ولي صالح يحكم السودان بقلم د.أمل الكردفاني

ولي صالح يحكم السودان بقلم د.أمل الكردفاني


06-19-2018, 04:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1529422924&rn=0


Post: #1
Title: ولي صالح يحكم السودان بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 06-19-2018, 04:42 PM

04:42 PM June, 19 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر







يتلاعب المثقفون وخاصة من الرموز السياسيين بعقول العامة ، عبر مصطلحات رنانة كالديموقراطية والحرية ودولة القانون والمؤسسات.. وغير ذلك مما نحلم به جميعا كمواطنين أبرياء . لكن الحقيقة على ارض الواقع شديدة التعقيد وليست كما يتم تصديره لنا من القوى السياسية. في الواقع منذ بداية الاستقلال ، تشكلت الذهنية السياسية على فكرة الهدم. قات ذلك مرارا... سياسة الهدم هي التي قوضت الدموقراطية بسبب الاحزاب نفسها وليس بسبب العسكر. الجيش لم يتحرك ابدا بدون سند آيدولوجي. الأحزاب في الواقع -وبعد نزع حيلة الشخصية الاعتبارية عنها- فليست اكثر من افراد ذوي طموحات. طموحات اضيق من قيادة دولة ؛ وفي كل الاحوال فإن افواههم التمساحية تنفتح بشدقيها في انتظار ابتلاع الفريسة المغيبة وهي الشعب. فلنتخيل مثلا ان هناك ولي من أولياء الله الصالحين حكم السودان....ولي يتلقى الكشف من السماء كما يزعمون ، دعني اقول وبكل اطمئنان انه لن يستطيع فعل اي شيء وربما يفقد ولايته ويكفر او يصاب بالجنون. نحن ولبنان تحديدا نتقارب كثيرا من حيث طبيعة القيادات السياسية ، وهذا ما خلق منا دولتين هشتين جدا. لبنان قد تبقى اكثر من سنة بدون رئيس دولة ، ونحن قد نبقى لأكثر من شهر بدون وزير خارجية ، وفي حالة الدموقراطية قد نبقى سنين بلا رئيس وبلا دستور. فالسمكة البائسة تطير من بين فم تمساح لآخر في معركة محتدمة داخل ماء السلطة. ولا أدل على ذلك أننا دولة بلا اي خطوط حمراء. تلك الخطوط التي تمثل الحد الأدنى الذي لا يجوز لأي قائد سياسي تجاوزها. ولن يكون هناك خطوط حمراء ولو بعد الف سنة. لأن الخطوط الحمراء تنبني على المصلحة القومية العليا. ونحن حتى الآن لا نعرف ما هي المصلحة القومية العليا. حيث أن الأرض نفسها بحدودها السياسية واقسامها الادارية لا تمثل خطا أحمر..وقد رأينا كيف تم فصل ثلث مساحة الدولة دون ان يطرف للقوى السياسية ولا حتى للشعب جفن. التماسيح الذين يتقنعون بوجوه الحملان لا يعترفون بأي خطوط حمراء. فالغاية تبرر الوسيلة. والغاية هي هم وليس الدولة. منذ الاستقلال كانت القوى هذه تعمل على الحفاظ على مصالحها اما بالتقرب من مصر او بريطانيا ، او الاتحاد السوفيتي سابقا ، أو امريكا او ايران ...الخ. فليس البشير فقط هو من طلب الحماية من رئيس دولة اجنبية. ان كل القوى طلبت الحماية ، اما من السعودية او ليبيا القذافي او مصر او اوغندا او كينيا او اثيوبيا او ارتريا....الخ. نعم هناك مواطنون شرفاء ، هناك مخلصون ، هناك وطنيون ، هناك شعب محروم ومسحوق. لكن هؤلاء جميعهن لم يملكوا آليات النفاذ الى السلطة. ولو قيض لأحدهم هذا النفاذ ونفذ بسلطان فلن تتركه التماسيح ليهنأ بانجاز بناء دولة. ليس هذا تثبيطا للهمم بل هو في الواقع توعية الشعب ، توعية لعله يفتح عينيه على اصحاب الضمير بعد ان تم تغييبهم لعقود طويلة تحت عباءات القيادات الطائفية والايدولوجية والقبلية. اذا كان على الشعب ان ينتفض فعليه في الواقع ان يقلب طاولة براءته على التاريخ..وهذا غالبا ما لن يحدث....وشكرا...