من القطط السمان إلى النمور المفترسة..!! بقلم عبدالباقي الظافر

من القطط السمان إلى النمور المفترسة..!! بقلم عبدالباقي الظافر


07-08-2018, 03:09 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1531058954&rn=0


Post: #1
Title: من القطط السمان إلى النمور المفترسة..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 07-08-2018, 03:09 PM

03:09 PM July, 08 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



ضجت قبل أيام مواقع التواصل الاجتماعي بسخرية مستحقة..فقد مثل أمام محكمة الفساد الخاصة متهان.. كانت كل الجريمة تتمحور في سرقة مروحة من مرفق حكومي.. بالطبع تلك كانت أسوأ دعاية لحملة محاربة الفساد والتي اقتضت إجراءات استثنائية.. بل تشكك كثير من الناس - ومن بينهم شخصي الضعيف- أن يرتفع مستوى سقف الاتهامات إلى ما فوق التجار والسماسرة.

أمس الأول حقق موقع يا نيوز سبقًا صحفيًا حينما أفاد أن وزير المالية السابق مثل أمام نيابة أمن الدولة في إطار التحقيق في صفقة تمويل نفط كانت أسعارها الربوية أعلى من المعتاد.. لسنا هنا في مقام تجريم رجل ما زال عندنا بريئًا حتى تثبت إدانته.. لكن أن تطرق أبواب العدالة رجلًا في مقام الوزير السابق لهو أمر يشير للتعافي.

السيد وزير المالية السابق ليس مجرد وزير عابر لأجواء الإنقاذ.. فقد بدأ السلم مديرًا لمكتب عوض الجاز حينما كان وزيرًا للصناعة..ثم مر على بنك السودان نائبًا للمحافظ في أيام العسرة .. ثم ترقى لمنصب وزير المالية.. الوزير محمود مسنود اجتماعيًا حيث تربطه صلات مصاهرة مع عدد من رموز الحزب الحاكم..بل أن أحد أصهاره برز اسمه في حملة القطط السمان وكان من المعتقلين.

الراشح من الأنباء أن الوزير تنصل من أي مسؤولية في سلامة الصفقة قيد التحري.. ورمى بكرة اللهب المشتعلة في وجه مساعديه.. وبما أن القضية بين يدي العدالة فيجب تجاوز التفاصيل إلى حين ميسرة.. لكن وصول العدالة لأبواب الكبار يؤكد أن الحكومة جادة في حربها على الفساد.. وأن مهمة الصحافة وكل أطياف المجتمع المدني أن تكون ذراعًا قويًا لهذه الحرب.. الإحساس بالفساد حطم آمال السودانيين في غد زاهر.

في تقديري ما زالت الحرب على الفساد في محل اختبار.. سيتبدد الشك كلما ارتفعت صفوف هذه الحرب.. بل ستكون هذه المرة الأولى أن تعلن الإنقاذ حرباً صريحة على الفساد.. خلال العقود الثلاثة المنصرمة تم تصالح وتعايش بين الحكومة ومؤسسات الفساد.. بل وصلنا مرحلة الاحتفاء برموز الفساد عبر الاحتفاء بهم بمنحهم الدرجات العلمية الفخرية أو حتى النياشين الرسمية.. لكن الآن بدأت معالم الماضي البغيض تتغير عبر إرادة سياسية جديدة تستحق المؤازرة.

بصراحة.. علينا أن نتعلم من العالم.. فقدت رئيسة كوريا منصبها ومن قبلها حاملة ذات المنصب في البرازيل.. الآن يواجه رئيس وزراء ماليزيا السابق مصير مواجهة العدالة.. كلما ارتفع السقف سيزداد احتفاء الناس بالحرب التي وصلت الآن النمور المفترسة.. واقتربت من التماسيح التي يمكن أن تبتلع الصائد الماهر.




assayha