التعيس و الخائب بقلم اسماعيل عبد الله

التعيس و الخائب بقلم اسماعيل عبد الله


06-28-2018, 05:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1530204239&rn=0


Post: #1
Title: التعيس و الخائب بقلم اسماعيل عبد الله
Author: اسماعيل عبد الله
Date: 06-28-2018, 05:43 PM

05:43 PM June, 28 2018

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله-
مكتبتى
رابط مختصر


انّ قاموسنا المجتمعي مليء بالامثال الشعبية المعبرة عن جميع حالاتنا , ومن اكثرهذه الامثال شهرة على مستوى السودان واقاليمه العديدة , ذلك المثل الذي يحكي عن قصة تلك القابلة الممسكة بمقصها القاطع و الباتر , والمنهمكة في اجتهاد وتفاني في سبيل ضمانها وتأكدها من اتمام عمليات ختان كل الاناث , في الوقت الذي ما تزال تمثل هي الاستثناء الوحيد في تلك العملية البربرية القاسية والقاتلة و القاهرة للاناث , ومن شاكلة هذه الامثال ايضاً : (أب سنينية يضحك على أب سنينتين) , فضلاً عن المثل الاكثر حكمة و الامضى بلاغة (اتلم التعيس على خائب الرجا) الذي نال حظ عنونة هذا الموضوع الذي نحن بصدده , الا وهو موضوع مجلس الجودية الذي عقده البشير , لحل المشكلة والأزمة التي اندلعت بين سلفاكير رئيس جمهورية جنوب السودان ونائبه الاسبق الدكتور رياك مشار , وما تمخض عن هذه الجودية من اتفاقية لذلك السلام المزعوم الذي تحدث عنه البشير , فلو اكتفى الطرفان المتنازعان في شأن كرسي الحكم في دولة جنوب السودان بأديس أبابا منبراً للوساطة والتوفيق بينهما لكان خيراً لهما , ذلك لما لرئيس الوزراء الاثيوبي الجديد (أبي أحمد) من همة وطنية اقليمية عالية برزت في الآونة الأخيرة , فالبشير فاقد لأشياء كثيرة لا يمكنها ان تتوافر فيه , حتى يستطيع ان يكون ممن يستأهلون شرف استكمال عملية الوفاق السياسي بين الفريقين المتناحرين في جنوب السودان , أول هذه الاشياء هي خضوعه ورضوخه للضغوط الدولية و قبوله لتأدية دور اللاعب الأساسي في فصل جنوب السودان , ذلك الدور الذي استبان للناس بعدما ذهبت ثلث مساحة البلاد بعيداً عن مساحة الوطن الأم , إذاً , فالبشير يمثل جزء من المعضلة ولا يمكن بأي حال من الأحوال ان يكون عاملاً من عوامل الحل , والأمر الثاني الذي لا يؤهل البشير للقيام بمهمة الاصلاح و التوفيق بين الغريمين , هو سيف المحكمة الجنائية الذي ما زال مسلطاً على رقبته , اضافة لفشله في ملفات سلام دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق , و اخفاقه في التوصل الى سلام مع حركة العدل والمساوة وحركة تحرير السودان والحركة الشعبية قطاع الشمال , هذا اذا صرفنا النظر عن دوره الرئيسي في الانهيار الاقتصادي الكامل للدولة السودانية , ففي العرف السائد بين اهل السودان لن يول امر رعاية مجلس (الجودية) رجل يداه ملطختان بالدماء , و اسمه مرهون باوامر القبض في سجلات المحاكم و المحاضر الشرطية.
السودان وجنوب السودان دولتان فاشلتان , كلاهما في امس الحاجة للجلوس الى منصات تفاوض وطنية ذات مظلة واسعة , ترعاها المنظمات الاقليمية مثل ايقاد والجامعة العربية , والجمعيات العالمية كالأمم المتحدة و الاتحاد الاوربي , والبلدان ذات النفوذ الدولي كالولايات المتحدة الامريكية و الصين وروسيا , فعالمنا اليوم هو عبارة عن فسيفساء للمصالح السياسية و الاقتصادية المتداخلة , التي تمثل فيها بلادنا حلقة مهمة من حلقات دوران وتبادل هذه المنافع المشتركة , فالسودان وجنوبه ودارفور وكردفان و النيل الازرق وشرق السودان , ما عادت مشاكلها معزولة عن بعضها بعضاً , و لم تعد أي واحدة من هذه الكيانات تتمتع بوضع سياسي يسمح لها بتقديم اي نوع من انواع الحلول لمشاكل كيان من الكيانات الأخرى , فاعادة تظاهرة مفاوضات نيفاشا مطلب ضروري ومستعجل تفرضه المصلحة الوطنية الشاملة , وهذه المرة يمكن ان يكون مقر مثل هذه التظاهرة التفاوضية بلاد الامبراطور هيلاسيلاسي , لما لاواصر القربى و الهم المشترك حول مياه النيل من رابط قوي بين السودان وبلاد اكسوم , فلا مجال لخروج ارض المليون ميل من ازماتها المستحكمة الا بايجاد مثل هذا المنبر , الذي يجب ان تستظل بظله كل من حكومتي السودان وجنوب السودان , و معارضتيهما المدنية و المسلحة حتى تتم عملية اعادة تشريح المشكل السوداني بطريقة شاملة , ومن ثم وضع الحلول الجذرية الناجعة التي من شانها تذليل صعاب الانسان السوداني المعيشية واحتياجاته اليومية , وأشراك هذا الانسان في إدارة شانه دون وكالة او وصاية من احد , وذلك بوضع لبنة أساس قوي وراسخ لدولة المؤسسات وتفكيك دولة الأشخاص , التي ما زلنا نرى و نشاهد تمظهراتها في صراع النفوذ الشخصي بين سلفا ومشار , والذي ادى الى تجويع و تشريد وموت المواطن الجنوب سوداني , وتسبب في سخط وبؤس وفقر مواطن السودان الشمالي في الخرطوم.
اتفاق سلام الخرطوم بين مشار وسلفا برعاية البشير هو تحصيل حاصل , لان الصراع الذي اندلع بين الطرفين منطلقاته عشائرية وقبائلية بالدرجة الاولى , ثم سلطوية وسياسية بالدرجة الثانية , فالحلول الفوقية المبنية على تحقيق مصالح الرؤوس الكبيرة من الجانبين , لن تفضي الى استقرار مجتمعي يطال القواعد القبلية للاطراف المصطرعة , فمن قبل حدثت مناوشات وتراشقات بالاسلحة النارية , بين جيش وحرس سلفا من جانب ومليشيات مشار من الجانب الآخر , حول القصر الرئاسي الجنوب سوداني الذي كان يقبع فيه الاثنان ويتواجدان بداخله , ولم تفلح رجاءات قادة هذين الجيشين الذين كانوا قد توصلوا الى اتفاق سلام داخل ذلك القصر الرئاسي المحاصر بالنيران في جوبا , الاتفاق الذي يشبه ذات اتفاقية الخرطوم التي وقعت قبل يومين بين الشخصين نفسهما , فحادثة تبادل اطلاق النار تلك أكدت للمراقبين للشأن الجنوب سوداني ان جنرالات الجيش الشعبي من الفريقين , هم الذين باستطاعتهم تحديد مسار العملية السلمية في هذه الدولة الوليدة , وان هذه الرتب العسكرية العليا شبيهة الى حد كبير برموز حزب المؤتمر الوطني وقططه السمان في السودان الشمالي , اذ انهم مارسوا ذات السلوك الفاسد والمفسد في ادراة بلدهم واكتنزوا اموال الدولة و تحكموا في تجارتها و سوقها , ففي دولة الجنوب السوداني أيضاً توجد هنالك قطط سمان أخرى محتمية بالسلاح و بالبزة العسكرية , و أسهمت بشكل مباشر في إفشال المشاريع الوطنية المنوط بها قيام وتأسيس الدولة الجنوب سودانية , الأمر الذي أدى إلى إفقار شعب جنوب السودان والزج به في صراعات قبلية وعشائرية طاحنة , فلم يعمل هؤلاء الجنرالات بموجهات المدرسة الفكرية لزعيمهم الروحي الذي غادر الدنيا متفانياً من اجلهم , والذي كان ساعياً بقلب صادق لتنوير عقلية المواطنين السودانيين شماليين وجنوبيين , بضرورة تغيير نظرتهم الموجهة نحو الدولة ومفهومهم التقليدي تجاه الوظيفة العامة , ذلك المفهوم والتصور الذي رسخ في اذهانهم مدة طويلة من الزمان , وهو الاعتقاد بأن التكليف الادراي والدستوري ما هو الا سانحة للغنى و التكوين والتأسيس المادي للذات , على حساب الحقوق العامة للمواطنين , فالازمتان السياسية و الاقتصادية في شقي الوطن تكمن اسبابهما في النهج و السلوك الاحتكاري و الدكتاتوري للنخبتين المسيطرتين على المشهد السياسي في البلدين.
ان السودان في جميع اجزائه يعاني الترهل و الاضمحلال و حالة اللادولة , بسبب الحرب والفساد و الحكم غير الراشد و تفشي المحسوبية و العنصرية و المناطقية , لقد طال أمد أنين سكانه جميعهم وهم يتجرعون كؤوس مرارة المعاناة تحت وطأة من لا يرحم من قادة وحكام فاشلين , استمرأوا استكانة شعوبهم الذين مزقتهم التفرقة و التباغض و التناحر , فمازال تصريح احد وزراء حكومة جنوب السودان بعد انفصال بلاده يرن في الآذان , عندما برر وجود بعض المفسدين في حكومته ودولته الجديدة , بانه نتاج طبيعي لشراكتهم مع حزب المؤتمر الوطني في حكومة الوحدة الوطنية , التي استمرت مدتها الانتقالية ست سنوات , ملمحاً الى أقتداء قياداتهم الفاسدين اولئك بمسلك المؤتمرجية في عمليات نهب ثروات البلاد , فانه وبالرغم من ان تصريح هذا الوزير الجنوب سوداني يتسم بعدم الاتساق , ويعتبر حديثاً فطيراً ما كان يجب ان يصدر من مسئول سياسي ذو خلفية ثورية , الا انه اثبت بتصريحه ذاك امراً واحداً يجب ان يتنبه اليه الشعبان في الشمال و الجنوب , وهو ان البيض جميعه فاسد و يجب رميه في سلة واحدة.
اسماعيل عبد الله
[email protected]



Post: #2
Title: Re: التعيس و الخائب بقلم اسماعيل عبد الله
Author: صديق مهدى على
Date: 06-29-2018, 08:57 AM
Parent: #1

اسماعيل عبدالله الأنصارى الكلس ياخ دى حسادة منك ساكت الحكاية
اصلا جاهزة من أديس بس صاحبك مشار طلب تتم فى الخرطوم
اكراما للبشير