حراسة السلام..!! بقلم عبدالباقي الظافر

01:20 PM June, 27 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

كانت مفاجأة للدكتور رياك مشار حينما هم بمغادرة مركز إقامته بجنوب أفريقيا.. بعد لحظات اكتشف الرجل أنه قيد الإقامة الجبرية بتوافق دول الإيقاد.. حتى حينما وصل مشار لأديس أبابا مؤخرًا كان عليه أن يعود لمقر إقامته في جنوب إفريقيا قبل أن يبدل ملابسه ويسافر للخرطوم.. من هنا نستكشف الدور الدولي والإقليمي للتسوية في جنوب السودان.

ارتفعت الآمال بعد نجاح قمة الخرطوم في الوصول لتسوية سريعة في جنوب السودان. لم يكن أحد من المراقبين يتوقع الوصول لذلك الإنجاز بتلك السرعة.. الدم الجنوبي كان أرخص سلعة في الصراع الدائر.. رغم ذلك توافق السياسيون على حلول عاجلة للأزمة الجنوبية.. رغم أن التفاصيل لم تعلن بعد إلا أن الثابت أن الساسة لم يقدموا التنازلات الشخصية المطلوبة.. ما زالت الطموحات السياسية الشخصية تعلو على ما سواها في جنوب السودان.

إذا أراد الجنوبيون تحقيق تسوية حقيقية فيجب أن تتنحى كل أطراف صناعة الأزمة.. كل الذين اغترفوا دماء أهل الجنوب يجب أن يخرجوا من الساحة على أقل تقدير خلال الفترة الانتقالية.. كل المشكلات الناتجة في الجنوب سببها انعدام الثقة بين الأطراف الفاعلة في المسرح الجنوبي.. لا أعتقد أن القادة الجنوبيين سيكون في مقدورهم التضحية بالمناصب.. لهذا علينا البحث عن آليات جديدة لاستدامة السلام في الجنوب.

من هنا تكمن أهمية وجود قوات أممية في جنوب السودان..حراسة السلام مسؤولية المجتمع الدولي.. بل من المهم إقامة مشروع مارشال لتنمية جنوب السودان.. يبدأ العون بتمكين الجنوب من الاستفادة من إمكاناته الاقتصادية خاصة في مجال النفط..الاستقرار الاقتصادي مقدم على كل شيء في جنوب السودان.

في تقديري.. أن على السودان أن يقود ذلك الاتجاه.. بل من المهم تطمين أطراف الصراع غير المباشرة مثل يوغندا وإثيوبيا على أن التسوية الشاملة لا تعني الانقضاض على مصالحهم الاقتصادية. ولهذا كانت زيارة موسفيني للخرطوم تعد هذا الاتجاه.. بل من المهم جدًا أن يقدم السودان تنازلات حقيقية في هذا الصدد.. بحيث يكون السودان على استعداد لإرسال قوات عسكرية لحراسة السلام تحت رايات دولية.. حتى رسوم عبور النفط الجنوبي تحتاج لمراجعة عاجلة.

بصراحة .. صناعة السلام في جنوب السودان تحتاج لحماية أممية يكون السودان من السابقين فيها أصحاب القدح المعلى فيها.
assayha