في الذكرى التاسعة والعشرين للكارثة، ل(ثورة) الخراب الوطني! بقلم أحمد الملك

في الذكرى التاسعة والعشرين للكارثة، ل(ثورة) الخراب الوطني! بقلم أحمد الملك


07-01-2018, 06:39 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1530466781&rn=0


Post: #1
Title: في الذكرى التاسعة والعشرين للكارثة، ل(ثورة) الخراب الوطني! بقلم أحمد الملك
Author: أحمد الملك
Date: 07-01-2018, 06:39 PM

06:39 PM July, 01 2018

سودانيز اون لاين
أحمد الملك-هولندا
مكتبتى
رابط مختصر


30 يونيو أسوأ يوم يمر على شعبنا طوال تاريخه
مرّت بالامس ذكرى 29 عاما على الانقلاب العسكري الذي دبّرته الجبهة
القومية الاسلامية في 30 من يونيو 1989
رغم أنه يصعب تقويم التجربة الديمقراطية ما قبل أنقلاب الجبهة الاسلامية،
فثلاث سنوات هي فترة قصيرة في عمر فرد ناهيك عن عمر شعب، كان النظام
الديمقراطي الوليد يمشي بخطوات متعثرة نحو المستقبل، لم يكن ذلك سيئا
جدا، كان هناك برلمان منتخب وكان تنامي وعي الأجيال الجديدة المتقدم كفيل
بتقديم وجوه شابة الى ذلك البرلمان في دوراته القادمة، كان وعي تلك
الاجيال كفيل بتطوير التجربة الوليدة وحمايتها.
كانت هناك صحافة حرة أحصت على كل مسئول أنفاسه، وكان ذلك هو الاساس
القويم الكفيل برعاية التجربة وصيانتها من الفساد والاستبداد. من تلك
الحرية المقدسة تسللت عناصر التخريب: صحافة الجبهة القومية، وبدأت في
تهيئة الناس للإنقلاب بإشاعة أجواء من الفوضى والتشكيك في مقدرات السلطة
التي إفرزها النظام الديمقراطي. حادثة خطف فتاة حوّلت منها تلك الصحافة
الى إنهيار كامل للأمن ومنظومة قيم المجتمع! في العهد الخراب ضُرب الناس
في المساجد بالرصاص وأصبح خبرخُطف الاطفال واغتصابهم خبرا عاديا لا
يستدعي إهتماما أو دهشة، اُغتصبت الحرئرو تشتت شمل الأسر، وأصبحت لقمة
العيش وحبة الدواء ترفا.
في أيام النظام الديمقراطي حين اقدمت السلطة على رفع سعر سلعة السكر ،
إنفجرت الشوارع، فإضطرت السلطة للتراجع عن القرار، الآن تتضاعف الاسعار
بمتوالية هندسية وكل من خرجوا للتظاهر ضربوا بالرصاص أو تعرضوا للإعتقال
والتنكيل. تتضاعف الاسعار كل يوم والسلطة تتفرج على معاناة الناس التي لا
تعنيها في شئ، فقد حرمتهم من الحق في التعليم والعلاج والحياة الكريمة،
لا تبذل من جهد سوى تحريك القمع بما يضمن خنوع الشارع لكل قراراتها
العشوائية، غير المدروسة، وحين تعييها الحيل، تصادر أموال الناس بدعوى
تغيير العملة، لتدفع منها مخصصات منسوبيها من المؤلفة جيوبهم وليذهب
الشعب الى الجحيم.
منذ اليوم الاول للنظام الديمقراطي الوليد كانت الجبهة القومية الاسلامية
تضع في خططها لوراثته. جاءت الاحزاب وهي تعاني من أمراضها المزمنة، التي
كان الزمن والصبر على التجربة كفيل بمداواتها، إما أن ترتفع لمستوى طموح
المواطن أو تذهب الى النسيان. لقد إعترف رئيس وزراء الفترة الديمقراطية
أن زعيم الجبهة القومية الاسلامية الشيخ حسن الترابي، ارسل له من يستشيره
لينضم لهم في إنقلاب يعملون على تدبيره! لم يفصح السيد رئيس الوزراء إن
كان قد قام بتصرف ما لأجهاض ذلك الانقلاب، كما وصلت لرئاسة مجلس الوزراء
رسائل من عدة جهات تحذر من تحرّك وشيك، بعض تلك التحذيرات كان مشفوعا حتى
بأسماء الضباط الذين سيقودون التحرك وعلى رأسهم ورد إسم العميد عمر حسن،
الثابت أنه لم يكن هناك عمل منظم لإفشال المحاولة الوليدة، سألت بعد
سنوات صديقا كان ناشطا مع حزب الأمة، إن كان حزب الأمة، حزب الحكومة حين
وقع الانقلاب قد قام بعمل تحقيق حول الانقلاب، حول الثغرات التي أدت الى
وقوعه، إهتم صديقي بالسؤال وبسبب تواجده لعدة سنوات في الخارج لم يكن
لديه إجابة، لكنه حاول إجراء بعض الاتصالات بالداخل بحثا عن إجابة، دون
جدوى.
في عهد ثورة الخراب، تراجع الوعي، تقدمت القبيلة، فالسلطة الجديدة
العازمة على البقاء حتى تسليم السلطة (الى عيسى) كما كانوا يعلنون في
بداياتهم، السلطة الانقلابية كانت واعية الى أهمية تفتيت المجتمع وتقسيمه
وشغله بصراعاته وسبل كسبه للعيش حتى تستقر لها مكاسب السلطة والثروة.
أشعلوا الحروب في كل مكان وبدلا من السعي لحلّ مشكلة الجنوب بما يضمن
حقوق أهلنا هناك، حوّلوا الحرب الى حرب جهادية، لم يكن يرجون منها أية
مكاسب سوى تحقيق أستقرارهم في السلطة وإرهاب خصومهم وقمع كل صاحب قضية
أو رأي.
كل من تقلد السلطة في بلادنا بخلاف نظام الانقاذ، كان حريصا على بقاء
بلادنا موحدة، كان الجميع يهابون المسئولية التاريخية، مستعدون حتى
لتسليم السلطة إن حارت بهم سبل الحل لمشكلة الجنوب، عدا التنظيم
المافيوي، تنظيم الجبهة القومية الاسلامية أو المؤتمر الوطني، ليس لديهم
أرخص من دماء الناس (لترق منا الدماء او ترق منهم دماء او ترق كل الدماء)
التي حاول أحد عرّابي النظام التنصل منها مؤخرا تمهيدا لعودته للواجهة!
فإستباحوا الدماء وفرّطوا في الارض.
بلادنا في ذكرى الانقلاب التاسعة والعشرين على مفترق طريق، إما أن تذهب
العصابة ويسعى المخلصون من ابناء وطننا على إستعادة وطننا من براثن
الفوضى والدمار، وإما الخراب.
معا لإطلاق سراح هشام محمد علي ورفاقه من سجناء الضمير.
https://www.facebook.com/ortoot؟ref=aymt_homepage_panel