في الزهد والتقشف ..!! بقلم عبدالباقي الظافر

في الزهد والتقشف ..!! بقلم عبدالباقي الظافر


07-11-2018, 01:41 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1531312867&rn=0


Post: #1
Title: في الزهد والتقشف ..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 07-11-2018, 01:41 PM

01:41 PM July, 11 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


كان أمنية كل منهم فقط أن يتحللوا من قيود السجن المصري..لم تكن جريمتهم كبيرة كونهم عبروا الحدود خلسة في سبيل البحث عن حياة أفضل..لكن مندوب وزارة الداخلية أخبرهم بقرار العفو عنهم..لكن المفاجأة فوق الاحتمال وأكبر من التصديق حينما علموا أنهم سيعودون إلى الوطن برفقة رئيس الوزراء ..بالفعل عاد ثلاثون سجينًا أثيوبيًا في الطائرة الرئاسية إلى أديس أبابا.

في مباريات كأس العالم كانت الكاميرا تتوقف في وجه حسناء تتوسط العلم الكرواتي.. وتشجع بحماس منقطع النظير..إنها كاليندا جاربار رئيس وزراء كرواتيا..جاءت في جوف طائرة ركاب عادية مؤازرة لمنتخب بلدها.. جاربار قادت اقتصاد بلدها بالحب والصراحة في ظروف بالغة التعقيد..تسلمت السلطة عبر الانتخابات في العام ٢٠١٥..تحظى بشعبية عالية وسط شعبها.

أمس الأول جاء حشد من قادة العالم ليشهدوا مراسم تنصيب اوردغان رئيسا لتركيا..فاز بنسبة معقولة لم تتجاوز نصف المائة بكثير..في مؤتمر صحفي أعلن حكومة جديدة من سبعة عشر وزيرًا..عبر منهج التقشف والزهد باتت تركيا الاقتصاد رقم (١٦ ) على وجه البسيطة..لأن لا أحد يستغرب كيف احتفظ هذا الرجل بكل هذا البريق.

قبل أيام أعلن رئيس الاتحاد العام لكرة القدم أنه سيسافر الى روسيا في الأيام المقبلة للمشاركة في عرس نهائي كأس العالم..بالطبع رقاع الدعوة الروسية ستشمل كثيرًا من قادة ورموز العالم..أخشى أن يتمدد وفد الرئيس شداد ويشمل عددًا من الكبار وأقاربهم.. الخشية مصدرها أن أداء مناسك الحج و العمرة بات سانحة لجمع الأهل والأصدقاء في الحرمين..أحد أصدقائي قابل مؤخرًا في المدينة المنورة مسؤولًا غير رفيع وقد جاء بعشيرته الأقربين وبوأهم مقامًا بين كبار الشخصيات.

في تقديري أن علينا أن نترفق بشعبنا.. كثرت رحلات كبار المسؤولين حتى أرهقت المستقبلين والمودعين.. صحيح كأس العالم مناسبة جامعة لكن الأصح أنه ليس لنا فيه ناقة ولا بعير.. كل مساهمتنا كانت في مساعد حكم دولي كرمناه فأحسنا تكريمه في الخرطوم..من داخل الغرف التي لا تقطع عنها الكهرباء يستطيع كبارنا الاستمتاع بمشاهدة المونديال وذلك أن سمحت لهم ظروفنا القاسية وصفوفنا التي تتمدد وتتنوع.

بصراحة.. في السفر بعض الفوائد.. من بينها الاطلاع على تجارب الآخرين في زهدهم وتقشفهم.. لو كانت هذه الوفود تتعلم مثل هذه الفضائل لسمحنا لها بحرية التجوال الدولي على حساب دافع الضرائب.


assayha