البانا أفريكانيزم بقلم حب الدين حسين (حبو أرسطو )

البانا أفريكانيزم بقلم حب الدين حسين (حبو أرسطو )


06-11-2018, 00:49 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1528674555&rn=0


Post: #1
Title: البانا أفريكانيزم بقلم حب الدين حسين (حبو أرسطو )
Author: حب الدين حسين (حبو ارسطو)
Date: 06-11-2018, 00:49 AM

00:49 AM June, 10 2018

سودانيز اون لاين
حب الدين حسين (حبو ارسطو)-
مكتبتى
رابط مختصر





ظلت شعوب الافريقية في السودان تتعرض لاضطهاد على اساس بعدها الثقافي بفعل الحاكمين في الخرطوم ووصلت مداها الإستهزاء والعنف المنهجي والأبادة ، ومنها إستهزاءات المتكررة لشعوب الافريقية بالسودان(الفلاتة ) ولا سيما في هذه الأيام وتناطح العروبيين وافارقة المستألبين والمرمزين ونحن هنا لسنا بحاجة الي ذكر تفاصيل على ضبانيتها في امر معلوم لدى الاغلبية وما نسعي اليه هي القاء حجر عليه للإنتباه وتوقف من تلك الاستهزاء، ان نظام ايدلوجية الأحادية وضع بدوره نظم تراتيبية للمجمتعات السودانية ليسهل تفتيت السودانيين ليضمن عدم دعم اي طرف لاخر لخلق العقد بينهما مقابل تطويع وايجاد وضعية هلامية مصطنعة تمكنها الصيد واحد تلو اخر في جرابه الإيدلوجي السيئة السمعة، وتبنت عروبة إيدلوجية وقهرت شعوب الاخري باسمها ومزركشآ بالدين وخلقت تناقضات كبيرة جرفت خصوبة البلاد التاريخي والمعاصر من وعي المباشر وان اس الصراع كانت وما زالت تدور في هذه المعترك بين مجموعة ترى ان امتيازات التي ورثتها يجب ان تحافظ وتسوقها بعدة حيل وميكنيزمات وبين من شعروا بالاضطهاد ومرارة الظلم وخطل تلك التوجه لذاتهم وتاريخهم وأنتباهم المعاصر يقاومون تلك التوجه بالضرواة يسمونها انهاء التهميش او التحرر واحيانآ الاستقلال .
فالفلاتة التي يفترى عليهم في ارضهم الطبيعي السودان وهم قبائل كثيرة منتشرة في دول غرب افريقيا وحزام السافنا بصورة عامة ..ويمتد وجودهم من البحر الاحمر شرقا الي المحيط الاطلسي غربا في حوالي (21)دولة، وتذكر المصادر التاريخية ان اول مرة عرف فيها الفولاني كشعب كانت في منطقة فوتاتورو ولكن تفيد الحفريات ارتباطهم الكوشي الواضح ،غير انهم انتشروا انطلاقا من تلك البقعة شمالا في اتجاه موريتانيا وشرقا في اتجاه جمهورية السودان . وادي هذا الانتشار الواسع الي تباين اسم القبيلة من اقليم لاخر ،ويطلق عليهم اسماء مختلفة منها :بول،فولبي،فولاني،فلاتا،فيللاتاهس،بهل، فولا، فلان،فيلاني،هيلاني ، وهم شعب عظيم وهم عمق مجتمع الكوشي الذي تناثرت في غرب الافريقي منذو الالف السنين يشير العصر البوفيدي علي احتمال مرور شعب البول في افريقيا ونسبهم المصريين والنوبيين والاثيوبيين ،رغم االاختلاف علي معرفة ما اذا كان البول هم الحاميين الادنيين(الكوشيين) ام الحاميين الاعليين (المصريين او البربر) وانتشروا من الفولاني الي فوتا تورمن الشمال الشرقي)جابوا فيها (المنطقة الساحلية) من الغرب الي الشرق حتي وصلوا ادماوا. ويظهر مؤكدا ان الفولاني اتوا من الشمال الشرقي كاكثرية شعوب الساحل.واذا كانت لهم سمات اقل افريقية من سود السافنا او سود الغابة ،فان ذلك ليس بمستغرب اذا تذكرنا التكلور(وهم مزيج من الفولاني والسرير) والكثير من الولوف والسونغهاي والتوبر والبيجا والغالا والصوماليين والدناقل والاثوبيين،ويظهر ان مرتفعات اثيوبيا والقرن الافريقي او وادي النيل كانت مواطنهم الاصلي ، وانهم كبقية السود ذوو رؤوس طويلة بشكل واضح كبول ادماوا لهم سمات افريقية بينة الوضوح،ويشكل انتماؤهم (الفولاني) صفة ثقافية كما هو الانتماء القبلي بالنسبة لبقية الشعوب الافريقية وبالاختصار فان لون البشرة وشكل الوجه عند البول(الفلاته) يمكن ان يعطينا فكرة عما كان عليه السكان القدماء لوادي النيل .
دولاب دولة السودانية خلقت ضدهم انتباهات استفزازية بدعم العروبة والسلطة والا يتم ارجاعهم الي غرب افريقيا ومنع تجنسيهم في حقب حكومات عدة وهي استدراج لتبخيس ذاتهم وهزيمتهم نفسيآ واشعارهم بإستقرار نسبي والخوف المحتمل الدائم ومصير المجهول ليسهل تطوعيهم في مشروع انقاذ الكاذب خيمة الخليج(سودان القديم ) وقد مشي عدد كبير منهم في هذه الاتجاه واصبحوا يدافعون عن عروبة السودان اكثر من عرب نفسهم مثلهم كما بقية شعوب الأفريقية بالسودان التي عانت وتعاني بوعكة الايدلوجية الأحادية ولكن هناك شرفاء منهم وهم كثر يتربعون وعي البانا يفضحون هذه النهج رغم قلة اصواتهم مقارنتآ بحجمهم الكبير.
الناظر والمدرك لغرب افريقيا يعرف عظمة فلاتة لاكثر من عشرات دول بغرب افريقيا يجتاز هؤلاء بلا جواز فقط تحدث باللغة الهوسا او الفولاني وهي لبنات جيدة لوعي بقضايا البانا ورسائلها وهم شعوب عظيمة في الإنتاج وفي ثورة التغير وتمسك بالهوية البراني والداخلي وفي تجارب بانا افركانيزم الشعوبية وهم شعوب اصيلة تتمسك بعرس الافريقي وتمتحن مهن الافريقية المبجلة للأفارقة خاصة رعي الاغنام والأبقار ورقص الطبل.
وقال فيهم الروائي الافريقي الكبير اليكس هايلي في روايته العودة الي الجذور ان الفلاتة شدة حبهم للرعي فهم يولدون مدركين لغة الاغنام وان الفلاتي يتكلم مع اغنامه كما حديثه ببقية البشر ولا احد من بشر يدرك لغة الاغنام اكثر من فلاتة ؛ وكان يتسائل وهو يروي ماساة استعباد التي تمت لشعوب غرب افريقيا من قبل الطوبوب ويقول كيف يعيش فلاتة دون اغنامه وابقاره في بلاد الاسترقاق فهم بذلك سلبوا اجمل ما لديه واروع ما يحبه فقد نزعوا روحه الاخر وسر سعادته ؛ وكان اليكس يسرد مضى حب تلك الشعب وشعوب الافريقية برعي الاغنام وابقار وهي ملكية اتغتونية تليدة يحفظه سجل التاريخ ويحسب لهم .
وان احتقار الذي ياتي من شخص افريقي الهوية لفلاتي هو استرزلام الهوياتي المشروخ واستلاب العقائدي بالهوية التي صنعتها امبريالية القعونجية والعروبية لتسلب من شعب ذاكرته التاريخية وحقائقه الاجتماعية من وعيه المباشر وهي ما تصرخ البانا ضدها وتسعى الي هزيمتها تحت مرتكزات الوعي التاريخي وتحرر الذاتي والأقتصادي لإعادة وعي الهوياتي لافريقيا كذات اصل حضاري واحد لشعوب الافريقية وخلق تسامح اجتماعي وانهاء النظرة الطبقية الدخيلة لابنيات الاجتماعية الافريقية لتحقيق اوجاما الأفريقية .
اما مدعي العروبة في السودان الذين يستاخرون الفلاتة عليهم الادراك انهم يتكلمون من افريقيا وليس من شبه جزيرة العربية والفلاتة هم عمق بنية الافريقية وحضارتها وان ما يحدث يكشف مضى خلل الذي اعترى هؤلاء الاعراب الأشد نسيانآ بالتاريخ وعرفان بالجميل الذي منحهم افريقيا من كيب تاون جنوبآ حتى امازيغونيا شمالآ ومن اخدود الأفريقي شرقآ حتى ساحل جفور غربآ .

والبانا أفريكانيزم تهدف الي إعادة نصاب الاحترام بين شعوب الافريقية بعضهم البعض بسعيه الي تحرير الشعوب الافريقية من إستعمار العقل والارض وتحقيق الإستقلالية الذاتية وصنع القرار لتمهيد الطريق للنهضة شاملة وتنمية مستدامة ومناصرة الشعوب المضطهدة ايمنا كانوا وبناء علائق انسانية بعيدآ عن الأنانية والإستغلال وهي طريقة الوحيد لصنع ولايات المتحدة الأفريقية ووضع حدآ لاحتقار انسان لاخيه الإنسان ، لذا تظل شعوب الفولان عمق الاجتماعي المهدوف في مسعى البانا أفركا لاحداث التغير المنشود وانهاء محمولات الثقافية التي اختلقتها الامبريالية والكومبردار لذا وجودهم في سودان امر طبيعي كما مجموعة الافريقية الاخري .