Post: #1
Title: حرقة حشا !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 07-03-2018, 01:43 PM
01:43 PM July, 03 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *أديبٌ كهل سألني سؤالاً غريباً..
*والكهل - لغة - هو من تجاوز محطة الشباب... ولم يبلغ بعد مرحلة الشيخوخة..
*وليس كما يظن كثيرٌ من الناس... ومنهم أديبنا هذا..
*أديبنا الذي يعجبه نجيب محفوظ جداً... ويعتبره مثله الأعلى في الأدب الروائي..
*سألني: لماذا تتحدث عن أنيس منصور دوماً ولا تكون مثله؟!..
*قلت له لأن السبب هو مثل الذي جعلك تُعجب بمحفوظ... ولا تكون مثله..
*مثل الذي جعله عالمياً... وجعلك أنت محلياً..
*مثل الذي جعله يكتب من مقهى الفيشاوي... وتكتب أنت من أمام (ست الشاي)..
*مثل الذي جعل الناشرين يطاردونه... وأنت تطارد الناشرين..
*مثل الذي جعل كل شيء هناك يختلف عن كل شيء هنا... وليس الأدب وحده..
*فهناك (المستشار) أسامة الباز... ومن هم على شاكلته..
*وهنا صاحب النكات... أو صاحب (الفنيلة)... أو صاحب (الوجهين)..
*هناك مشروع مثل مترو الأنفاق (تُنفق) عليه ميزانيته كاملة..
*وهنا مشروع مثل سندس لا تُنفق عليه إلا الأماني السندسية... تحت أحلام (الصافي)..
*ومشاريع أخرى لا يُنفق عليها من ميزانيتها إلا قليلا..
*والباقي يُنفق حيث لا يظهر لنا إلا في تقارير المراجع العام... بداية كل عام..
*هناك الصحف لا تتوقف عن الصدور... لأي سبب..
*هنا تتوقف جراء المصادرة... أو المحاربة... أو المغالبة... أو (المداولة)..
*هناك يتم الاحتفاء ببلوغ منتخب كرة القدم منافسات كأس العالم..
*وهنا وزير الرياضة يحتفي بمنافسات كأس الأرانب..
*ويُعرِّض كرة القدم عندنا لعقوبات الفيفا... ويسبح عكس تيار ديمقراطية الرياضة..
*هناك الجنيه يبقى بمطرحه سنين عددا... مقابل العملات الحرة..
*وهنا جنيهنا لا يثبت في مكانه سوى لحظات...ثم يتهاوى أكثر أمام الدولار..
*أنيس منصور - قلت لأديبنا - توفر له الصحيفة كل شيء..
*توفر له المكتب... والسيارة... والسائق... والمرتب الذي (يحفظ) له عقله..
*ومدير مكتب يلازمه حتى في بيته... إن اقتضى الحال..
*لو كان بمثل حالي لصعدت روحه للسماء قبل أن يكتب (الذين صعدوا إلى السماء)..
*أو لهبطت إلى القبر قبل أن يكتب (الذين هبطوا من السماء)..
*ولو كان محفوظ حاله كحالك أنت لراح في الرجلين قبل أن يكتب (بين القصرين)..
*ولكان (حرفوشاً) لا يملك مزاجاً يكتب به عن (الحرافيش)..
*ولو كان الشعب هناك في مثل حالاتنا لعجت بأفراده (السرايا الصفراء)..
*ولما غلبت عليه روح المرح... والضحك... والفرفشة..
*وبهذه المواسة المنحوتة في صخر الأسى... وبه... ختمت حديثي مع الأديب..
*وتركته يُخرج ورقة من جيبه يخط عليها كلمتين..
*فلما استرقت النظر إليهما - من باب الفضول - وجدتهما (حرقة حشا)..
*ويبدو أنهما عنوان قصة قادمة له...من عمق الواقع..
*فإن وجد (حق) النشر فترقبوها !!!.
assayha
|
|