ما عِندَك موضوع ... !! - - بقلم هيثم الفضل

ما عِندَك موضوع ... !! - - بقلم هيثم الفضل


06-11-2018, 01:24 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1528676692&rn=0


Post: #1
Title: ما عِندَك موضوع ... !! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 06-11-2018, 01:24 AM

01:24 AM June, 10 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

طاب لي اليوم ومعي عدد من الأصدقاء أن أُلقِب صاحبي الذي يعيش الصراع المُلهم ما بين أخلاقيات الحاضر و الماضي بلقب الشخصية الدرامية المشهورة ( كبسور ) ، و للذين لا يعرفون شخصية كبسور في السلسلة الدرامية التي أداها الدرامي المطبوع الدكتور فيصل أحمد سعد فإن كبسور هو ذلك الشخص المتدخل في كافة الشئون الخاصة و العامة و لكن في إطار المطالبة بالحقوق و الواجبات التي تنص عليها القوانين و اللوائح ، لكن طبعاً مع المبالغة و التشدد و التطرف في تحقيق ذلك ، على كل حال فإن صاحبي هذا الذي لقبناه بكبسول هو بالفعل واقع في صراع مع كثير من المفاهيم و الأخلاقيات و العادات التي كانت عادية في الماضي و سارية ، و ما بين جزء من حياته يعيشه في الواقع الحاضر يعتبر الكثير من تلك المفاهيم و القيِّم غريبة و فيها تعدي على حريات الناس و رغبتهم في ( الإنزواء الفردي ) ببعض ما يمكن أن نطلق عليه إصطلاحاً خصوصيات ، و للحقيقة فإن معظم أبناء جيلي من الذين إنقسمت حياتهم ما بين هذا و ذاك ، بمعنى أنهم عاشوا تلك الفترة التي كان فيها المجتمع السوداني منفتحاً بالقدر الذي يسمح للغرباء بمعايير مطلقة بالتدخل في الأمر بالمعروف و النهي عن ما يمكن أن نصنِّفه منكر ، ثم أيضاً قدَّر الله لهؤلاء أن يعيشوا حاضرنا هذا الذي أصبح فيه الجار لا يعرف إسم جاره و لا ماذا يعمل و ربما لا يراه إلا في الأعياد والمناسبات ، جيلنا هذا بالفعل يعيش صراعاً إستراتيجياً مهماً ما بين ( التدخل) و ( التقوقع ) .. فإن تدخلت في أمرٍ بذات الإسلوب الذي كان عادياً في زمان مضى إعتبرك البعض متطفلاً و بلغة اليوم العامية ( ما عندك موضوع ) ، و إذا غضضت النظر و آثرت الصمت و الإنزواء نعتك البعض بالسلبيه و عدم المُبالاة و بلغة الشارع العادية متطفل و ( حِشري ) ، و على ما يبدو أن التحليل العلمي للأمر يحتاج إلى إختصاصيين في علم النفس الإجتماعي و التطور السلوكي المُتغيِّر للمجتمعات و المتعلق بمؤثرات عديدة أهمها إتساع دائرة الإطلاع الثقافي و المعلوماتي و التطور التكنولوجي في مجال الإتصال و الإزدياد المضطرد في تعقيدات الحياة الحضرية بالقدر الذي دعم سيادة المنهج الذاتي و الفردي في المجتمع ، صاحبي الذي لقَّبناه بكبسور قال أنه و في طريقه للعمل وجد أطفالاً بالزي المدرسي التابع لمرحلة الأساس يشترون أمامه السجائر من صاحب دكان ، فما تمالك أعصابه و قام بزجرهم أمام إستغرابهم و إستهجانهم و لم يكتفي بذلك بل ألقى باللوم على البائع الذي أيضاً إندهش و إستغرب و ربما إستنكر تدخله ، ثم تمادى صاحبنا كبسول إنفعالاً و حماساً و ذهب إلى المدرسة المعنية و التي على ما يبدو كانت قريبة مُمنياً نفسه بأن تشكره إدارة المدرسة و ربما أولياء أمور أولئك الطلاب ، غير أنه إستفاق من ( غيبوبته ) فجأة حين سأل خفير المدرسة البالغ من العمر عتياً : هل المدير موجود ، فأجاب إيجاباً ، ثم أردف يسأله : إن شاء الله خير : فأجاب كبسور ( لا مافي مشكلة بس شُفتا ليّْ أولاد بدخنوا سجايِّر ) فما كان من عمك الخفير إلا أن باغته بتعليق تلقائي و مفاجيء ( يا ولدي إنتا ما عندك موضوع ) !! .. و الله فعلاً إستحق صاحبنا و بجدارة لقب كبسور .