنه وطأة الوحدة.. تلك الوحدة التي يفاقم منها بالتأكيد صحبة شريك غريب السحنة .. غريب اللسان.



Post: #2
Title: Re: موقف مؤلم عايشته في مطار القاهرة البر الم�
Author: وداد
Date: 07-17-2018, 03:09 AM
Parent: #1

بالتأكيد صحبة شريك غريب السحنة .. غريب اللسان.

طبزتيها كلو كلو يعني شنو غريب السحنة ؟
ثاينا :بتلومي فب حاجة انتي ما عاشرتيها وما لامست كل الجوانب الفيها الابن مش ممكن يكون وحيد والده وبالتالي استحالة ان يرافق والده كل اليوم اكيد عنده عمل ياكل منه هو ووالده عيش ثانيا اكيد عنده حياته التانية ابناء صغار محتاجين اكل عيش توصيل مدارس مرافقة مستشفى وزوجة تطلب حقوقها فبالتالي العيب ليس في الولد وانما في الرجل العامل المستأجر الذي خان الامانة وايضا في بطء الاستجابة للشكوى ألوالد ان حدثت .