قبل الوقوع في المستنقع..!! بقلم عبدالباقي الظافر

قبل الوقوع في المستنقع..!! بقلم عبدالباقي الظافر


06-28-2018, 01:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1530190707&rn=0


Post: #1
Title: قبل الوقوع في المستنقع..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 06-28-2018, 01:58 PM

01:58 PM June, 28 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


لم يكن أحد يتوقع أن تكون إجابة الفريق سلفا كير على ذلك النحو البسيط والمعبر في ذات الوقت..كان السؤال عن وجهة نظر الرجل في الوحدة والانفصال حينما كان يشغل منصب النائب الأول في كل السودان..بعد أن تحسس الجنرال قبعته الشهيرة سأل الحضور "ان كان لأحدكم بقرة هل يفضّل أن يحلبها يوميًا ".. كانت الإجابة المعبرة إشارة لاتفاقية تقسيم نفط الجنوب مناصفة بين جوبا والخرطوم..تلك القسمة لم تكن مرضية لفريق واسع من أهل الجنوب..حتى بعد الانفصال كانت مظاهر الغبن حاضرة حتى وصلت مرحلة( قفل البلف).
في الأيام الماضية بذلت الخرطوم مساعٍ خارقة من أجل الوصول لتسوية في جنوب السودان.. توجت تلك المساعي باتفاق الخرطوم الذي أبرم يوم أمس..الاتفاق لم يناقش قضايا جوهرية وربما تفصيلية لكنه كان يشير إلى رغبة كل الفرقاء في وقف نزيف الدم..من حسن الحظ أن دور الخرطوم في تقريب وجهات النظر كان مكان إجماع بين قادة إفريقيا ..بل إن مساعد وزير الخارجية الأمريكي ، وفي بادرة نادرة، رفع سماعة الهاتف متصلًا بوزير الخارجية الدرديري الدخيري ليمتدح دور السودان .
اكتنزت ديباجة اتفاق الخرطوم بمدح دور السودان ورئيسه البشير في الوصول للتسوية..بل أن الاتفاقية اعتبرت المشير البشير الضامن الأوحد لها..

لكن هنالك ما يثير القلق..فقد نصت الاتفاقية على التنسيق مع حكومة السودان في حماية وتطوير حقول نفط الجنوب..فيما جعلت مراقبة وحفظ السلام تقع ضمن مسؤوليات الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد ..هنا نحن نقترب من الوقوع في مستنقع جديد..بل إن هذا النص الغريب ربما ينسف كل مجهودات القيادة السودانية في رأب الصدع الجنوبي.
قبل انتهاء المباحثات الجنوبية بالخرطوم كانت هنالك مباحثات رديفة بين وزارتي النفط في الخرطوم وجوبا..المباحثات ركزت على سرعة تشغيل آبار النفط الجنوبي المتوقفة بفعل الحرب الأهلية ..خرج صوت نشاز في توقيت غريب يطالب الجنوب بدفع المتأخرات البالغة أكثر من ملياري دولار..بل يمضي إلى أكثر من ذلك بالبحث عن تعويض عن الخراب الذي لحق بحقول هجليج السودانية عقب دخول قوات الجيش الجنوبي للمنطقة في سنوات الصراع..كان من الأفضل إرجاء ذلك الأمر تحت قاعدة (الأصل معروف والدين في الكتوف).. هذه المطالبة وذاك النص الغامض يجردان السودان من مسؤولياته الأخلاقية والتاريخية تجاه شعب جنوب السودان.
في تقديري أن هنالك خطًا رفيعًا ما بين الدعم الأخوي والاستغلال الاقتصادي..منذ سنوات طويلة كان أهل الجنوب يظنون أنهم البقرة الحلوب في السودان ..رغم أن الحساب المجرد ينفي تلك المعلومة المتأصلة في الوجدان الجنوبي..من هنا علينا أن نكون حذرين من إرسال إشارة أن اهتمامنا بالجنوب ناتج من متاعبنا الاقتصادية..وأننا نخشى أن تعود صفوف الوقود إن لم يستمر الإمداد الجنوبي من النفط..صحيح أن النفط يشكل موردًا حيويًا للشمال والجنوب لكن يحتاج أن ينظر للأمر بكثير من الحذر..البداية أن يكون أي دور سوداني عسكري في جنوب السودان تحت مظلة أممية أو قارية أو حتى إقليمية ..وألا يقتصر هذا الدور على حراسة منابع الزيت.
بصراحة.. بل على السودان أن يتبرع بإعفاء جزء من الديون السابقة لشقيقه الجنوبي..وأن تمتد الرسالة الإيجابية لإعادة النظر في رسوم عبور النفط لتصبح قسمة في الإنتاج لا تكلفة ثابتة وعالية كالسائدة الآن ..مطلوب منا أن نتعلم من التاريخ حتى لا نحسب مجرد جلابة في بلد فيه كثير من الخيرات كجنوب السودان.


assayha