القاتل !! بقلم عبدالباقي الظافر

القاتل !! بقلم عبدالباقي الظافر


06-11-2018, 09:23 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1528705386&rn=1


Post: #1
Title: القاتل !! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 06-11-2018, 09:23 AM
Parent: #0

09:23 AM June, 11 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


اقتحمت شرطة نيويورك منزل الحاج حسب الله..اتصال على رقم الطوارىء يفيد أن الحاج قتل ابنته وصديقتها..فوجيء الضابط أن رجلًا في منتصف الخمسينات يفتح الباب مع أول طرقة..بهدوء غريب وإنجليزية ذات ملمح أجنبي يفيدهم صاحب الدار وأنه قتلهما..الضابط يضع (الكلباش) على المتهم..عربة إسعاف تحمل نعش الشابتين..الجيران فتحوا نوافذهم..لم يكن أحدهم يصدق أن الجار الطيب يمكن أن يصبح قاتلًا.

حسبو كان عاملًا بسيطًا في مستشفى الخرطوم ..اختاره زملاؤه في النقابة.. حينما وصلت الحكومة العسكرية إلى السلطة لم يكن قد تجاوز عقده الثالث..اشترك في إضراب أودى به إلى السجن..عندما خرج إلى الدنيا وجد نفسه ضمن فائض الخدمة..مضى إلى اريتريا مقاتلًا في جيش المعارضة فانتهى به المطاف لاجئًا في اثيوبيا لسبعة أعوام..انقطع عن أسرته..فضل الاختباء بسبب العجز..لم يكن يتحمل أن يواجه غلبة الدين وظلم الحكام.

عندما التقي بأسرته في مطار جون كنيدي بعد ثلاثة أعوام أخرى قضاها في أمريكا شعر باستغراب..عشر سنوات جعلت مياهًا كثيرة تمر تحت الجسر..العيال كبرت؛ ابنه أحمد وصل إلى السادسة عشر..ابنته مها بدأت كأنثى ساحرة..آخر العنقود شرف تركه طفلًا والآن صبي في الثامنة..زوجته سمية على أعتاب سن اليأس..بدأ الحاجز يكبر ويكبر..الأبناء ينكفئون على أمهم..كانهم يحاسبونه على الغياب غير المبرر.

صفع ابنته ذات مساء عندما اكتشف انها تدخن في الحمام..غضبت الشابة المتمردة وتركت المنزل لتعيش مع زميلتها ذات الأصول الليبيرية..ابنه أحمد تزوج صديقته الصينية دون أن يخطر والده..زوجته بدأت تلومه على تشدده الذي حطم الأسرة..بات المراهق شرف وحده يعيش مع أبوين متنافرين.

ذات نهار رن هاتفه الجوال ..مديرة المدرسة تطلب حضوره حالا حتى لا تسوء الأمور..حاول ان يخبر المديرة أنه في نوبة عمل ..لغتها الحاسمة جعلته يغادر متجر (البيتزا) دون أن يستأذن ..المديرة أبلغته أن ابنه المراهق يبيع المخدرات في المدرسة..آخر بطاقة في بنك الائتمان بدأت تتلف..شعر بالصدمة..نقل ابنه إلى مدرسة أخرى افترض أن أصدقاء السوء قادوا ابنه إلى ذاك المستنقع الآسن.

بدأ يفكر في العودة إلى الوطن..سأل نفسه ما الذي تغير في البلد حتى يعود..زوجته أعلنت العصيان المدني..أخبرته ستعود وحيدًا وستموت وحيدًا في تلك البقاع..أصر على رأيه..في منتصف الخمسينات بدأ يفكر في بدايات جديدة.

قبيل السفر بساعات وبعد انقطاع طويل هاتفته ابنته..طلبت منه أن يسامحها ويسمح لها بالوداع..جاءت الى الموعد بصحبة صديقتها الليبيرية..بكى بشدة بعد أن استعاد ابنته المفقودة..طلب منها العودة إلى البيت ..قالت له "هنالك مشكلة ماما لن تسمح لبيكي بالسكن معي".."ولماذا تسكن معك"..أخبرته " لأننا متزوجان"..أطرق برأسه إلى الارض..سألها "هل أمك تعلم بذلك؟".."اخبرتها واعترضت ولكن هذه حياتي أريد أن أمارس حرية الاختيار".

دخل إلى المطبخ حمل المدية الضخمة..انهال طعنًا على ابنته وصديقتها..مضى يبحث عن زوجته ووجدها هربت من الباب الخلفي.

خرجت الصحف تحمل صورة القاتل الحاج حسبو.



assayha