خيركم خيركم لأهله..... بقلم خلود دفع الله الحسن

خيركم خيركم لأهله..... بقلم خلود دفع الله الحسن


06-28-2018, 01:28 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1530145736&rn=0


Post: #1
Title: خيركم خيركم لأهله..... بقلم خلود دفع الله الحسن
Author: خلود دفع الله الحسن
Date: 06-28-2018, 01:28 AM

01:28 AM June, 27 2018

سودانيز اون لاين
خلود دفع الله الحسن-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



لا غبار على أن الإصلاح بين الناس والمساهمة في إشاعة السلام بين المتحاربين من أسمى قيم الإنسانية وواجباتها.
ولا شك في أن وقف الحرب في جنوب السودان بات مطلبًا إنسانيًا فليس أبشع من صور القتل والتشريد التي طالت الآلاف, ولا أقسى من معاناة النازحين واللاجئين الذين فقدوا غالبًا بعض أقاربهم, أمنهم وصحتهم.

ولا بأس بأن يرتدي أعداء الأمس القريب ـ جيران اليوم ثياب الحكم المصلح, رغم علم القاصي والداني بأن ما نشأ من فتن وخلافات لم يتوقعها الجنوبيون لم يكن سوى لعنة اختيارهم الاستقلال بدولةٍ وليدة على العيش تحت ظل الحكم الحالي للسودان؛ فباب التوبة ــإن صدقت مفتوحــ وكل الأمنيات الصادقات لمفاوضات الخرطوم بالنجاح في رأب الصدع بين فرقاء الجنوب.

غير أن شيئًا ما يبدو غائبًا عن أذهان الجميع: قادة دول الإيقاد الذين منحوا الرئيس البشير شرف الوساطة بين أعدائه القدامى, والسيد سلفا كير, وريث عرش قرنق, الذي بدا متفائلاً مفتوح القلب, ومُشعل الأزمة السيد ريك مشار, وهو أن الرئيس البشير لا يبدو أنموذجًا جيدًا لقائدٍ محنك ليُلقى على عاتقه عبءٌ ثقيل كهذا عجزت عن حمله الوساطة الدولية والأفريقية بكل خبرتها وحيادهاــ فهو الرئيس الإفريقي الوحيد الذي انقسمت دولته إلى دولتين احتجاجًا على سياساته الدكتاتورية وغير المنصفة.
كما أنه لا يزال مطلوبًا لدى المحكمة الجنائية الدولية لتورطه في ارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد أبناء شعبه.
إضافةً إلى أن حروبًا لا تزال على أهبة الاستعداد لاستعادة جذوتها في دارفور ومناطق أخرى من البلاد.
والأكثر جلاءًا من كل ذلك, فشله الذريع في إدارة اقتصاد بلاده, بسبب السياسات المتخبطة غير المدروسة ما أدخل البلاد في حالة أقرب ما تكون إلى الانهيار الاقتصادي الشامل.

فكيف لرئيس عجز عن منح السلام لشعبه والوحدة لبلاده أن يكون مؤتمنًا على سلام شعبٍ آخر, اختار بملء إرادته الابتعاد عن حكمه وسلطته.

لا أستطيع فهم ذلك التكليف غير المناسب إلا في إطار حكمةٍ قديمة كان يرددها آباؤنا تقول: )الحرامي أّمِنه (.
فليس أخطر على مستقبل شعب جنوب السودان وسلامه من نظام عنصري يرى فيهم شعبًا متمردًا رفض العيش تحت ظله, وخرج بثلاثة أرباع الثروة النفطية التي اعتمدوا عليها لسنوات, ومن هنا ربما أتى قرار الوساطة الإفريقية بجعل السيد البشير مؤتمنًا على مفاوضات سلام الجنوب, عّله يرى أن تحقيق السلام ووقف الحرب سيُعّد نجاحًا تاريخيًا له, فيكُّف أذرعه عن بث الفرقة والشتات بين أبناء الجنوب.

أما نظام البشير الذي لم يستطع إخفاء فرحته العارمة بذلك التكليف ــظنًا منه أنه بات محل ثقة العالم وجيرانه في القارة السمراءــ فعليه أن لا ينسى الحكمة الخالدة التي تقول:
( خيركم خيركم لأهله )
وأن لا يغيب عنه أن المجد والسؤدد لن يملكهما من أورد شعبه موارد الحياة البائسة,وإن تردد اسمه كثيرًا على شاشات التلفاز أو في الأسطر الأولى من صفحات الصحف العالمية والإقليمية إلى حين.

خلود دفع الله الحسن.

mailto:[email protected]@GMAIL.COM