الضباب !! بقلم صلاح الدين عووضة

الضباب !! بقلم صلاح الدين عووضة


07-11-2018, 01:38 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1531312688&rn=1


Post: #1
Title: الضباب !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 07-11-2018, 01:38 PM
Parent: #0

01:38 PM July, 11 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*أول من لاحظ الظاهرة حاجة سعيدة..

*استيقظت فجرأ لتجهيز الشاي...فابنها مسافر إلى الخرطوم..

*وأثناء حلبها المعزة تنتبه لشيء غريب في السماء..

*لم تكن هي سماء كل يوم...بل بدت وكأنها تغطت بثوب (زراق)..

*وينكشح منها اللبن على الأرض...من شدة الخوف..

*ثم يتبعها في رصد الظاهرة عبد المجيد... صاحب الدكان..

*ويحكي لزبائنه بهلع كيف أنه رأى لحظة زحف (الدخان) على سماء البلدة..

*وبعد أن (فجَّت الدنيا) تأكد من أنه ليس سحاباً... كما توهم بدءاً..

*ولم يبع في يومه ذلك شيئاً..... ولم يكترث..

*ثم كان ثالث المنتبهين سليم العريبي ريس المركب..

*قال إنه حين هبط المشرع لم يميز- أول الأمر - بين (البحر) والسماء..

*وعزا ذلكم الخلط - في البداية - إلى تأثير (دكِّاي) الليل..

*فعاد إلى (كرِّقته) لرشف مزيد من القهوة... ثم عاود الهبوط تلقاء النهر..

*ولكنه فوجئ بأن السماء ما زالت في لون النيل..

*ولون النيل هو لون مياهه العكرة..... في أوان (التساب)..

*وتوالت بعد ذلك - عند شروق الشمس - قصص مشاهدة الضباب..

*وتوالت - أيضاً - قصص الظواهر الغريبة... وحكاياتها..

*وأشهرها جفاف الزرع ... والضرع ........ والدمع..

*فحتى الدموع بخلت بها المآقي حين احتاجها البعض... خوفاً وطمعاً..

*وهُرع الناس إلى المسجد علهم يجدون تفسيراً.... وطمأنينة..

*حتى ستات العرقي - والبهجة - نونة... وحنونة... وزيتونة... هُرعن إلى هناك..

*ويضوع منهن ما بقي من آثار الليل.... مثل (دكَّاي) سليم العريبي..

*وكان أكثر الناس هلعاً... وخوفاً... ورعباً...(كبير) البلدة..

*ولكن شيخ فتحي - إمام الجامع - كان هو نفسه ينتظر تفسيراً... وطمأنةً..

*ولما حان وقت صلاة الظهر لم يؤذن حاج صالح كعادته..

*كان الجميع مشغولين بالنظر إلى تغيُّرات بدأت تطرأ على الضباب..

*فقد طفق يتشكل بعضه...في بعضه...من بعضه ؛ رويداً رويداً..

*وأقسم نفر إنه كان يتشكل على هيئة وجوه أناس من البلدة يعرفونهم جيداً..

*وجميعهم تحت الثرى ؛ ظلماً... وغدراً... وغيلة..

*ولكن الأستاذ (بتاع) الكتب - كما كان يُسمَّى - نفى هذا الزعم ..

*وأرجع - مجاهد - الأمر إلى محض توهم من منطلق التمني..

*وهو نفسه كان أسير تلكم الأماني التي ظلت حبيسة الصدور سنين عددا..

*أمنيات مصوبة - كما السهام - نحو (الظالم)... وأتباعه..

*بيد أن السماء لا تمطر (تغييراً) يقول مجاهد ؛ وما نيل المطالب بالتمني..

*واستغلها سانحةً لدفع الناس نحو تغيير يأتي من (الأرض)..

*فانصرفوا عنه أكثر من ذي قبل.... يؤثرون - كعادتهم - السلامة..

*وعند بزوغ شمس اليوم التالي اختفى الضباب..

*واختفت بهائم... وعيوش... وتمور... وبضائع.... و(بقايا) ابتسامات..

*واختفى مجاهد !!!.



assayha